وقفتُ امام باب منزله وانا اعرفُ ان الامر برمته لم يعد يعتمدُ عليّ، بل انهُ يعتمدُ على والدي، هاري .. قد تكونُ هذه اخرُ مرة اقفُ هنا، اخرُ مرة اقفُ على هذا الكوكب، وقد تكون هذه فقط المرة الاولى لمئات المرّات الأُخرى .. ماذا اريد؟ انا اخيرًا اعرفُ ذلك، وذلك ما يجعلني اعطي الحياة اخر انفاسي لتنشرها و اتمكن من الحياة بعد، او انت تهرب بها و تتركني قليلة الحيلة..
لم ارد من هاري شيءً سوى الحديث .. اريدُ ان اعرف والدي، ان اعرف لما انتهى الامرُ بعائلتنا على هذه الحال، اردتُ سؤاله عن والدتي الحقيقية، اردتُ ان اعرف لم كان سهلٌ عليه تركي و التخلي عني كلّ تلك السنوات.. كيف كان يعرفُ ان زين لن يكون سيءً معي، لن يجعل من حياتي جحيمًا، هل آلمهُ قلبه؟ هل ندم؟ هل سيغيرُ حياتهُ هذه ان عاد به الزمن؟
اردتُ اجابات كثيرة، ولم يكن هناك من سيمنحني اياها سواه، لذا طرقتُ باب منزله في الصباح الباكر بينما الجميعُ نيام، و وقفتُ انتظرُ الاستجابة التي لم تأتِ .. فخمنتُ انه لابدّ انهُ مازال نائمًا .. ولكن هل سيجعلني ذلك اعودُ ادراجي؟ ان كانت هذه اخرُ فرصة، عليّ ان اكون قد قمتُ بفعل ما بوسعي..
زين
"ليس في المنزل." صوتهُ لا يتهاونُ ابدًا في تأثيراته عليّ، ولا يتوقفُ ابدًا عن صنعها.. هل ستختفي تلك التأثيراتُ يومًا؟سكايلر
"سأنتظرهُ." اخبرتهُ و وقفتُ متجاهلةً وجوده... ليس تمامًا.. لقد كان عقلي و قلبي معهُ، اودّ لو اعود بالزمن و اقتل تايلر قبل ان يتمكن من الظهور و جعل ابي- وجعل زين يخبرني الحقيقة.. حتى انني مازلتُ اناديه بأبي!زين
"جيّد، لانني احضرتُ فطورًا."قلبي .. لقد اشتقتُ اليه .. كثيرًا ..
التفتُ لانظر اليه و اجدهُ يرفعُ اكياس الطعام امامهُ مبتسمًا.. كدتُ ابكِ .. مازال شاحبًا مُتعبًا، مازالت رائحة السجائر عالقة به رغم محاولاته العديدة لإخافئها بالعطُور .. ولكنهُ كان مبتسمًا يحملُ فطورنا، تمامًا كما فعل دائما، جلس فوق سلالم الشُرفة الصغيرة و بات يربتُ على المساحة بجانبه لاشاركهُ الجلوس .. ليس لديّ حتى القدرةُ على الرفض، فأنا اشتاقُ الى هذا كثيرًا ..
زين
"انهُ المفضلُ لديك." مد يدهُ بعلبة طعامي ومازال يبتسمُ .. نظرتُ اليه اولًا ومن ثم للعلبة قبل ان اخذها.. لم هو يفعلُ بقلبي كلّ ذلك؟ "كليه قبل ان يبرد." اخبرني و بدأ هو فعلا بالاكل بينما انا انشغلتُ بالنظر الى العلبة في يدي اكثر .. اتساءل كم كان صعبًا عليه ايجاد طعامٍ كهذا في مدينة ذات اذواق و تقاليد مختلفة عن خاصتنا ..
_
لقد حلّ الليل بالفعل، ولم يعُد هاري بعد ، ولم يحرّك زين ساكنًا من جلستهُ بجانبي فوق السلّم الصغير امام المنزل ، ولكنهُ ايضًا لم يقل كلمة واحدة.. اشتدّ البردُ فعلًا، و كانت الغيوم تبشّرُ بهطول الامطار قريبًا.. تنفستُ بعمق، حتى ان الهواء كانت رائحتهُ بالفعل تقول ذلك..
أنت تقرأ
أُبوّة زائِفة|Fake Paternity
Fanficعندما نفتقدُ أغلى النّاس، عندما تترُكنا أرواحُنا جسد بلا رُوح. عندما كان لكَ طريق في الحياةِ، شيء تسعى وتجتهدُ للوصول إليه، شيء يعطيك نفسُك وروحك. وفجاة!...وبدون مقدّمات، يترُكك وحيداً...تقفُ تائه ،، ام تبكي.. تقفُ حزينًا،، أم حائر.. مهموم ،، أن يطع...