Part 1 " حينما التقينا

7.3K 348 13
                                    

"Joo rin" :
بعد انتهاء اليوم الدراسي ، عدت الى المنزل واصطحبت أخي "اي سو" الى السوبر ماركت لنشتري ما ينقصنا في المنزل ، حمدًا لله ان المصروف الذي ارسله ابي كافٍ! ، على اية حال ، اصبح هو يدفع العربية وانا اضع فيها ما اجده مكتوبًا على الورقة من حاجيات

وبما انني لم استطع من ادخال "اي سو" في مدرسة خاصة للمتوحدين ، قررت انا شخصيًا ان اعلمه ، فقلت له بأن يذهب ويجد بنفسه الحليب. ذهب بحماسه المعتاد للإنجاز وكنت اضع ناظرَيّ نحوه حتى اتأكد من سلامته .. لكنني لسببٍ ما انشغلت عنه

كنت انظر الى لوح شوكولاه واتفحص مكوناته ، لم اتذوق الحلوى في حياتي كثيرًا .. لكنه مُضر ، لا أُريد أن أُصاب بأدنى مرضٍ حتى لا أتعالج ، لأن للعلاج تكلفة! .. فجأةً سمعتُ ضوضاء ، قطعتْ تفكيري ولفتتني نحوها. بالرغم من انني لم ارى ما حدث بعد الا انني شعرت بأن هناك مكروهًا ما اصاب اخي .. يالَ حماقتي! انشغلت عنه!!

تركت ما كنت احمله بيدي وهرولت كالمجنونه ابحث عنه واُنادي بإسمه ، فَ لما اقتربت وابعدت الحشد المتجمع رأيت اخي اي سو يعتدي على احدهم! ابعدتهما عن بعضهما وحاولت تهدئة اخي .. بعدما هدأ ذهبت لذاك الرجل وحاولت نفض ملابسه وترتيبها واعتذرت منه

لكنه فاجئني بأسلوبه الفض! حيث انه ابعد يدي بقوة!
- من هو ؟!! هل هو أخوك ؟؟
- ن..نعم ، آسفه يا سيد..
- أتعلمين ما حدث ؟ لقد هجم علي! اللعنه ما به ؟! ألم يتربى على احترام الغير!

لقد استفزني كلامه .. حاولت ان انضبط لكنني فجأةً افلتُّ نفسي من بين يداي وانفجرت بوجهه
- لا تتحدث وانت لا تعلم !! اخي مصابٌ بمرض التوحد! لا يجب عليك التحدث عنه هكذا فهذا يُغضبني
- ادخليه مدرسةً للمتوحدين حتى لا يتعرض شخصٌ آخر بمثل ما تعرضت له!
- لا استطيع!! .....

امتلأت عيناي بالدموع ، الملأ ينظر إلينا ، لا أُريد الإخبار بالسبب الذي يمنعني من إدخاله لمدرسةٍ للمتوحدين ، سحبت اخي من يده وخرجنا ، تركنا العربية التي وضعنا فيه اشياءنا القليلة ثم جلسنا بالحديقة المُقاربة للسوبرماركت

جلست على المقعد وجلس اخي بجانبي ، ثم انزلت رأسي ووضعت يداي على وجهي ، انه احمر .. وجهي احمر! سوف انفجر من البكاء ، ماهذا الضُعف !؟ فَ رأيت وجه اي سو وهو يحاول النظر إلى وجهي ويكتشف ما بي ، لكنني اُبعد وجهي

شعرت بابتعاده عني ، لقد وقف وهو ينظر بحقد ، رفعت رأسي وسألته "مابك ؟" أشر بيده الى الامام فلما التفتُّ وجدته الرجل الذي اعتدى عليه اي سو ، عندما رأيته يتقدم حاولت ان أُخبئ حزني وألمي ، لكن رؤية وجهه وملابسه التي تفوح منه رائحة المال فتحت جرحي اكثر

لكن ما جذبني هو انه يحمل اكياسًا بيده ، وقف امامي قائلًا
- اظن هذه الاكياس تخصك
اخذت منه الاكياس بقوه ولم اشكره ، ضحك من فعلتي ثم قال
- لقد اشتريت لكما بعض الواح الشوكولاه والحلوى
- ش..شكراً ، لم نكن بحاجةٍ لذلك 

ثم جلس بجانبي لكن كان يفصل بيننا مسافة ، بينما اخي اي سو ينظر اليه بحقد .. صمتُّ ، لم يعجبني وجوده هنا بل شعرت بأنها طريقه استفزازية أُخرى ، كنت غاضبة ، وجهي محمر ، في قلبي كلامٌ باقي ، وجه إلي سؤالًا
- اذًا .. اخبريني بالسبب الذي يمنعك من إدخال اخيك في مدرسة خاصة بالمتوحدين ؟
- لا احتاج لذلك .. فأنا معلمته ولا اريده ان يغيب عن نظري

ساد الصمت بيننا لفترة .. ثم اكملت حديثي بقول
- هه .. ماذا تتوقع من فتاةٍ فقيرة مثلي! اللعنه ، لمَ لا يجعلون مدارسهم مجانيه ؟ لم يعد هنالك انسانية في هذه الارض على أية حال ..
- يمكنني ان اُدخله على حسابي .. هذا تعبيرٌ عن اعتذاري

سمعت كلامه وتجمدت في مكاني ، لم اعد اعرف ماذا اقول ، لقد انعقد لساني وتبعثرت كلماتي تمامًا!
- ح..حقًا؟ اوه.. في الواقع انا ..
- لا داعي للشكر
- لا!! اعني.. شكرًا لك! لست ادري .. فجأةً تغيرتْ حالتي ، لكن كلامك هذا اسعدني ، فَ لست تدري كم من المعاناة اتحملها لأجله
- لا داعي لهذا الكلام ..

خادمة لِمعتوه !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن