الحلقة 36

229 12 0
                                    

🌺🍃حتى يتبين🍃🌺

الشيخ :الحمد لله الذي عافاك يا ابنتي .
طرق باب الغرفة وسمح الشيخ للطارق بالدخول ليتفاجأ الجميع بالقادم لهم ،إنه عبدالله يجره الطبيب نادر على كرسي متحرك وما إن رأته الحاجة أمينة حتى أشارت لأحلام بالخروج وخرجت معها .
الحاجة :سنتركك الآن يا أخي لترتاح .
الشيخ :حسنا ،اهتمي بنفسك وبأحلام ،تفضل يا ولدي عبدالله تفضل دكتور نادر أهلا بكما .
الطبيب :لقد طلب عبدالله أن يأتي ليطمئن عليك رغم أن مغادرو السرير ليست جيدة الآن .
الشيخ :أشكرك يا بني لأنك أتيت لزيارتي رغم تعبك .
عبدالله :هذا أقل ما أفعله لك يا عمي .
الطبيب :سأترككما الآن وسأعود بعد قليل لأخذك
عبدالله .
عبدالله :حسنا شكرا لك .
الشيخ :الدكتور نادر طبيب رائع وإنسان مهذب جدا وقد سألت عن أخيه طاهر وهو لا يقل عنه تهذيبا .
عبدالله :أتمنى أن يرضى أبي عن طاهر ومريم ونجتمع مع بعضنا كعائلة واحدة .
الشيخ :إن شاء الله يا ولدي،أخبرني كيف حالك الآن هل تشعر بألم .
عبدالله :اهتم بنفسك قليلا يا شيخ وكف عن الاهتمام بالآخرين فصحتك أولى بالاهتمام .
الشيخ :أنا بخير يا ولدي مجرد إرهاق بسيط وبقليل من الراحة سأكون بخير .
عبدالله :لا داعي لأن تخفي عني مرضك يا عمي فقد أخبرني الطبيب بالحقيقة .
الشيخ :وهل علمت أحلام بشيء .
عبدالله :لا ولن تعلم إلا إن سمحت أنت بذلك .
الشيخ :بارك الله بك يا بني .
عبدالله :لقد وعدتك سابقا أني لن أؤذي ابنتك لكني آذيتها لكن اليوم أريدك أن تثق بي وتتيقن أني لن أؤذي أحلام أبدا وسأكرس حياتي لإسعادها طبعا إن رضيت أن تعود لي .
الشيخ :أصلح ما بينك وبين ربك يصلح ما بينك وبين الناس .
عبد الله :لقد قالت لي أحلام مثل هذا القول لذلك أنا هنا وأريدك أن تسمعني وتساعدني يا عمي .
الشيخ :كلي آذان صاغية يا ولدي .
عبدالله :بعد أن دهستني السيارة يا شيخ لم يغمى علي فورا وأثناء ما كنت أنزف وأتألم لاح أمامي شريط حياتي ،لقد رأيت كل الأمور السيئة التي قمت بها في حياتي وشعرت بالخوف لأني ظننت أني سأموت وسأعذب بسبب تلك الأمور وحتى بعد أن أفقت من غيبوبتي لازلت خائفا يا شيخ فأنا سأموت يوما وسأحاسب على كل ما عملت .
أنا خائف يا شيخ خائف حقا فقد قمت بكل الأمور السيئة التي تغضب الله ظنا مني أني هكذا أنتقم من أبي .
الشيخ :أنت لا تملك تغيير الماضي لكنك تملك الحاضر والمستقبل والله سبحانه وتعالى يقول :
((فمن تاب وأصلح فلا إثم عليه ))
كل ما عليك الآن أن تنوي أن لا تعود لكل تلك الأمور التي تغضب الله .
عبدالله :أهذا ما علي فقط .
الشيخ :أولا عليك التوبة وطلب المغفرة ثم الإصلاح .
عبدالله :أنا لا أريد العودة أبدا لتلك الأمور لكني عملت أمورا كثيرة مثلا .
الشيخ :لا يا بني لا تقل أي شيء من تلك الأمور فالله يحب الستر لعباده انسها وابدأ من الآن بداية جديدة مع ربك ومع أبيك ومع كل من أخطأت بحقه .
عبدالله :أريد أن أطلب منك طلبا ولا أجد أحدا أفضل منك لذلك أنا أعرف أنك مريض و....
الشيخ :أطلب يا ولدي ولا تشعر بالخجل .
عبدالله :أريدك أن تعلمني الصلاة أريد أن أصلي حالما أستطيع الوقوف مجددا .
الشيخ :لا يا بني يجب أن تصلي من الآن .
عبدالله :لكني لا أستطيع الوقوف .
الشيخ :صل وأنت جالس وإن كان الجلوس يتعبك تستطيع الصلاة وأنت على سريرك .
عبدالله :حقا أستطيع ذلك .
الشيخ :نعم يا ولدي فالصلاة يا ولدي ليست فقط وقوف وركوع وسجود بل الصلاة توجه بكل حواسك لربك كأنه لقاء خاص يجمعكما معا .
عبدالله :أكمل يا شيخ فكلامك جميل جدا .
استمر الشيخ يتحدث لعبدالله وقد طال بهما الحديث لساعات طوال وظل عبدالله يزور الشيخ كل يوم لينهل من علمه الغزير وكانت أحلام كلما جاءت لزيارة والدها تتفاجأ بالتغيرات التي تطرأ على عبدالله .
أما باتي فكان مصيرها السجن بعد أن اعترفت بجرمها وأنها من دبر الحادث لتنتقم من أحلام وقد كان لعبدالله دور كبير في الإيقاع بها ومساعدة المحقق ليأتي بها للبلاد .
أما الحاج رحيم فقد بقي على قطيعته بابنته مريم وزوجته ولم يتدخل عبدالله بهذا الأمر تنفيذا لأمر الشيخ هاشم الذي طلب منه أن يكون بارا بوالده مهما فعل .
ومرت ثلاثة أسابيع كانت حال عبدالله تتحسن فيها فقد استطاع السير بعكازتين وصار يذهب لوحده لغرفة الشيخ هاشم .
عبدالله :السلام عليكم .
الشيخ :وعليكم السلام .
عبدالله :اعذرني فقد تأخرت عليك قليلا لكني كنت أقرأ وشغلتني القراءة ولم أنتبه للوقت .
للشيخ :لا بأس مادامت القراءة هي السبب ،هيا اجلس فأريد أن أتحدث معك .
عبدالله :تفضل يا عمي .
الشيخ :لقد حان الوقت لتتدخل فيما بين والدك وأختك مريم فأنت الوحيد الذي تستطيع التأثير عليه .
عبدالله :بصراحة لقد أردت أكثر من مرة أن أتحدث معه لكني ترددت لم أرد أن أشعره أننا جميعا ضده خاصة أنا فقد أسأت له كثيرا ويكفيه ما تحمله مني .
الشيخ :بارك الله بك لبرك بأبيك لكن علينا أن نجد حلا .

🌸🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃🍃🌸

حتى يتبينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن