PART 33

2.4K 84 20
                                    



أستيقظتْ صباحاً لتجد السرير فارغ و بارد ؛ نهضتْ و غسلتْ وجهها ، نادتْ لأحد الخدم مُطالبةً بكوبٍِ نـسكـافيه ؛ جلستْ على مقعدٍ مُريح باللون الخمـريّ واسع رافعةً قدميها و جسدها كاملاً عليهِ و كوبِ الـنسكافيه يدفئ كفّيها تحدّقُ في الأفق و عقلها مليئٌ بخربشاتِ قطط و خيالاتٍ سيئة في غرفة الطعام .

جالَُ في البال بما لا يُقال ، احتيارٌ و لا وجود للإختيار ؛ أما حيـاة أو مـوت ؛ أما بـقاء أو جـلاء .

" آنسة آنجل ، أعتذرُ على إزعاجكِ لكنك لم تتناولي طعامَ الفطور و قد أضحى وقتُ الغداء ؛ فـهل ترغبين بتناول الطعام ؟ "
تساءل أحد الخُدّام .

" لا " نطقتْ بهذهِ الكلمة لتكون أول كلمةٍ منذ الصباح .

" لكن آنستي ستمرضين و هذا سيُغضب السيّد مايسون . "

" و أتراني مُهتمّة ؟ "

" لكنني أفعل ، فـقد أوصتني السيدة لوسيانا الإعتناء بكِ و لا سيمّا حينما ترفضين الطعام "

" شكراً لإهتمامك ؛ و لأجلكَ فقط أحضر لي شطيرة جُبن مع شرائح الطماطم و سيكفي "

" كما تشائين ؛ دقائق و سيكون لديكِ الطعام "
قالَ ببهجةٍ .

خرجَ الخادم من الغُرفة لتنهض عن ذاك الكُرسي و تشعر بجسدها يتكسر لكثرة جلوسها ؛ تحاملتْ بجسدها و سرحت بخيالها البديع عن ما يجولُ في رأسها .

سعتْ للإتصال بنـيكولاس فلم تجدْهُ لتقررَ أن تدرس بعض الشيئ ؛ وضعتْ كُتبها على المنضدة في المكتب و تشعر برغبةٍ كبيرة للدراسة بغيةُ النسيان ؛ جاءت شطيرتها لتتناولها أشبهُ بالغصبِ و كانتْ الساعةِ آنذاك الرابعة و النصف مساءً .

آنجل :

وظفتُ عقلي في شيئٍ مفيد كالدراسة بدلاً من التفكير ، فأنجزتُ ما يكفي و لم أشعر بالملل بتاتاً و هذا ما أُسمّيه بالتحول الجذريّ لي .

في الساعةِ السادسة و الربع دخلَ زين المكتب ببهجةٍ و سرعان ما حملني و دارَ بي في الأرجاء و هو يضحك بسعادةٍ .

" ما الذي يحدث معكَ ؟ "
" زيـن أهدأ ، أشعرُ بالغثيان ، يا زيـن "
صرختُ بهاتين الجملتين لينزلني و يقبّلني و أثناء ذلك دخل مايكل و أبعدهُ عني و أخيراً .

" ماذا كان هذا ؟ "
سألتُ بإستغرابٍ ليجيبني زيـن بكلماتٍ غير مفهومة و بسرعة ليرمي نفسهُ على الأريكة المليئة بـالريش .

" لم أفهم شيئاً "

" إنهُ سعيدٌ لنجاحهِ بـصفقتين مهمتين الأولى مع شركتين ذات الجنسية االروسية   هذا أدى لسعادته البالغة "

" سنتناول العشاء في الخارج ، أذهبي و أستعدي و كوني أنيقة و أنا سأفعلُ المثل و أنتَ أيها الرائع أذهب و أخبر ْكلاريسا دون ريـكا بالطبع . "
صفق بيديه و غادر الغُرفة لننظر أنا و مايكل لبعضنا ليضع مايكل كفّه على عينيه و يهزّ رأسه بينما أبتسمُ لغباوتهِ .

Hard To Let Goحيث تعيش القصص. اكتشف الآن