🌺🍃حتى يتبين🍃🌺
رجع عبد الله للبيت بعد ان أنهى إجراءات السفرواستعد هو وأحلام للسفر دون أن يحدث أحدهما الآخر إلى أن وصلا للمطار .
عبدالله : دعينا نذهب للمطعم أولا فأنت لم تأكلي شيئا منذ الأمس .
استغربت أحلام الهدوء واللطف الذين أبداهما عبدالله لها لكنها شعرت بالارتياح من تصرفه .
في مطعم المطار ...
عبدالله : أود أن أعتذر منك لأني حاولت ضربك ، أريدك أن تعرفي أني لست شخصا سيئا لكني فقدت أعصابي ولم أنتبه لما أفعل وأقول .
أحلام : لا بأس كل شخص معرض للغضب ولعدم السيطرة على نفسه أحيانا .
عبدالله : دعينا نعقد اتفاقا حتى لا نضطر للشجار مرة أخرى .
أحلام : لا بأس ماهو الاتفاق .
عبدالله : أنا لن أتدخل بشؤونك وأنت لا تتدخلي بشؤوني لنتعامل مع بعضنا كأخوين أو صديقين أو..أو...
أحلام : إثنان مضطران للبقاء معا فترة من الزمن وسيتعاملان معا بالمعروف وبما يرضي الله .
عبدالله : حسنا كما قلت وأنا أعدك أني لن أضايقك بعد الآن .
أحلام : وأنا أيضا لن أضايقك والآن علي أن أصلي فقد حان موعد صلاة الظهر .
عبدالله : نحن في المطاروليس لدينا متسع من الوقت .
أحلام : الصلاة ليست هواية نمارسها وقت الفراغ .
التفت أحلام يمينا وشمالا وهي تقول : لابد أن هناك مكانا للصلاة .
أشارت أحلام للنادل وبدأت تتحدث معه وسط اندهاش عبدالله من طلاقة هذه الفتاة بالإنجليزية .
ذهبت أحلام للمكان الذي أشار إليه النادل وتركت عبدالله يحدث نفسه :
هذه الفتاة تجيد الإنجليزية هذا يعني أنها تعرف ما أنوي فعله، لماذا بقيت صامتة ، عبدالله كن حذرا فهذه الفتاة ليست بالسذاجة التي تصورتها .
عادت أحلام وقالت :
لقد أنهيت صلاتي هل حان موعد الرحلة .
عبدالله : نعم هيا بنا .
كانت أحلام تتصرف بعفوية وارتياح بعد كلام عبدالله أما عبدالله فظل طوال الرحلة صامتا يفكر بتصرفات أحلام التي لم يجد لها تفسيرا .
نزل عبدالله وأحلام في شقة تخص عبدالله بلبنان .
عبدالله : هذه هي الشقة التي ستبقين فيها ، تصرفي فيها كما تشائين .
أحلام : أين أضع أغراضي .
عبدالله : الشقة تحوي غرفتين ادخلي وانظري واختاري ما تعجبك .
أحلام : سأختار هذه الغرفة إنها تطل على منظر جميل .
عبدالله : كما تريدين تصرفي كما يحلو لك والآن أنا سأخرج قليلا .
أحلام : حسنا ، شكرا لك .
عبدالله : علام تشكرينني .
أحلام : لأنك جعلت شقتك تحت تصرفي .
عبدالله : آآآآ...العفو ...bye.
أحلام : في أمان الله .
خرج عبدالله وقد قال في نفسه :
هذه الفتاة ليست طبيعية منذ ساعات كانت ترتعد خوفا مني والآن يبدو المرح والسعادة على محياها ، علي أن أحذر منها فهي تعلم ما أنوي فعله ومع ذلك تتصرف وكأنها لا تفهم ما يدور حولها .
بعد ساعات رجع عبدالله للشقة .
عبدالله: هل هذه شقتي ما الذي فعلتيه يا فتاة .
أحلام : لا شيء أنا فقط أحب أن يكون المكان الذي أعيش فيه نظيفا فرغم أني فقيرة إلا أنني أحب النظافة .
عبدالله : لا تكوني حقودة يا فتاة لقد اعتذرت لك وأنت قبلت اعتذاري .
أحلام : أنا لا ألمح لشيء أنا فقط أخبرك أن هناك فرقا بين الإنسان الفقير والإنسان القذر .
عبدالله : لقد عرفت الفرق ، والآن خذي لقد أحضرت لك طعاما .
أحلام : لقد أعددت العشاء إنه حاضر في المطبخ فقط كنت أنتظر قدومك .
عبدالله : لم يكن عليك ذلك ، لا تعدي لي شيئا مرة أخرى ولا تنتظريني .
أحلام : حسنا كما تريد .
عبدالله : لكن لا بأس أن آكل طعامك هذه المرة مادمت أعددته ، هيا للمطبخ .
أحلام : لست طباخة ماهرة كوالدي لكن طعامي ليس سيئا .
عبدالله : وهل والدك يجيد الطبخ .
أحلام : نعم فبعد وفاة والدتي رحمها الله اهتم هو بشؤون المنزل من طبخ وتنظيف وكل الأمور إلى أن كبرت أنا وبدأت أساعده .
عبدالله : لم يتزوج والدك من امراة أخرى .
أحلام : هو يقول أن والدتي لا تعوض وأني أملأ حياته لكني أعتقد أنه خاف أن يتزوج من امرأة تؤذيني كما أنه يحب والدتي كثيرا .
عبدالله : وهل رجل الدين يمتلك هذه رومانسية العشاق ليعيش على ذكرى حبيبته .
أحلام : رجل الدين مثل أي إنسان لديه مشاعر وقلب ينبض بالحب لكن الفرق بينه وبين أي إنسان أنه يضع مشاعره وأحاسيسه في إطارها الصحيح وهو رابط الزواج .
عبدالله : هناك سؤال كثيرا ما خطر لي منذ رأيت والدك وهو أن فارق السن بينكما يجعله أفرب ليكون جدك لا أباك أم أني مخطئ .
أحلام : لست مخطئا فوالدي لم يرزق بي إلا بعد أكثر من عشرين عاما من زواجه.
عبدالله : وطبعا ستقولين لي إن والدك لم يتزوج من امرأة غير أمك لأنه كان يحبها .
أحلام : هو لازال يحبها
عبدالله : والدي كان يحب زوجته الأولى ويفضلها على أمي ورغم ذلك تزوج من أمي لأن زوجته لم تنجب أولادا .
أحلام : وماذا في ذلك إن كانت زوجته لم تستطع أن تمنحه ابنا فما المانع ما عمله عمي ليس سيئا فهو تزوج بشرع الله .
🌸🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃