..
خرجت تلك الفتاة سيلين من القرية للغابة وظللنا نمشي خلفها كما طلب الطيف ، قطعت سيلين أميال طويلة وبين كل مسافة ومسافة كانت تلتفت للخلف لترأى أن كان هناك أحد يلاحقها ، في نقطة ما توقفت سلين واخذت بحفر الأرض حتى أخرجت منه صندوقً طمس جمالة التراب من فوقة
فتحت الصندوق لتخرج منه كتاب ، لكن .. لكن يا اللهي أنه كالكتاب الذي اهدتني أياه والدتي بعيد ميلادي! قالت شهد..
أمسكت الكتاب بيديها مغمضة العينان جامدة الجسد لا يتحرك فيها سوى شفتيها خارجة منها تمتمات للغة غريبة لا أعرفها! استمرت بذلك حتى أهتز الكتاب مرتفعًا .. خارجة من بين طياته أنوار بيضاء ساطعة تلاشت بعد عدة ثوان و عاد نزولً ليديها.
***
نور ممسك ذقنه : هذه التمتامات ليست غريبة علي لقد قرات معلومة في كتابً حول هذه الكلمات انها تستخدم في طقوس السحر ، لقد اسسها خمسة سحرة قدماء قلة من الأشخاص من يعرفونها جيدً ، هذا كل ما أذكره مع الإسف
نظرت شهد له : أذن أسيلين ساحرة؟ انا مرتبكة لا تبدو لي كالساحرات بأنف كبير ووجه قبيح ، وهيا صغيرة السن أيضا
ضيق نور عينه عليها : متى كانت توقعاتك عن الأخرين صحيحة ، أنا بوجهي الوسيم جعلتني وحشًا
شهد : حسنا شكرًا ، لقد أوضحت وجهة نظرك
***
حينها وقفت سيلين وهمت بالذهاب من المكان وتبعناها .. طوال الطريق أحدث نفسي تلتهمني الأفكار متسئلة عن لغز الكتاب ، وماذا ستفعل مع أيمن و كيف سنخرج من هنا اسنقضي العمر ونحن نتتبع سيلين أينما ذهبت زفرت كل تلك الأفكار من رأسي حينما اقتربنا من المملكة
وصلت سلين بنا لحدود المملكة ثم أتجهت ناحية أحد الاشجار القريبة ، أخرجت من جوف الشجرة حقيبة قماشية فتحت الحقيبة سحبت منها عباءة سوداء طويلة لها غطاء للراس خالية من الزخارف بقماش خشن وارتدتها .. توقفت قليلاً تتإمل للمكان من حولها تقراء في نظراتها قصيدة وداع طويلة .. أخذت شهيق مدخلةً الهواء لصدرها حبسته عدة دقائق كحضن طويل للحياة!
دخلت المملكة محاولة ان لا تجذب الانتباه ، تمشي ببطأ تتحاشى الارتطام بالمارة شاقةً طريقها بينهم .. كان صوت طرق حذاءها بالارصفة الحجرية ينطق عزم على تحقيق ما جات لأجله.
***
شهد : نور اليس غريبً أنه منذ دخولنا مع ذلك الباب لا احد يرانا ونحن الان وسط هذا الجموع من المارة وكاننا غير موجودين! اين تظننا نكون؟
نور : أتوقع أن صح الأمر هذا المكان مجرد ذاكرة تصويرية وبهذة الحالة اغلب الاحتمالات أننا بذاكرة سيلين هذه ، لهذا السبب لاحد يرانا كل الموجودين هنا ماتو منذ الاف السنين
شهد : لكن لماذا نحن؟
نور : اسألي صديقك الطيف..
دخلنا ازقة كثيرة حتى وصلنا لأحد جوانب القصر كان خاليًا من المنافذ الأ من باب صغير جانبي أتجهت ناحيته سحبت من جيب مخباء بداخل العباءة حبل قماشي ربط بأخرة سلسلة من المفاتيح ، كل مفتاح فيه له شكل يتميز به عن الأخر أزاحت مفتاح خلف مفتاح حتى أمسكت بالمفتاح المطلوب لتفتح به الباب.
بكل خفة وثقة تسير في أروقة القصر تارة تختبئ في الظلال وتارة تمشي كان جليً أنها تعرف كل جوانب هذا القصر ككف يدها وتعرف من يمر ومتى سيمر وصلت لأحد الأبواب أستطاعت أن تتسلل وتدخل الغرفة بعد أن غاب الحارس الواقف أمامه
دخلت مقفلةً الباب خلفها وقفت بنصف الغرفة تبحث بعيناها عن شيء ما .. توقفت عيناها على زاوية بها طاولة صغيرة وفوقها زجاجة نبيذ فارهة اخرجت الكتاب ووضعته على الطاولة ثم أخرجت خنجرً وقطعت يدها
جزعت شهد : لا لا تفعلي .. هذا مؤلم!
نفخً نور صدره : لأعلم متى يأتي ذلك اليوم الذي أراك فيه شجاعة مثلي
شهد بكبرياء كاذب : أصمت انا أشجع منك
نور : واضح جدًاأنشدت بصوت أنثوي مقطع من أربع كلمات "اجي لبيونت ديلوك باش" مرارًا وتكرارً ، قبضت يدها فوق الكتاب لتسقط قطرات دمها متفرقة فوق صفحاته ، نزلت مع أنحنات الصفحات لتتجمع بمنتصف الكتاب بين طياته
فتحت زجاجة النبيذ و حملت الكتاب ، رفعته عاليً فوق الزجاجة سأكبه الدماء داخلها وأعادت اقفالها ، حينها سمعت مقبض الباب يفتح لتختبئ مسرعة.
.
.
.فتح الباب وكان الداخل أيمن يخطو الغرفة بكل شموخ وكبرياء تحيط به هالة سوداء بنظرات باردة كالثلج ، توقف وسط الغرفة شرد ذهنه أجزاء من الثانية ، وعاد للمشي جلس في أحد المقاعد واضعً قدم فوق الأخرى بكل اتساع ، فرش يداه على مسند الكرسي و أرخى رأسه للخلف ثم صاح مناديً الحراس ، دخل حارسان ضخام البنية للغرفة و انحنيا له "أمرك سيدي"
صاح بهما : أخرجوا لي الجرذ المختبئ هناأشار احد الحراس لجهة من الغرفة بأنه سيبحث هنا وأشار للأخر بالبحث بالجهة المقابلة لها ، بحثوا بكل أنحاء الغرفة حتى تقابلا بمنتصف الغرفة امام شرفة لها ستارة ، رأى احدهما طرف قماش أسود لا يتوافق مع لون الستارة القرمزي ولا مع نوع قماشها المخمل ، أشار بعينه للحارس الأخر حتى يرأه معه ، أخرجا سيفهما معا واقتربا ببطء ناحية النافذة أزاح احدهما الستارة بطرف سيفة و ..
.
.
.
.
.
*نهاية البارت ، وعذرًا للتاخير لدواعي الدراسة ❤
شارك أصدقائك البارت أن حاز على أعجابك
لا تحرمني ياصديقي من ⭐|💭 .
أنت تقرأ
شهد | shahad
Mystery / Thriller"أقتربنا من الوصول ، لكن كان الجو ممتلئ برائحة الدخان و هناك ضوء أحمر في أخر المدى ، أسرعنا الخُطى لنرى مالقصة وكلي رجاء أن يكون جدي بخير .. وصلنا وكانت النيران تنهش كل شيء وهناك ظلال سوداء تحوم حوله ينادون بإسمي! سحبني أيمن بيدي و أختباءنا خلف شج...