🌺🍃حتى يتبين🍃🌺
---------------------------------------------
مر يومان منذ اتصال الحاج رحيم بعبدالله كان الهدوء والصمت فيهما هما سيدا الموقف ،فحتى باتي كانت تحاول قدر الإمكان أن لا تحتك بأحلام وأن لا تثير أي جلبة من شأنها أن تثير حنق عبدالله تجاهها ،أما عبدالله فقد ظل جليس غرفته يفكر ويراجع نفسه إلى أن قرر أخيرا أن يطرق باب غرفة أحلام .
أحلام :من
عبدالله :أنا عبدالله أأستطيع الدخول .
أحلام :نعم ،تفضل .
عبدالله :بصراحة لا أعرف من أين أبدأ .
أحلام :ابدأ من حيث تشاء ،تكلم عبدالله أنا أستمع .
عبدالله :لقد اتصل والدي ....و...و...و.
أحلام :آه ..علينا العودة لتأخذ أموال والدك
عبدالله :أمواله هي أموالي ،بالنهاية ستكون لي .
أحلام :لست أنت من تحدد النهاية ،الآن هي أمواله هو ومن حقه التصرف فيها كما يشاء وأن يهبها لمن يشاء ما تفعله أنت استيلاء على حقوقه .
عبدالله :أتمنى أن أعرف سر دفاعك عن والدي ،لم تحاولين أن تظهريه دائما بصورة الملاك ، ماذا تعرفين عنه لتدافعي عنه هكذا .
أحلام :أعرف أنه رجل طيب يتكفل الكثير من العائلات الفقيرة ويساعد الكثير من الشباب على الزواج وعلى إكمال دراستهم وأعرف أنه تكفل بمصاريف علاج والدتي رحمها الله وكأنها أخته .
عبدالله :طبعا وكل ذلك بمعية والدك وتحت إشرافه وتوجيهه فهو المرشد الروحي للحاج رحيم الذي علمه كيف يضيع أمواله .
أحلام :مساعدة الفقراء ليست تضييع للأموال وإنما هذه حقوقهم التي فرضها الله لهم في أموال الأغنياء وربما تكون دعوة فقير قدم والدك له يد العون دفعت عنكم بلاء محتوما .
عبدالله :استمعي أحلام أنا لم آت لأستمع لمحاضرة عن الفقراء جئت فقط لأتفق معك على كيفية إنهاء علاقتنا .
أحلام :ماذا ....ماذا تعني ....
شعرت أحلام بالصدمة من كلام عبدالله وكادت أن تنهار لولا أن تمالكت نفسها .
أحلام :سننهي علاقتنا بالطلاق كأي اثنين لم يتفقا في زواجهما .
عبدالله :متى تحبين أن يتم الطلاق فأنا أعرف طبيعة الناس عندنا وما سيقولونه حول طلاقنا الذي لم يستمر لشهر لذلك إن أردت أن نؤجل الطلاق لعدة أشهر أخرى فلا بأس وتستطيعين البقاء في المنزل مع أمي وريم وأنا لن أضايقك فبالنهاية سأرجع لعملي الذي يجعلني كثير الغياب عن البيت .
أحلام :لا أريد أن ننهي الطلاق بسرعة لأتفرغ لدراستي وبكل الأحوال الناس ستتحدث سواء تم الطلاق أو فيما بعد ربما أحتاج ليوم أو يومين لأخبر والدي وبعدها لنتمم كل الإجراءات .
عبدالله :كما تريدين ،متى تحبين أن نسافر .
أحلام :اليوم إن أمكن .
عبدالله :حسنا سأذهب لأرى إن كان بإمكاننا السفر اليوم .
أحلام :وأنا سأستعد للعودة .
عبدالله :سامحيني أحلام ،كنت أتمنى أن ...أن .....أريدك أن تعرفي أننا أحيانا نلتقي بالشخص المناسب في الوقت الغير مناسب أو بعد فوات الأوان وأحيانا نكون نحن الشخص الغير مناسب .
أحلام :لم أفهم ماذا تعني .
عبدالله :لاعليك فقط تذكري إن احتجت يوما لأخ أو صديق يمد لك يد العون فتذكري أني موجود وحاضر لمساعدتك .
أحلام :شكرا .
لم تستطع أحلام أن تنطق بأكثر من كلمة شكرا فبالكاد كانت تتمالك نفسها حتى لا تجهش بالبكاء وهذا ما فعلته بمجرد خروج عبدالله وإغلاقه للباب .
ظلت أحلام تبكي بحرقة فهي كانت تعتقد ببراءتها أن عبدالله سيعود لجادة الصواب ويترك باتي ويعتذر من والده ويبقى معها ،إن قلب أحلام الصغير ما كان ليستوعب كل الحقد الذي يكنه عبدالله تجاه والده وأن شهوة الانتقام لديه كانت أكبر حتى من شهوة المال وأكبر من أن تواجهها أحلام .
حين ركب عبدالله وأحلام الطائرة كان كل منهما صامتا يحدث نفسه،فأحلام كانت تحدث نفسها .
أحلام :يا إلهي كيف سأخبر والدي بأمر طلاقي لقد طلب الطبيب أن لا نعرضه لأي انفعال فحاله لن تتحمل أي صدمة ،لقد بقيت صامتة كل هذا الوقت لأن عمي رحيم وعدني أنه سيحل كل الأمور لكن الآن علي أن أخبر والدي ،يارب لا تجعلني سببا في شقاء والدي وزيادة مرضه ،لو أخبرت والدي بكل شيء وأن سبب سكوتي هو عمي رحيم فقد أتسبب بشجار بينهما يارب ساعدني يارب ليس لي سواك يارب .
أما حديث عبدالله لنفسه فقد كان مغايرا تماما لأحلام .
عبدالله :لا أعلم من منا انتصر على الآخر يا حاج رحيم ،هل انتصرت أنا عليك بعد أن أخذت كل أموالك أم أنك انتصرت علي بأحلام التي كلما رأيت صفاء نفسها تذكرت تشوه نفسي وكلما رأيت عفتها وتقاها تذكرت دناءتي ومعصيتي ،لولاك يا أحلام لكنت اليوم بقمة سعادتي بانتقامي من رحيم .🌸🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃