Part 5" لقد بدأ يُزعجني

4.8K 282 35
                                    

نزلتُ وبدأت بالعمل ، امسح الارضيه ، وانظف من التراب .. كل ذلك رغمًا عن معدتي الخاويه ، صدفةً مررتُ من عند الصالة التي يتناول فيها سيهون طعام الإفطار وكان الباب مفتوحًا قليلًا فنظرت من خلاله لأجد كل ما لذ وطاب من الطعام جاهزٌ امامه

لم انتبه الى حركاتي التي سببت ازعاجًا ، فبذلك قد يشك سيهون بوجودي. وبينما هو يأكل رفع بصره نحوي ثم اكمل طعامه وكأنني مجرد لا شيء!، انكسر قلبي ، اريد ان آكل! لكن هناك قانون يخص هذا البيت الا وهو آلّا يتأخر الخادم عن موعد الطعام لأنه لن يأكل منه لاحقًا

اكلت تبن واكملت التنظيف ، اثناء ذلك ، تنبهت الى نداء سيهون لي ، توجهت نحو الباب وفتحته ، تقدمت بالقرب من سيهون ووقفت قائلةً "نعم سيدي"
سيهون : تعالي اجلسي
جورين بصدمة : م..ماذا قلتَ .. سيدي!؟
سيهون : انتِ سمعتيني وانا لا احب تكرار الكلام .. اجلسي وتناولي الافطار ، فأنتِ لم تتناولي شيئًا ، أنّى لكِ الطاقة حتى تعملي ؟
جورين : حاضر سيدي

جلست على احد الكراسي ، بدأت اتناول الطعام ، انه لذيذ! ولكن ما يُطفي على اللذة هو الصمت اللاذع الذي يفصل بيني وبينه ، فأنا لا احب الاجواء الصامته الخانقه ، اعني .. الصمت يترأس المكان لدرجة اظن انه يمكنه سماع تفكيري!

وبدون سابق إنذار ، علقت اللقمة في حلقي! ظللت اسعل لعلي اُخرجها ، ضربت على صدري لكنها تقف مكانها ترفض النزول! اختنقت! ، وعندما نظرت الى السيد او سيهون "هي تقول السيد اوه سيهون من باب السخرية" وجدته قد ترك طعامه وتسند على الكرسي وتكتف وبكل هدوء ينظر إلي!

تمكنت اخيرًا من ابتلاعها بعدما ظننت بأنني سأموت!، الدموع عالقة في عيناي .. ااخ موقفٌ صعب، بعدما هدأت نظرت اليه بحقدٍ واضح
جورين بصوتٍ عالٍ : ايها السيد!! الم تكن تنظر الي؟!! انا هنا امامك وكدت ان اموت وبكل برودٍ تتكتف وتنظر الي ؟!! دعني اكشف على قلبك لعلّي اجد صخرة باتت سوداء من البراكين ؟!
سيهون يضحك بسخرية : تستحقين هذا .. الم ترَيْ كيف تأكلين ؟ كأنكِ دبٌ اشهب بدأ بتناول الطعام بعد بياته الشتوي
جورين : *تضحك بطريقة ساخرة* هل تريد مني ان اضحك ؟ هاهاهاها حسنًا سوف اضحك حتى أُساير نكاتك السخيفه سيد اوه ثقيل الدم سيهون!
سيهون : اظنكِ نسيتِ انني سيد البيت هنا ؟ وهذا يعني انني سيدكِ واستطيع ان آمرك أن تفعلي ما يحلو لي ، بالاضافة بدأت بالتفكير مليًا في ان اخصم من راتبك حتى تتعلمي الادب مع من هم اعلى منك طبقةً

م..م...ماذا!!! يخصم من راتبي،! لكنني بدأت بالعمل توًا!!؟! فجأةً تغيرت ملامح وجهي عندما انتهت هذه الكلمة الى مسامعي ، هنا اظهرت ملامح الذل وسقطت ارضًا عند رجليه وبدأت اترجاه بِحرقة
جورين : آسفه سيدي اوه سيهون!! لقد انفعلت قليلًا وغضبت! ارجوك سامحني لن اُعيدها مرةً اُخرى!
سيهون : حسنًا سوف اتغاضى عمّا قلتيه ، والآن انهضي حتى لا يراكِ احدٌ بهذا المنظر المُذل للنفس

بدأت استوعب ما انا عليه ، ما هذه المذلة! انا انزل الى مستوى قدميه؟! هه ، اجتاحني الغرور والكِبر ووقفت ورفعت رأسي حتى اُظهر له انني مُحتفظةٌ بكرامتي وانني اترفع عنه ، ثم خرجت واغلقت ورائي الباب .. ما إن اغلقته حتى اختفت تلك الشخصية التي قمت بتأدية دورها توًا وانزلقت منهارةً على الباب استرجع ما فعلته وما حدث

"كيم جورين ، انتِ خرقاء" ، ظللت اُكرر هذه الكلمات في عقلي بينما انا اُنظف "تسريع للاحداث" هبط الليل ، وهبطت معه السكينة والهدوء ، احب الليل ، ففي هذا الوقت اجد راحتي واستطيع ان اُصارح نفسي وانفرد بنفسي. صعدت الى غرفتي بعدما انهيت طبق وجبة العشاء

قبل ان استلقي على سريري تذكرت بأن لدي مدرسة ، لن يُمانع سيهون ان انصرفت الى المدرسة ساعاتٍ معدودة. نمت والافكار الايجابية حول سماح سيهون لي بالذهاب تراودني. استيقطت صباح يوم الاثنين على المنبه ، نهضت من سريري وبدأت اتجهز كالعاده

عندما نزلت وجدت سيهون يرتدي ملابس المدرسة الرسمية ، يبدو بأنه ذاهبٌ ايضًا ، رآني وتعجب ، وقفت امامه وقلت بثقة
جورين : سيد اوه سيهون ، اسمح لي بالذهاب الى المدرسة!
سيهون : موافق ، لا بأس .. إذن يمكنني اصطحابكِ معي في الليموزين

ابتهجت! حمدًا لله ان الامر صار دون مشاكل ، بالإضافة اني سوف اذهب معه ! جيد .. هه، ظننت لبرهة بأني سوف اذهب سيرًا على الأقدام. اخذت حقيبتي ، ومشيت انا وسيهون متجهَيْن نحو الليموزين ، ركبت انا اولًا واما سيهون فكان يتناجى مع السائق على امرٍ ما

ركب سيهون مقابلي وانطلق بنا السائق ، اثناء ذلك ، كنت انظر الى الاسفل واحاول تغطية ساقاي البارزتان
سيهون : لا تقلقي .. لن انظر الى ساقا البعير هذه
جورين : اسحب كلامك سيدي!
سيهون يضحك : بالرغم من غضبك الا انك لا زلتِ تقولين سيدي ! هل اثر فيك كلامي البارحة ؟
جورين : *لا رد*

وصل السائق الى مدرستي اولًا ، كنت سأفتح الباب لكن سيهون منعني
سيهون : انتظري سوف اعود
جورين : ماذا؟؟

ذهب سيهون الى داخل مدرستي لسببٍ اجهله ، مالذي يخطط لفعله ؟! لم اهتم ، جلست انتظر ، دقيقه ، خمس دقائق ، عشرًا ، ربع ساعة .. انتظرت وانتظرت .. حتى اتضح لي سيهون وهو يمشي ، لكن .. هنالك شيءٌ ما بيده ؟ ما هو ؟ اقترب اكثر فأكثر فوجدت معه ملفًا! ، ركبَ السياره وطلب من السائق الانطلاق الى مدرسته
جورين : انتظر ايها السائق! دعني انزل من السياره! انتظر!
سيهون : لا داعي لذلك ، انظري ..

فتح لي الملف الذي بيده فوجدت انه ملفي!! ماذا ؟!! لقد .. لقد قام بسحب ملفي!
سيهون : كما ترَيْن .. سوف تدرسين في مدرستي من الآن فصاعدًا
جورين : ارجوك قل لي بأنك تمزح!
سيهون : من المفترض ان تكوني ممتنة، فهذه المدرسة التي سوف تدرسين فيها مُهيئة بكل ما يمكنه توفير الراحة لكِ ، فهي ببساطة مدرسة للاغنياء ولذوي الطبقات الاجتماعية العليا ، مالذي تريدينه اكثر من ان ترَيْن مغنون مشاهير يدرسون في مدرستكِ ؟
جورين : انا لا اهتم لهم! فَ لستُ من هذا النوع من الفتيات..
سيهون : لحسن حظكِ سوف تتغيبين لليوم ، واقوم انا بتسجيلك ، لا تخافي فالمدير يهابني وسيسمح لي بالتأكيد

وضعت رأسي على النافذة ، وغطيت عيناي بيدي ، ااه لقد تعبت وانا لم اُكمل سوى ثلاثة ايامٍ من عملي كخادمة! لا اريد ان ارتبط بهذا المعتوه يوميًا وأن ارى وجهه في كل مرة ، يا ترى مالذي سيحدث ان ارتبطت بهذا المغفل؟ والأسوأ من هذا انه جريئ ويُقدم على افعالٍ غريبة .. سأموت.

خادمة لِمعتوه !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن