الجزء السادس : نورٌ داكن

154 33 30
                                    

..

التفت للخلف نحو ايمن رافعةً حاجبي ..
ثم التفت لجدي قائلة : أهذا مقلب تمازحانني فيه كنوع من الترحيب؟ ، لأنه لو كان كذلك فهو ليس مضحكً جدًا
بنبرة ساخرة قصة جميلة مع ذلك أسهرت الليل كله بالأمس تخترعها؟

لم يجب جدها على ماقالت ، وقف وأعتذر أن يكمل السهرة  فقد أتى موعد نومه
أخبرته أنها لم تنتهي من التحدث معه فهناك مواضيع أخرى ببالها لم تقلها له
عبر عن اعتذاره مرة أخرى قائلً أن الايام الاتية طويلة وتتسع لكل الأحاديث
ترك الجد شهد وأيمن وحدهما وذهب ،
أقترح أيمن على شهد نزهة ليلية بالحديقة ، اخبرها أن القمر العظيم هذه الليلة وسيكون باكبر حالته خلال السنة وأن الناس تتوافد للمنطقة لرويته فقط ، عليها أن لاتفوته

..

لم تجد شهد مانعً لذلك وخرجت برفقته ،
جلب ايمن رداً رجاليً لها من خزانته ، فهي لم تجلب معها ملابس تلائم الجو هنا
خرجى نحو المتاهة في الحديقة يستدلان دربهما بنور القناديل ، وكما جرت العادة بينهم أخرس الصمت شفاههما ، كانت شهد تتأمل جمال ما حولها فالقناديل بدت لها كانها تتراص مُشكله طريقً نحو القمر قد أبهرها جمال المنظر حتى لم تستطع أخفاء معالم الذهول على وجهها ، ولم تنتبه لتلك العينان التي تراقب أدق تفاصيلها

أيمن الذي لم يستطع ابعاد عيناه عنها لم يجل بباله سوى حجمها الصغير محدثً نفسه : تبدو لي صغيرة جدًا حتى أن يداها اختفت داخل الاكمام و نهاية الرداء غطاء نصف جسدها ، تبدوكقارب ضائع وسط المحيط ، لم أقابل يومً فتاة بحجمها هل أنا العملاق أم هيا الصغيرة ، تبدو كطفلة .... لا ليست بطفلة بل جميلة كـ.... ، نظرت شهد ناحيته وعلى وجهها أبتسامة أكمل بصوت مسموع : ملاك!

ضحكت شهد : من هي ملاك ، كيف تنسى اسمي يا ايمن بهذه السرعة يبدو أنك اصبحت شيخً كبيرً

أيمن وهو يضحك محرجً : اعذريني يا شهد لا تلوميني عشت ٤٠٠ عام و اظن أن ذاكرتي امتلأت

شهد : الا زلت متمسكً بتلك القصة ايه الشاب العجوز حسنًا سأجاريك .. لمصلحتك أن لا تنسى أسمي مجددًا والا أمرتك أن تجلب لي عصفورً يلد و يُحلب

انفجر ايمن بالضحك : لن أنسى ابدً فأين ساجد عصفوركِ هذا؟

شهد : لقد حذرتك وبيد ذاكرتك القرار

ضحك أيمن وأومئ راسه بحسنًا

.. أكملا المسير واتجاها نحو المقعد قرب النافورة وجلسا يستمتعان برذاذ الماء الصادر من النافورة
قال أيمن : شهد تعلمين أني لم أكن أمزح حين قلت ذلك
شهد : عندما قلت ماذا؟
أيمن : أن عمري ٤٠٠ عام
شهد بِملل : اعطني فرصة يا أيمن لم تعد قصتك مضحكة ولم تكن أبدً
أيمن وقد بلغ مابلغ من الاسئ على حالة : لاتعلمين يا شهد كم يحزنني قولك هذا فكم أتمنى أن تكون قصة مضحكة ارويها لأمازح الاخرين .. لكنها الحقيقة!

صمتت شهد واعراب حالها بين المندهشة والغير مصدقة!
أكمل أيمن : أنتِ الان حاملة القلادة وأنا هنا لخدمتك وتأمين الحماية لكِ!
أفهم أن ليس لديك ماتقولينه الأن لو كنت مكانك لم أكن لأصدق فهو ضرب من الخيال والجنون و أنا لسـ....
قطع حديثهما مرور ظلً أسود

عكرت صرخة شهد هدوء اليل ، قام أيمن مسرعً باحثً عن هذا الشيء
صرخت شهد لأيمن واشارت نحو الورد قرب النافورة : لقد ذهب هناك
جرى أيمن بسرعة بذلك الاتجاه حتى قفز الشيء نحو النافورة
اتسعت عيناء شهد وقالت : قطة حمقاء !
اخرجتها من النافورة : كيف خرجتي ، ستصابين بالبرد مجددًا الان
قال أيمن : اخيرً عدت يا أحمق
ردت شهد : من تحدث؟
صوت ثالث : من الاحمق يا غبي
أن.. ا .. أنها القطة تتحدث قالت شهد ذلك بفزع!

القطة ببراءة : لا تخافي يا شهد أنا صديق
رمت القطة بالنافورة واختبئت خلف أيمن
تشير للقطة وتصرخ : وحش وحش

أيمن أنفجر ضاحكً لحال شهد وحال القطة التي تقفز فالماء تسخط وتلعن البرودة

قال ايمن لشهد : أعرفكِ بـِ نور

شهد متشبثة بأيمن : أي نور هذا بل مسخ! متى تحدثت القطط في هذا العالم؟؟

استطاع نور أن يخرج نفسه من الماء وقد كان حانقً على شهد بعد أن رمته للماء البارد : اولاً يا عزيزتي! أنا لست بمسخ تحول نور لهيئته البشرية : هيا يا حمقاء اصرخي وقولي ايضًا متى بداء البشر بالتحدث!

كان هذا أخر ماتذكره شهد قبل أن يغطي السواد كل شيء

أيمن : أنظر ماذا فعلت ايها الاحمق ، سينتهي العالم ونموت وانت لم تعقل بعد
نور وهو خائف أن يكون قد اصابها مكروة : لم اقصد يارجل ، ودعني أرى ردة فعلك أن رماك شخص بماء بارد
أيمن : الم نتفق أن أمهد الطريق واخبرها عنك حتى لا تفزع!
نور : حدث ما حدث وانتهى الم تكن انت من يضحك علينا قبل قليل!
أيمن : هيا هيا كن مفيدً واجلب لي بعض الماء من النافورة
جلب نور بيده قليلً من الماء اعطاه لأيمن ومسح وجه شهد به

أنظر لقد بدات تستيقظ .. أصمت ياغبي حتى لا يغماء عليها مجددًا .. شهد شهد أتسمعينني؟

فتحت شهد عيناها بِوهن وهزت راسها لأعلى واسفل
من خلف أيمن أخرج نور راسه قال لها : أنا أسف ثم ذهب مسرعً
ساعد ايمن شهد على الوقوف و ذهب بها لغرفتها
أخبرها أنها تعبة الان ، و غدًا سيشرح لها كل شيء
لم ترد شهد عليه بشيء

اغلقت شهد باب الغرفة وقد عزمت أنها غدًا سترحل من هنا خلسة!

..

🌟|💭

شهد | shahadحيث تعيش القصص. اكتشف الآن