الجزء الثامن : هبة الاسلاف

151 29 27
                                    

..

راغب وقد أقفل سماعة الهاتف

أيمن : أتلك والدتها المتصله
راغب : نعم أتصلت لتطمئن ، أطلب منها القدوم

..

أستيقظت على صوت قرع الباب كأن أيمن يخبرني أن جدي يود محادثتي ، أرتديت ملابسي وسرحت شعري الطويل جديلة ، عند خروجي وجدت صحن يحوي قطعة كعك أمام الباب أظن أنه نور من جلبه ، وضعته على طاولة بأحد الممرات
لأعود له لاحقًا ، كنت قد فكرت كثيرًا بكلام أيمن قبل أن أنام أقنعني كلامه لم يكن له داعً ماحصل وكل تلك الدراما ، أعطيتهم أنطباع سيء عني وأود تصحيح ذلك.

..

مشيت خلف أيمن وصلنا لممر طويل نهايته باب أدخلني أيمن غرفة تبدو كمعمل كيمياء بمكتب فخم ومميز ومكتبة بها كتب بدت لي قديمة

شهد : مساء الخير جدي
راغب : أهلاً يا أبنتي تفضلي أجلسي ، أريد محادثتك
جلست شهد : حسنًا لكن قبل كل شيء ، أردت أن أعتذر عن كل شي لأتهامك بالكذب و أيضًا محاولتي الخروج دون أذنك

راغب بعد تأمل طويل في حفيدته: لا بأس لم أخذ ذلك بالحسبان  ، فالحقيقة ياشهد ناديتك لاخبرك السبب وراء قدومك لمنزلي ، أريد أن أشرف على تعليمك وتدريبك ، وأريد أن أسمع موافقتك قبل أن أكمل

شهد : حسنًا موافقة .. لكن أشرح لي ماذا سأدرس وعلى ماذا تدربني؟

راغب : حسنًا ، سأدخل لصلب الموضوع مباشرة سنكون ثلاثة ساعلمك أنا كيف تتحكمين بقواك بعد أن نكتشف ما هيا ، ونعم قبل أن تسئلي لديك واحدة ، وهنالك أيمن ونور ليعلمانك فنون القتال و أساسياته

شهد : فهمت من وجودي خلال اليومين الماضيين وكلامك الان أننا نختلف عن الباقين

راغب : أستنتأجك صحيح ! فنحن ننحدر من سلالة قديمة ، يرث كل فردً فينا قوى معينة تبرز بسن العشرين ، هل أتضح لكِ لما الان طلبتك بهذا الوقت تحديدًا ؟ ،
كم رغبت أن أكون جزء من حياتك يا أبنتي لكن أردناك عيش حياة طبيعية قبل أن أورطك بأمور تكبرك عمرًا على طلب والدك

شهد : أذن أبي و أمي من نفس السلالة ويملكان قوى ؟
راغب : والدك فقط عزيزتي .. قاطع حديثنا قدوم طائر يحمل رسالة
أكمل جدي : يمكنك الأنصراف الان لكن أريد منك الخروج والتركيز والتأمل هذا اليوم لاكتشاف قدرتك

خرجت من مكتب جدي وكالعادة أيمن بالقرب
مع مرورنا بالممرات لاحظت شيًء غريب!

..

كنا نمشي حتى أستوقفتني شهد لتسأل
قالت : أيمن من في المنزل غيرك أنت ونور وجدي؟
قلت لها : فقط نحن
قالت : أذًا من يحافظ على نظافة البيت فكما أرئ أنه نظيف! نظيف لدرجة أني لا أجد قطعة الكعك خاصتي
أيمن : ودعي كعكتك يبدو أن الجنيات أكلتها
شهد : لكن لم أرئ اي جنيات
أيمن : لم أرى طيلة مكوثي هنا سوى  ثلاث

طلبت من أيمن أن يذهب بي لنور علي تصحيح بعض الامور ، طرقت الباب
من؟ .. أنا شهد أتسمح لي؟ .. تفضلي

دخلت لغرفته التي كانت أشبه بتسونامي من الكتب ، كان منهمكًا بذلك الكتاب أمامه كأنَ العالم لايهم أمام تلك السطور ، خلع نظارته وهندم شكله
نظر نحوي بنظرات تخترقني يملائها التسأول
أردت أن أقول له شكرًا على الكعك والتفاح شكرًا للطفك معي تزاحمت كلمات الشكر والأعتذار في فمي ، تمنع بعضها بعضً من الخروج تتسابق تريد أن تكون الاولى ، كنت واقفة كتمثأل أراد التكلم لكن لم يُنحت له فمً.

وقف أمامي كانه فهم ما تصبو اليه تمتمات فمي فوضع راحه يده على كتفي ، قال لي كلام كثير محواه أن خطاي وخطاه وأرد الحدوث السيء أن تعلق الاخطاء بالاذهان ولاتغسلها المسامحة ، فالخطاء كتربة قاحلة تنتظر نزول المطر حتى تستوي وتنبثق منها نباتات بأمل جديد وهنا ياتي دور المسامحة
أوضح لي جيدًا أنه سامحني ، فهو كان معي منذ طفولتي كظلي، يحرسني ويحميني من أي خطر أستجابة للأوامر ولم يتوقع أن أصير له كقطعة من قلبه ، يتمنى لو يستطيع وضعها وراء ضلوعه لِيحميها ، خرجت من عنده وأن خجلةً من نفسي بما أقترفت معه عازمة على تصحيح كل مسار خطوته خطاءً معهم.

خرجت للحديقة حتى أنفذ ما طلبه جدي مني ، أمضيت ساعات بالتركيز ولم أخرج بشيء صعدت على أعلى صخرة وقفزت لأرى هل سأطير؟ ولم أطر .. حدقت بالشجرة محاولة تحريك جذع ولم أحرك ورقة حتى

دخلت المنزل أبحث عن أيمن طالبة منه النصيحة فمحاولاتي الاولية بأت بالفشل
لمحت طيفًا صغيرًا يطير في غرفة الطعام أختبى خلف المزهرية ، أيمكن أن تكون جنية؟
أمسكت بكاس وبحثت عنها كطفل صغير الحقها هنا وهناك أستطعت الامساك بها أخيرًا ، بدت لي تعبة من الملاحقة
أكملت بحثي عن أيمن ومعي الجنية التي كانت غاضبة ، أسمع صرير صوتها : أخرجيني!

وضعت الكاس على مستوى عيني
قلت لها أذا هدأت ساخرجها وزادت غضباً طرقت بجسمها الكوب محاولة اسقاطه من يدي ، حتى أغمى عليها ، خشيت أن ينقص الاكسجين عليها فاخرجتها ممسكةً بها بيدي

رايت أيمن واقفً في أحدى شرفات المنزل ، انطلقت مسرعة نحوه لكنه أختفى و أخذت مكانة السماء ، واذا بي أراه بالاسفل وانا بالاعلى
لكن ماهذا انا انا اطير!

بدات بالاتفاف حول نفسي لم أصدق قدرتي هذه ، كانت قد استيقظت تلك الجنية وبدات تعض يدي حتى افلتت مني ، حينها فلت أنا من يد السماء لـ يد الارض

شعرت بيد تحملني ومنادً ينادي أسمي

..
كومنت برايك - يحسن يومي 🌸

شهد | shahadحيث تعيش القصص. اكتشف الآن