Part 12 : كنتُ مُجبرة

1K 8 1
                                    

لن أُنكر أننّي أردت الهروب وبالفعل فعلت لكن لم أستطع لأنني لم أعتد بعد على العيش والتأقلم مع العالم الخارجي فمنذ نعومة أظافري وأنا في الملجأ ولم أعتد بعد على الحياة ومصاعبها.

آآآه حتى الهروب لم أُفلح به ، هذه أنا سيئة الحظ دائما ، المهم قادني ذلك الحارس إلى غرفة صغيرة بها سرير وخزانة متوسطة الحجم ، تركني هناك ولم يتكلم بكلمة ثم بعدها أقفل ورائه الباب.

بقيت هناك ليلة كاملة دون طعام أو شراب . آه أكاد أموت جوعا ألن يُحضِرو لي ما أسُد به رمقي ، قُلتها وأنا أتلوّى فوق السرير ، بعد نصف ساعة قررت أن أُكسر ذلك الباب فوق رؤوسهم لأنني لم أتحمل شدة الجوع الذي بي .

قُمت من على سريري واتجهت نحو الباب وأنا أصرخ بكل ما أوتيتُ من قوة "هيييي افتحو هذا الباب أما من أحد هُنا افتحوا أريد أن آكل شيئا إني أموت جوعا أما من أحد يسمعني اللعنة عليكم يا حُقراء" .

صرخت وصرخت وصرخت ولا أحد يستجيب ، استسلمت لجوعي وسقطت أتلوى فوق الأرض وبعدها لم أعد أشعر بشيء.

بعد ساعات أفقت من نومي كي أجد نفسي داخل غرفة أُخرى غير  التي كنت بها، لقد كانت هذه أصغر حجما وشبه مُضلمة دون فراش ولا غطاء فقط أنا والسماء الزرقاء أستفرش الأرض و أتغطى بالنجوم .

شرد عقلي بعض الوقت بالتفكير في مصيري وحالي هذا ، حتى سمعت الباب يُفتٓح كي يدخل منه زين واثنين من حُرّاسه.

فزعت فور رؤيتي لوجهه العابس، وأنا أبتلع ريقي بضُعف ، فأنا لم آكل شيئا شربت بعض الماء فقط.

المهم أمر زين الحراس بالانصراف ثم اقترب أمام وجهي وهو يكاد أن يلتهمني ثم قال: إذن لقد قررت الهروب مني أووووه هذا جيد جدا ، لكن سُرعان ما عُدتِ إلى عُشك يا عصفورة.

بدأ بالضحك والاستهزاء وقال بحزم : إذا أردتي أن تضعي لُقمة في فمك وأن لا تموتين جوعا ستخضعين لكل أوامري وعندما أقول الكل  أعني جيدا ما أقوله.

بلعت ريقي وأجبته قائلة : لا لن تستطيع أن تضعني تحت سيطرتك القذرة.

لم أُحسس حتى تلقيت صفعة قوية بعدها قال لي : إذن ابقي هنا حتى الموت فالجوع يقتل بعض الأحيان ، وأطلق ضحكة شريرا ثم خرج.

لا أظن أني أستطيع التحمل بعد لم أعد أستطيع لم أعد أستطيع يا إلهي أرزقني الصبر يا رب.

استلقيت على الارض وأنا أنظر إلى الحائط وأتألم من جوعي لم يعد لي خيار سأموت لا محالة ، ها قد مرت ثلات ساعات بعد مجئ ذلك الحقير وحالتي تزداد سوءا ، وجهي أصبح شاحبا لم أعد أحس ببطني وحتى شفتاي أصبحتا جافتين كثيرا ،ما  باليد حيلة.

قمت بصعوبة وطرقت الباب وصرخت بصوت خافت ، بعد لحظات ، فُتح الباب وقد كان هو " ها اذن لقد قررتي" .

قلت له: حسنا سأفعل كل ما تأمرني به فقط أريد بعض الطعام سأموت لا محالة.

هو: إذن ستفعلين كل شيء آمرك به أليس كذلك كل شيء
أنا : نعم كل شيء مهما كان.....

جسد في العرَاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن