الحلقة 32

218 13 1
                                    

🌺🍃حتى يتبين🍃🌺

الحاجة :هل ستحدقين بي طويلا .
أم عبدالله :ماذا حصل يا حاجة أمينة .
كانت أم عبدالله تنظر باستغراب للحاجة فهي لم تعتد منها هذا الأسلوب الحاد في الكلام وكانت تسير بخطوات بطيئة تجاه أحلام وهي تنظر لأحلام تارة وللحاجة تارة أخرى .
الحاجة : أتريدين أن تعرفي ما حصل .
أم عبدالله : أجل يا حاجة .
الحاجة : ما حصل يا خديجة هو أني اعتبرتك طوال كل تلك السنوات أختا صغرى لي واعتبرت أبناءك أولادي واكتشفت اليوم أني كنت واهمة فأنا مجرد عجوز وحيدة لا أخت لها ولا أولاد .
أم عبدالله : ما الذي تقولينه يا حاجة أنت بركتنا وكلنا نحبك و.......
الحاجة : أسكتي ، الآن ليس الوقت المناسب للعتاب سيكون لدينا متسع من الوقت لنتحدث ونتعاتب أنا وأنت وكنتك .
نظرت الحاجة تجاه أحلام بحدة وهي تقول كنتك .
الحاجة : أما الآن فبما أن أسلوب كلا منكما لم يجدي لإصلاح زوجيكما فليس أمامكما إلا اتباع أسلوب الحاجة أمينة .
نظرت كل من أحلام وأم عبدالله لبعضهما وكل واحدة منهما تبحث عن تفسير لدى الأخرى لكلام الحاجة أمينة .
الحاجة : انظرا إلي واستمعا لما سأقول جيدا حتى لا أضطر لتحطيم رأسي زوجيكما بعصاتي هذه وأخلص الناس من شرورهما .
بدأت الحاجة أمينة تشرح مخططها لأحلام وأم عبدالله وسط اندهاش أم عبدالله حين سمعت الحاجة تتحدث عن مريم فنظرت لأحلام وكأنها تسألها هل أنت من أخبرها بذلك وما كان من أحلام إلا أن ردت بإيماءة خجولة بعينيها تخبرها بها أنها من أخبرت الحاجة .
وجدت أم عبدالله في ما قالته الحاجة أمينة فرصة جيدة لجمع شتات عائلتها أما أحلام فوافقت لأنها رأت أنها لن تخسر شيئا إن أعطت عبدالله فرصة أخيرة .
الحاجة :هل عرفت كل منكما ما عليها فعله .
أم عبدالله:يا حاجة أظن أن علينا أن نتريث قليلا بالنسبة لعبدالله فهو لم يفق إلا منذ وقت قصير وقد قال الطبيب أن نراعي حالته النفسية وهو ......
الحاجة مقاطعةكلام أم عبدالله: لا تقلقي يا خديجة بضع كلمات من أحلام لن تقتل ابنك وإن حصل له شيء فمن الجيد أنه بالمستشفى سينقذونه فورا.
نظرت كل من أحلام وأم عبدالله لبعضهما وكأنهما تقولان يبدو أن لا مفر من تطبيق خطة الحاجة أمينة .
خرجت أم عبدالله وهي تسند أحلام التي لازالت تشعر ببعض الألم برأسها لتنفيذ ما قالته الحاجة أمينة .
أم عبدالله :أخبريني أحلام ألست خائفة أنك قد تخسرين زوجك .
أحلام :لم أكسبه حتى أخاف خسارته .
توقفت أم عبدالله ونظرت لأحلام قائلة: لا تقولي ذلك يا ابنتي لو أنك رأيته حين أفاق وكلنا حوله وهو يحدق بالجميع وحين لم يرك سأل عنك ،لم ينتبه حتى لمريم التي لم يرها لسنوات وسأل عنك أنت فقط ،أعترف أني شعرت ببعض الضيق وببعض الغيرة منك لكني سعيدة بكل الحب الذي يكنه ابني لك فأنت تستحقين .
لم تعرف أحلام بم تجيب أم عبدالله فما كان منها إلا أن تقول :
دعينا نكمل طريقنا حتى لا نتأخر على الحاجة أمينة .
أم عبدالله :حسنا ،لكن أخبريني كيف استقبلت الحاجة نبأ حياة مريم .
أحلام :بان على وجهها بعض الاندهاش لكن أمي أمينة لا تحب أن تظهر مشاعرها أمام الناس فتمالكت نفسها وبعدها قامت للصلاة لتهدأ.
أم عبدالله :ظننت أنها ستبكي وستصدم من هذا الخبر .
أحلام :ربما هي الآن تفعل ذلك لأنها لوحدها لكن أمام أي أحد من المستحيل أن تفعل.
ولم تخطئ أحلام في تخمينها فما إن خرجت هي وأم عبدالله حتى شرعت الحاجة أمينة بالبكاء وهي تحدث نفسها:
آآه يا مريم كم قاسيت وحدك كل هذه السنوات ،يا لقسوتك يا رحيم لطالما كنت قاسيا ومتعنتا لكن لم يخيل إلي أنك قد تميت ابنتك وهي حية ،آآه لهذا الزمن لا والد يحن لأبنائه ولا أبناء يبرون بأبيهم ،رحمتك يا رب ،لطفك يا رب .
أما في غرفة عبدالله فقد كان الجميع يتساءل عن سبب تأخر أم عبدالله كل هذا الوقت بغرفة أحلام ولم يكن أحد على علم بالمخطط الذي يحاك هناك.
مريم :لقد تأخرت أمي كثيرا علي الذهاب فقد حل الليل .
عبدالله :هل حال أحلام سيئة حتى لا تستطيع القدوم لرؤيتي سأذهب أنا لها ساعديني ريم ....آآآه .
لم يستطع عبدالله أن ينهض وشعر بألم كبير وهو يرفع ظهره .
ريم :لا يا أخي لا تنهض ،أحلام بخير لكن ربما وجود الحاجة أمينة هو ما أخرها .
عبدالله :ما بها الحاجة أمينة هل ستمنع أحلام من رؤيتي .
ريم :لا لكن الحاجة أمينة لا تعرف بعد عن مريم وربما أمي تنتظر مغادرتها للمستشفى .
عبدالله :ظننت أن أبي رضي عن مريم أخيرا وأن الخلاف انتهى .
مريم :لم أقابل أبي بعد فأنا لم آت إلا بعد أن تعب والدي وأدخل لغرفة الملاحظة ولم أقابل أبي بعد حسب طلب الشيخ هاشم ونادر .
ريم :الطبيب نادر الذي يعالجك يكون أخ طاهر زوج مريم .
عبدالله :حقا ،كم هذا العالم صغير .
التفت عبدالله لمريم .
عبدالله :يبدو نادر شابا ممتازا فهل أخوه مثله .
مريم :ستتعرف عليه بعد أن يرجع من سفره ،طبعا إن سمح والدي بذلك .

🌸🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃

حتى يتبينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن