🌺🍃حتى يتبين🍃🌺
أحلام :الحمد لله على الأقل هناك من يشعر ببعض السعادة .
الحاجة :أنت أيضا تنتظرك سعادة كبيرة ودعيني أخبرك أمرا لم أخبرك به قبلا حتى لا تتأثري وتنفذي ما أردت منك فعله .
أحلام :تفضلي يا أمي .
الحاجة :إن عبدالله يكن لك حبا كبيرا جدا ،لقد فكر أن ينقذ حياتك وهو يرى السيارة قادمة نحوه لقد رأى الموت قادما نحوه ففكر بحياتك أنت هذا أمر لا يفعله إلا عاشق حقيقي لكن المهم أن تعرفي كيف تستغلين هذا العشق لإصلاح زوجك وإرجاعه لجادة الصواب .
أحلام :أنا الآن
لا أفكر إلا بأبي وأي شيء آخر من الممكن تأجيله .
الحاجة :صلي يا ابنتي وادعي لأبيك وزوجك ولنا جميعا .
في الصباح دخل الطبيب نادر للاطمئنان على عبدالله .
الطبيب :السلام عليكم .
عبدالله :عليكم السلام .
الطبيب :كيف حالك اليوم أأنت مستعد اليوم سيأتي أخصائي العلاج الطبيعي .
عبدالله :ألا يمكن تأجيل ذلك من فضلك .
الطبيب :لماذا ألا تريد أن تتعافى .
عبدالله :لمن أتعافى .
الطبيب :لنفسك ولمن يحبونك والدك والدتك زوجتك أختيك ورحيم الصغير .
عبدالله :هذا الولد جميل جدا لقد أحببته كثيرا ،كيف حال أحلام لقد بدت متعبة بالأمس .
الطبيب :السيدة أحلام بخير لقد خرجت من المستشفى ليلة الأمس .
عبدالله :جيد هذا يعني أنها بخير .
الطبيب :لكن والدها ليس كذلك .
عبدالله :الشيخ هاشم ،ماذا به .
جلس نادر وأطلع عبدالله على حقيقة مرض الشيخ هاشم وحالته الصحية .
عبدالله :سرطان الدم أأنت متأكد .
الطبيب :للأسف نعم وحالته متأخرة جدا ولم يعد أي علاج نافعا معه .
عبدالله :لكنه كان يبدو بصحة جيدة ولم يشكو من شيء .
الطبيب :هذا الرجل عجيب حقا أنت لم تره أثناء غيبوبتك كان يذهب لابنته تارة ويرجع إليك تارة أخرى ويجلس مع أهلك ويواسيهم ولم يكن يغادر المستشفى إلا للذهاب للصلاة بالمسجد كيف كان يفعل كل ذلك وهو يحمل هذا المرض وفي هذه المرحلة المتأخرة من المرض.
عبدالله :هذا الرجل وابنته يحملان قوة غريبة بداخلهم لم أرها عند أحد من قبل .
الطبيب :هذه القوة تسمى الإيمان بالله .
عبدالله :الإيمان بالله ،أرجوك دكتور أريد منك خدمة .
أثناء ما كان عبدالله ونادر يتحدثان دخل المحقق ليقابل عبدالله .
المحقق :السلام عليكم .
عبدالله :عليكم السلام .
الطبيب :عليكم السلام حضرة المحقق.
المحقق :أتمنى أن تكون حالة المريض تسمح بالتحقيق معه .
عبدالله :نعم حضرة المحقق تفضل واسأل ما شئت .
خرج الدكتور نادر وخرج لغرفة الحاج رحيم ورأى أن حالته الصحية جيدة ووقع على أوراق مغادرته للمستشفى وذهب الحاج لغرفة عبدالله ليطمئن عليه وانتظر حتى خروج المحقق ومن ثم دخل وقد اعتراه بعض التردد من لقاء عبدالله له .
الحاج :السلام عليكم
عبدالله :عليكم السلام .
ظل الحاج واقفا عند الباب منتظرا أن يسمح له عبدالله بالدخول .
الحاج :إن كنت تريد أن أخرج .
عبدالله :لا تفضل أدخل يا ....يا ....أبي .
اندهش الحاج رحيم وهو يسمع كلمة أبي من عبدالله .
لقد شعر أنه استعاد ابنه المفقود منذ سنوات بهذه الكلمة .
الحاج :حمدا لله على سلامتك يا ولدي .
عبدالله :سلمك الله ،سمعت أنك كنت متعبا فكيف أنت الآن .
الحاج :أنا بخير الحمد لله لا تقلق علي اهتم بنفسك وبصحتك .
طرق باب الغرفة ليدخل أخصائي العلاج الطبيعي فغادر الحاج وترك عبدالله على أن يعاود زيارته عصرا وحين رجع للبيت وجد ريم تحمل حقيبة كبيرة وتهم بالخروج .
الحاج :ريم أنت هنا .
ريم :أهلا بعودتك يا أبي .
الحاج :ما هذا الذي بيدك .
ريم :إنها حقيبة ملابس أمي .
الحاج :هي حتى لا تريد العودة لأخذ ملابسها أين ستسكن والدتك .
ريم :في بيت الحاجة أمينة .
الحاج :ألم تقل إنها تريد البقاء مع ابنتها وحفيدها .
ريم :زوج مريم مسافر لذلك فكلنا الآن في بيت الحاجة أمينة وحتى أحلام أيضا .
الحاج :أحلام أيضا لم ليست في بيت والدها .
ريم :الشيخ هاشم أدخل للمستشفى بالأمس لأنه كان متعبا جدا .
الحاج :يا إلهي هاشم سأذهب لرؤيته .
ريم :لقد قال الطبيب أن لا يأتي أحد لزيارته حتى العصر فهو بحاجة للراحة والهدوء وأنت أيضا يا أبي ارتح قليلا فأنت بحاجة للراحة .
الحاج :هل ستبقين معي أم مع أمك .
ريم :لا أستطيع ترك أمي لكن إن سمحت لي أن أرورك فسآتي كل يوم لرؤيتك .
الحاج :اذهبي الآن يا ابنتي وسأرى ماذا سأعمل مع أمك لأعقلها .
ريم :حسنا يا أبي في أمان الله .
الحاج :في أمان الله .
جلس الحاج بعد خروج ريم وهو يتأمل بيته الكبير ويتذكر كيف كان أبناؤه يلعبون هنا وهناك وهو يردد في نفسه :
ليتكم بقيتم أطفالا .
في عصر ذلك اليوم استيقظ الشيخ هاشم ليجد كلا من أحلام والحاجة أمينة بجانبه .
الحاجة :حمدا لله على سلامتك يا أخي .
أحلام :حمدا لله على سلامتك يا أبي .
الشيخ :سلمكما الله ،كيف حالك يا ابنتي .
أحلام : أنا بخير يا أبي لا تقلق .
الحاجة :لقد باتت أحلام عندي بالأمس فقد قال الطبيب أنها تحسنت ولا حاجة لبقائها بالمستشفى .
🌸🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃
