بين دقّات الساعةِ و خفوت الاجواء، بينما الجميعُ نيامٌ و العالم في سُبات، توقّف الوقت للحظة. ام كانت اعوام؟ تناثرت حروفُ الرسالة و تبعثر قلبُها كشظايا بلّور مكسور. باتت تحاولُ ادخال الانفاسِ الى جسدها، ولكنهُ باتَ يأبى الدخول! كان اسمُها يترددُ مرّات عديدة كصدى صوت في كهف مهجور، التفتت حولها بلهفةٍ و شوق، فهي تعرفُ ذلك الصوت جيدًا، و لكن الامل في نظراتها كان كطفل تائه لم يتثنى لهُ رؤية امهِ يومًا ! التفتت الى جانبها عند اقتراب الصوت، فتقاتلت ملامحُ والدتها مع وجه المرأة العجوز التى جائت بالاخبار المشؤومة، حتى استعادت الفتاةُ روحها و ذرفت نفسًا عميقًا . وجدت نفسها تقومُ لتبحث عن والدتها، هي تعرفُ انها في مكان ما، قريبةً جدًا، و لكن عظامها بدت و كأنها تراخت، تشنجت، و نزلت الى الارض حانيةً رأسها بخوف.
هُنا استعادت وعيها، هنا عرفت انها ليست بحلم او في رواية ستنتهي، كانت حقيقة. ذهب احدُ كفوفها الى عينها لتجد الدُموع هناك مهددةً بالنزول، و هي لم يكن لديها القدرة على كبحها بأيّ طريقة. انحنت جارتُهم لتحملها عن الارض و هنا انفجرت سكايلر مالك متألمة.
سكايلر
"دعيني اذهب!"صرخت، لم تأبه ان كان صراخها قد ايقظ المنازل المجاورة، كل ما كنت ترى امامها هو مشهد لوالدتُها تذبح و والدها يضربُ بقوة.
سكايلر
"اتركيني! دعيني ارحل! اريدُ رؤية عائلتي!"قاومت ميراديث محاولات سكايلر الفاشلة للهروب من بين ذراعيها و ارغمتها على الجلوس فوق الاريكة.
ميراديث
"اهدئي، صغيرتي، ارجوكِ."سكايلر
"لا تخبريني ان اهدأ! اريدُ رؤيتهم الآن، ابتعدي."حاولت سكايلر القيام مجددًا ولكن هذه المرة لم يردعها سوى شعورها بالدوار بسبب انهيارها المفاجئ، وقعت تعبةً فوق الاريكة مجددًا بينما ميراديث تربتُ على رأسها في محاولة لتهدئتها.
ميراديث
"انتِ بخير، انتِ بخير، فقط اهدئي."سكايلر
"خذيني اليهم يا خالتي ارجوكِ، ارجوكِ."ميراديث
"بالطبع صغيرتي، ولكن ليس الآن، اذهبي للنوم، و في الصباح نذهب، اعدكِ."حركت سكايلر رأسها ترفضُ تمامًا، وقفت مجددًا هذه المرة تقاومُ بكل ما تملك، حملتها قدماها لفترة قصيرة حتى وصلت الى مدخل منزلهم و ارتمت هناك، تحملُ الرسالة بين اصابعها و تفتحها مجددًا، آملةً ان تجد ما يطمئنها، ما يخبرها ان هذه كذبة، انها خدعة، ان كل شيء بخير.
أنت تقرأ
أُبوّة زائِفة|Fake Paternity
Fanfictionعندما نفتقدُ أغلى النّاس، عندما تترُكنا أرواحُنا جسد بلا رُوح. عندما كان لكَ طريق في الحياةِ، شيء تسعى وتجتهدُ للوصول إليه، شيء يعطيك نفسُك وروحك. وفجاة!...وبدون مقدّمات، يترُكك وحيداً...تقفُ تائه ،، ام تبكي.. تقفُ حزينًا،، أم حائر.. مهموم ،، أن يطع...