سَنَةٌ.

194 14 0
                                    

مُذكراتِي،
اليوم يجعلُنا على بعدِ سَنةٍ كاملة من الحادث المُريع! اليوم يجعلُ قلبي متحيرٌ للغاية .. هل من الممكن ان اتخطى الام في داخلي يومًا ما؟ هل سأستطيع يومًا إخفاء من يكمنُ في داخلي من عذاب ؟ اليومُ يجعلُني ضعيفة للغاية ، لم يجب ان يكون العالم موحش لهذهِ الدرجة ؟ لم يجب ان يكون هناك بشر بهذا الحقد ؟ انا لم استطع توديع والدتي، حتى انني لم اتمكن من قول احبكِ ! لم اتمكن من اخبارها ان ذكراها لن تغيب عن فكري يومًا، اردتُ من امي ان تعرف مقدار حُبي ولكنني لم احظَ بتلك الفرصة ! لا اعرف ان كان ذلك يحزنها الان، هل يخذلُها تايلر الان؟ انا لم يعد بإمكاني التفكير .. قد مرت سنة و كأنها مرت قرون، و مازال الجرحُ عميق للغاية ...

انزلتُ قدماي عن سريري و تجهزتُ لاستحم لربما اتخلصُ من الافكار المريعة في رأسي ، حاولتُ جاهدة عدم البكاء و لم اسمح سوى لدمعات بسيطة جدا بالخروج .. غيرتُ ملابسي و اسرعتُ الى الطابق السُفلي حيثُ جلس ابي امام التلفاز في كرسيه لا يتحرك، عيناهُ تشاهدان و انا اعرفُ ان ذهنهُ و عقله ليسا من المتابعين ..

زين
"حبيبتي،" لاحظ ظهوري و التفت اليّ بابتسامة مزيفة جدا، انه يحاول جاهدًا، "كيف كانت ليلتك؟"

جلستُ ارضًا امام كرسيه على ركبتاي و نظرتُ في عيناه الحزينتان، انا لم ارَ كلُ ذلك التعب في اعين والدي قبلًا، و رغم ذلك يحاول ان يضحك !

سكايلر
"غير جديرة بالذكر،" حركتُ كتفاي و تنهدت، انا لم ارد ان اكذب و كذلك لم يعد بإمكاني رؤيته في الم اكثر مما هو عليه اصلًا، "متى استيقظت؟"

زين
"منذُ دقائق، استعطتُ الانتقال الى الكرسيّ بنفسي."

كانت نبرةُ صوته تحمل شيءً من الابتهاج، فقد كان فخورًا بأن حالته الصحية تتقدم لا تتأخر، و كذلك كنتُ انا، فحالةُ ابي سابقًا كانت مزرية، كان يتألم كلما حاول رفع يده حتى، ولكنهُ الان افضل .. لم اتهاون يومًا في اعطائه الدواء او اخذهِ الى المشفى للفحص الشهري، فانا لا املك اثمنُ من والدي الان و ان تهاونت في اهتمامي بهِ فلا يوجدُ ما اهتم به اكثر ..

أُبوّة زائِفة|Fake Paternityحيث تعيش القصص. اكتشف الآن