🌺🍃حتى يتبين🍃🌺
خرجت أحلام محاولة أن تسرع في خطواتها فدموعها ملأت عينيها بعد أن رأت دموع عبدالله تتساقط على خديه وهو صامت أمام اتهاماتها وكلامها القاسي فلم تكن تريد أن تبكي أمامه ،ولم تكن حال أم عبدالله والحاج رحيم بأفضل من حال عبدالله وأحلام فهي أيضا كان لديها الكثير لتقوله لزوجها .
أم عبدالله :السلام عليكم .
الحاج رحيم :عليكم السلام ،كيف حال عبدالله الآن أخبرتني ريم
أنه أفاق .
أم عبدالله :نعم ،صحيح .
الحاج :الحمدلله ،بما أننا اطمأننا عليه لنعد للبيت فأنت وريم بحاجة للراحة وغدا سنأتي لزيارته .
أم عبدالله :كما تريد يا حاج سنعود للبيت وبما أن طاهر زوج مريم مسافر فسأطلب من ........
الحاج :ماذا قلت ،كيف تجرؤين على ذكر هذا الرجل أمامي .
أم عبدالله :أي شخص تعني .
الحاج :خديجة لا تتحاذقي معي .
أم عبدالله :آآه أنت تعني طاهر زوج مريم .
الحاج :مريم ماتت ولم تتزوج .
أم عبدالله :مريم ابنتي حية ترزق وأنا أريدها أن تعيش هي وحفيدي معي .
الحاج :يبدو أنك فقدت صوابك يا خديجة .
أم عبدالله : لا لقد عاد إلي صوابي وسأجمع كل أبنائي حولي وأولهم مريم .
الحاج :إن دخلت مريم بيتي فستخرجين منه للأبد .
أم عبدالله :أنا من ستخرج من بيتك وسأذهب لأعيش مع ابنتي وحفيدي وسآخذ ريم معي .
الحاج :ماذا حل بكم جميعا أنسيتم من يكون طاهر هذا ومن أهله ومن أسلافه .
أم عبدالله :أسلافه فرس وأسلافك عرب أسلافه كانوا يعبدون النار وأسلافك كانوا يعبدون الأصنام والإثنان لا يعنيان لي شيئا من يعنيني أمرهما الآن هما ابنتي وحفيدي .
الحاج :فكري قليلا يا امرأة حتى لا تهدمي زواجا دام خمسا وثلاثين سنة
أم عبدالله :فكرت وقررت واخترت ابنتي وحفيدي وأنت ابقى مع أسلافك .
خرجت أم عبدالله وهي تشعر بالفخر والرضا عن نفسها فهي لأول مرة استطاعت أن تواجه الحاج وتعبر عما يختلج بداخلها.
ولم يخلو لقاء مريم والحاجة أمينة من الدموع لكنها كانت دموعا من نوع آخر كانت دموع اللقاء بعد الفراق ولم الشمل بعد الشتات.
كانت تلك الليلة ليلة ثقيلة على عبدالله وأبيه وعلى الشيخ هاشم أيضا الذي كان المرض يسري وينمو بجسده وكان الألم رفيقه تلك الليلة إلى أن أفقده القدرة على الاحتمال واتصل بالإسعاف التي نقلته في نفس المستشفى التي يرقد فيها عبدالله وأحلام .
رجعت ام عبدالله لغرفة أحلام قبل أحلام ووجدت رحيم الصغير في حجر الحاجة أمينة والكل مبتسمون وتبدو عليهم السعادة .
أم عبدالله :السلام عليكم .
الحاجة :عليكم السلام ،هل كل الأمور بخير هل تكلمت مع رحيم .
أم عبدالله :نعم لقد فعلت ما علي فعله أخيرا .
ريم :ماذا حصل بينك وبين أبي .
أم عبدالله :ما كان يجب أن يحصل منذ زمن بعيد.
طرق باب الغرفة ففتحت ريم الباب ظنا منها أنها أحلام لكنه كان الدكتور نادر .
الطبيب :السلام عليكم
الجميع :عليكم السلام .
الطبيب :أين السيدة أحلام .
مريم :عند عبدالله لماذا .
الطبيب :بصراحة الشيخ هاشم أدخل للمستشفى وحالته سيئة .
الحاجة :يا إلهي أخي رحيم .
انهارت الحاجة أمينة لدى سماع الخبر فالشيخ هاشم كان هو مصدر قوتها وصلابتها ولم يكن حال أحلام أفضل منها فقد أحست أنها تعيش كابوسا وأن كل ما يحصل ليس حقيقيا .
بقي الجميع قبالة قسم العناية الفائقة حتى اقتراب الصباح وقد دخل الطبيب نادر مع الطبيب المختص بحالة الشيخ هاشم ولم يخرج حتى استقرت حال الشيخ وخرج ليطمئن الجميع .
الحاجة :أخبرني يا بني كيف هي حال أخي .
الطبيب :إنه بخير أعطيناه منوما فهو يعاني من إرهاق وتعب ولم يعتني بنفسه جيدا.
أحلام :لقد كان يعتني بنا ونسي أن يعتني بنفسه ،أرجوك دكتور دعني أراه .
الطبيب :لست أنا من يقرر بل طبيبه لكن هو الآن أعطي مسكنا لينام وغدا أقصد اليوم بعد عدة ساعات سأسمح لكم بزيارته .
الحاجة :أحلام يا ابنتي كان من المفروض أن تخرجي اليوم من المستشفى فحالك بخير لذلك تعالي معي لبيتي .
أم عبدالله :نعم يا ابنتي تعالي نحن جميعا سنكون في بيت الحاجة تعالي معنا .
أحلام :لن أترك والدي .
الطبيب :سيدة أحلام أرجوك إن كنت تحبين والدك حقا فاذهبي مع الحاجة وتعالي عصر اليوم على الأقل حين يعرف والدك أنك غادرت المستشفى فيحس أنك أصبحت بخير وسيكون لذلك تأثير جيد عليه وصدقيني هو فقط تحت تأثير المنوم وسيكون بخير بعد أن يستيقظ.
ريم :هيا أحلام تعالي معنا .
ذهبت أحلام لبيت الحاجة أمينة مع الجميع وظلت تنظر أمام الساعة ليمر الوقت الذي كان بطيئا حتى ترجع لوالدها .
الحاجة :أحلام يا ابنتي إلى متى ستبقين قبالة الساعة .
أحلام :سأقوم يا أمي لأصلي فلم يبقى إلا ساعة على صلاة الفجر بالكاد أصلي صلاة الليل .
الحاجة :بارك الله بك يا ابنتي هذه أحلام التي أعرفها .
أحلام :لا تقلقي علي يا أمي فأنا قوية بما يكفي والآن علي أن أكون أقوى فوالدي بحاجتي اهتمي فقط بخالتي خديجة والبقية وأكملي ما خططتي له .
الحاجة :خالتك تبدو مرتاحة جدا لم أرها بحياتي مرتاحة هكذا .🌸🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃