سِتارٌ اسود !

191 13 0
                                    

كانت الساعة برفقته كالثوان، و قد مرّ الوقتُ بسرعة شديدة! لقد تمنيتُ لو نبقى فترةً اطول سويًا، يحملني بين ذراعيهِ و اختبئُ انا داخلهُما ، و لكن الوقت كان قد تأخر و لم يكن باستطاعتي التأخر عن ابي اكثر .. بطبيعة شون المثالية، كانت لديه هديةٌ لابي ايضًا، فعيدُ مولده يوافقُ عيد مولدي في اليوم و الشهر .. طلب مني توصيلها بدلًا منهُ و ترقف بسيارته امام منزلي لاودعهُ لآخر مرة في هذا اليوم ..

توقعتُ وجود ابي عند دخولي المنزل، و لكن الاضواء كانت جميعها مغلقة فتوقعتُ فورًا ذهابهُ للنوم .. كان المنزلُ هادئًا تمامًا و يفاجئني ذلك، فهو لم يعد بتلك الحيوية التي كانت تمتلكهُ مسبقًا .. ففي السابق كانت كثيرًا ما تسهر والدتي مع ابي لتحضير عشاء متأخر ، يتحدثان و يضحان، بينما يكون تايلر امام التلفاز يصدرُ ضوضاءً مزعجة في انحاء المنزل .. الان لا يوجد سوى الصمت، الصمت و الهدوء.

عند فتحي لانوار المنزل، فاجأني وجود كرسي ابي المتحرك في منتصف الصالة الواسعة، و لكنهُ لم يكن فارغًا كما تمنيت، فالشخص الذي ظننتهُ نائمًا، كان مقيدًا في كرسيه، غيرُ قادرٍ على تحريك يداه او قدماهُ، حتى انهُ لا يتمكنُ من الدفع بكرسيه المتحرك للامام، فمهُ كان قد وضعَ عليه شريط لاصق يمنعهُ من الحديث و عيناهُ اخبرتني ان لا اتقدم داخل المنزل، ولكن حالما فهمتُ ذلك كان قد تأخر الوقت، فقد ظهر شخصين من خلفي فور وضعي لاول خطواتي في المنزل .. اولهم امسك بيداي خلفَ ظهري ليمنعني من الحراك، و الاخر وقف امامي و بيده ما تخيلتهُ نهايتي.. عند نظري للسكين في يده فورًا تكرر مشهد تخيلّي لامي و هي تقتل امام اعين والدي، اعاد ذهني التفكير في كيف ان ذلك الرجل مرر تلك السكين فوق عنق والدتي ليقتلها ببساطة بينما ابي عاجز عن الحراك.. ابيتُ الاستسلام فانا لم ارد ان يشهد ابي نفس الحدث مجددًا.. عرفتُ انهُ لن يتمكن من العيش بذلك الالم ابدًا فحاولت بكل قواي الافلات و الصراخ لينتبه ايّ من الجيران لنا .. ولكن الغضب في اعين الرجل امامي دبّ الرعب في قلبي عند اقترابه ليعقد لساني و افقد صوتي .. احدى يداهُ امسكت شعري بينما استعمل قدمهُ ليركل معدتي بقوة شديدة جعلتني افقد كامل توازني و اقع ارضًا، شعري بين يداهُ يصيبني بصداع و ذراعاي خلف ظهري مثبتتان لتتألم عظامي .. لقد كان الامرُ برمته مؤلمًا، و لم يكن بإمكاني التركيز ابدًا ..

توماس
"اباكِ غبيّ جدًا، تعرفين ذلك؟"

ويليام
"وايّ غباء؟ انهُ يخاطرُ بما تبقى له من عائلة."

تحدث الاثنين بكامل السخرية، و لكنني لم يغي نظري عن سكين الرجل التي كانت امامي، فهي كانت اخر ما اريدُ ان يفاجئني .. لقد حظيتُ بيوم مليء بالمفاجآت الرائعة، و هكذا تتم خاتمتي ..

سكايلر
"خذ ما تريد، و ابعتدا عن ابي."

همستُ بذلك ولكنهما سمعاني .. جلس الذي امامي فوق ركبتيه ليكون بمستواي و رأيتُ ابتسامتهُ الساخرة البشعة ..

أُبوّة زائِفة|Fake Paternityحيث تعيش القصص. اكتشف الآن