سريعةُ البكاءِ

224 21 0
                                    

سماء عالية ، ورمالُ زاحفة ، وأراض منبسطة ، سُهول واسعة ، جبالٌ شامخة ، بحارُ عميقة ، أمطارُ غزيرة ، وعواصف شديدة ، رياح عاتية ، ونجوم زاهية ، صحار مقفرة ، وأنهار عذبة ، وبحيرات منتشرة ،،،

شمس وقمر ، ليّل ونهار ، صيفُ وشتاء ، وحقول خضراءَ ، ضوء وظلام ، وفضاء ممتد ، وجو متقلب ، ونبات وزهور ، وخريف وربيع ،،،

جلستُ فوق الصخورِ الراسخة في وسط الغدير الهادئ .. لم تكن السماءُ ممطرة و لكن ما فائدةُ المكوثُ في المنزل ؟ لم تكن العطلةُ يومًا للبقاء بين اربع جدران !

شون
"و ... ها انتِ ذا ؟"

جاء صوتُ شون من على بعد مسافات .. لا اعلمُ حقًا كيف يجدُني حيثما اكون !

سكايلر
"ماذا تريد."

وقفتُ و غاصت قدماي في الماء البارد .. ابتلت اطرافُ بنطالي و اقشعر جسدي قليلًا و لكنني تجاهلتُ ذلك .. اقتربتُ من حافةِ المياء امام شون مباشرة بينما هو ابتسم بتذاكٍ ..

شون
"والدكِ ارسلني للبحث عنك."

حرك كتفيه و ابتعد قليلًا عني .. لم هو خائف حقًا ؟

سكايلر
"طفل." قلبتُ مقلتاي ساخرة ...

شون
"ستكونين انتِ الطفلةُ اذا قمتي بمهاجمتي."

سكايلر
"كيف اهاجمك؟"

شون
"لا تتظاهري بالغباء."

سكايلر
"اتقصدُ .. هكذا؟"

اانحنيتُ قليلًا لادفع بالماء خارج البحيرة الصغيرة و يقعُ بعضهُ على ملابس شون.

شون
"حمقاء." تذمر و اخذ العديد من الخطوات للخلف

سكايلر
"جبان."

اخرجتُ شفتي السفلية ببراءة.

شون
"لطيف حقًا. هيا، تعاليّ معي."

التفت و بدأ بالمشي عائدًا الى المنزل فاتبعتهُ ادندنُ الحانًا اذكرُها من اغنية ما ..

***
تايلر
"انت من اخبرتي ابي بشأن السجائر!"

سكايلر
"لم افعل! اقسُم لك!"

دافعتُ عن نفسي بهدوء و لم اسمح لنفسي ان اغضب ، انا حقًا لم افعل، نظرتُ الى والدي الذي وقف نظراتهُ تلتهمُ اخي الكبير.

تايلر
"انتِ كاذبة! حقًا كاذبة"

عرفتُ ان غضب تايلر الزائد عن العادة لن ينتهي على خير ابدًا،، صفير في اذني اثرَ صفعته جعل مني طريحةَ الارض يمنعني الدوار من موازنة نفسي و الوقوف مجددًا.. اسرع ابي الى جانبي و رفعني بين ذراعيه بينما انا لم استطع كبح دموعي مطولًا ..

زين
"كيف تجرؤ! كيف امكنك إيذاءها في وجودي ؟ "

لم يكن صوتُ ابي الغاضب كما اعتدتُ عليه، كانت هذه اولُ مرة يقوم تايلر بفعل شيء كهذا، و ها هو ذا يخرج شخصًا لم اعهده من قبل من داخل ابي .. اختفى تايلر عن الانظار و لم يكلف نفسه عناء الاجابة على ابي ، بينما ساعدني ابي على الوقوف مجددًا و ذهبنا سويًا الى غرفتي..

زين
"ارجوكِ لا تتضايقي، انا سوف القنهُ درسًا "

سكايلر
"ارجوك انت لا تشغل بالك، ليس بالامر المهم حقًا "

زين
"كيف ذلك و قد اعانك امامي!"

سكايلر
"لا عليك ابي، هكذا هو تايلر و لن يتغير، دعه يتحمل عواقب ما يفعل لاحقًا"

حاولت حقًا ان لا ابكي مجددًا، ولكن لا فائدة، انا غبية سريعةُ البكاء !

زين
" صغيرتي! لا تبكِ"

همس بحنوّ كعادتهِ و سحبني بقربه اكثر ليمسح بابهامه على وجنتي

سكايلر
"اذًا عدني بأنك لن تفكر بالامر كثيرًا، اود ان نحظى انا و انت بإجازة رائعة "

زين
"اعدكِ، الآن ابتهجي"

ابتسم ابتسامةً صغيرة فابتسمت بدوري و ارتميت بين احضانه، هو حنون لدرجة تجعلني اريدُ البقاء بين اذرعه دومًا و اعرفُ انني لن املّ ابدًا! اتمنى ان يبقى هكذا دومًا، و ان يبقى هو سعيدًت دومًا لو كان ذلك يعني تعاستي، لا يهم، اريدهُ فرحًا سعيدًا مرتاحًا للابد !

***

أُبوّة زائِفة|Fake Paternityحيث تعيش القصص. اكتشف الآن