فرصة واحدة

105 6 0
                                    

حملتُ هاتفي، وضعتُ مُفتاح غرفتي داخل جيب بنطالي و شددتُ قبضتي فوق سترتي .. لم اتحدث اليه منذُ وصلنا الفندق، وهو حتى لم يحاول.. لا اعرفُ ان كنتُ ممتنة ام حزينة جرّاء ذلك، ولكنني لا املكُ الوقت او الطاقة لاصبح عدوة نفسي الآن، لا املك القدرة على الشجار مع نفسي بسبب رغبتي في ان احدثهُ و انا حتى لا اعرفُ ما سأقول وكذلك لانني من طلبتُ ان ابتعد ..

كان ينتظرُ في سيارته المستأجرة عندما خرجتُ من المبنى، سيجارتهُ داخل فمهُ و النافذة مفتوحة ليتخلص من الدُخان سريعًا .. لقد- لقد عاد للتدخين .. شعرتُ بقلبي ينكمشُ داخلي قليلًا، ولكنني ارسلتُ الفكرة الى مؤخرة رأسي ، ليس وقتًا مناسبًا ..

فتحتُ باب السيارة للمقعد المجاور لهُ ورأيتهُ يتخلصُ من السجائر سريعًا .. تنهدتُ و اغلقتُ الباب من خلفي، انا لن اتحدث، وهو لن يفعل، فوجهتُ نظري خارج النافذة بينما بدأ هو بالقيادة في صمت..

باريس ... انها جميلة، مضيئة بشكل يذهبُ العقل، الشوارع و الرائحة التي تملؤها ، الطقسُ و ما يجلبهُ معهُ من احضان و قبلات دافئة بين الناس، لقد كان مختلفًا، و لكنهُ كان مريحًا للغاية ، مريحًا لدرجة انهُ انساني وجهتنا .. فعندما توقفت السيارة، توقف قلبي معها لوهلة..

زين
"وصلنا." كان صوتهُ خافتًا، ولكنني سمعتهُ بوضوح .. قلبي الذي كان قد توقف بدأ بالخفقان و يداي تعرقا فأصبحتُ امسحهما مرارًا و سريعًا في بنطالي.. "س-سكايلر." تردد و ترددت يدهُ التي وصلت ليدي ، امسك بها هناك فنظرتُ اليه، ابتلعُ وكأنه اصعبُ فعل في الحياة .. "سيكون كل شيء-"

سكايلر
"لا اريدُ سماع ذلك." تنفستُ .. لا اريدُ سماعهُ يخبرني ان كل شيء سيكون بخير، لان شيءً لم يكن بخير .. لقد كنتُ امام منزل والدي الحقيقي، لقد كنتُ على وشك مقابلة الشخص الذي لم يجد سببًا واحدًا ليبقى معي، فألقى بي في كذبة كبيرة ستدمرني .. لم يكن ايّ شيء بخير.. اطلاقًا.. سحبتُ يدي و تجرأتُ على الخروج من السيارة لادرك كم كانت قدماي ترتشعان وانا لا اقوى على البقاء ثابتة .. تبعني هو و تقدم ليواجه الباب قبلي ، ولكنهُ لم يطرق ابدًا..

زين
"وقتما تريدين." تنهد و نظر اسفل قدماه ينتظرُ ..

هل سأفعلُ ذلك حقًا؟ هل سأقابل والدي الحقيقيّ؟ هل يمكنني تمني امنية واحدة اخرى؟

اتمنى ان تكون هذه كذبة، ستكون هذه الكذبة الوحيدة التي اريدُ كشفها.. سأكون مسرورة للغاية ان عرفتُ ان هذه مجرد كذبة اخرى، انني لن اقابل والديّ الحقيقي، لانهُ بجانبي بالفعل، ولكنني لم اسمع اصوات الناس من خلفي يفزعونني بكلمة "مفاجأة"، لم تظهر الكميرات الخفيّة بعد، وانا اتوسّل اليها بقوة اكثر كلما اقتربت قبضتي من الباب اكثر... لم تحصل تلك المعجزة، فطرقت يدي على الباب اخيرًا.. لم يؤلمني قلبي؟ انا لا اعرف.. لم انا على الحافة منذُ الان؟ ليس لديّ ايّ فكرة..

أُبوّة زائِفة|Fake Paternityحيث تعيش القصص. اكتشف الآن