Part 18: تضحية

670 4 1
                                    

عندما رأيتها وهي واقفة امامنا ونيران الغضب والحقد تحرقها ، عرفت حينها أن زين في خطر ، لقد خالف الاتفاق الذي كان بينه وبين زعيم عصابة الممنوعات ، وقام بخيانة ابنته الوحيدة معي ، رغم أن هذه لا تعتبر خيانة لأنه لم يكن يطوقها منذ البداية ، وأنه فقط أحبّني من قلبه وصارحني بكل ما لديه.

ما الذي سأفعله الآن ، لا بالتأكيد يجب أن أحمي زين من هؤلاء القتلة ولو كلّفني ذلك حياتي . قلت هذا في نفسي وعلامات الهلع والخوف على وجهي .

أما زين فاكتفى بالنظر ولم يتأثر بأي شيء بل كانت تبدو على وجهه علامات الهدوء وبرود الأعصاب ، لا أعلم لماذا لم يُبدي أي ردة فعل ، لكنه فقط جعلني أقف ورائه وبدأ هو بالنظر إليها ثم قال  :
مالذي تفعلينه هنا ، ألم أقل لك أن تطرقي الباب قبل أن تدخلي غرفتي .
الشقراء : اوه ه ه جيد جدا يجب علي أن أطرق الباب أو أن لا آتي أبدا إليك حتى تجد راحتك هنا معها وتخونني كما يحلو لك أليس هذا ما تريده يا حقير و ابن العاهرة

زين : إلزمي حدودك معي يا حقيرة وإلاّ سترين منّي ما لا تستطيعين تخيله

الشقراء: أنسيت من أكون أنا ومن تكون أنت أيها الوضيع ، لقد أحببتك من كل قلبي وما جزائي هو أن تحب غيري وتخونني مع وضيعة سافلة مثلك.

لم يتمالك زين نفسه بعد سماعه كلماتها البديئة حتى نهض من مكانه وبدأ بِضرب الشقراء الحقيرة ، لقد كان يضربها بشدة فعلا وتو يقول: هذة التي تقولين عنها سافلة ، إنها الفتاة التي أعشقها إلى حد الجنون ، ولن أسمح لفمك المُتّسخ أن يقول كلاما غير لائقا عليها أفهمتي

بدأت أصرخ على زين حتى يتوقف عن ضربها ، لكن لم يتوقف بعد عن فِعله وهي كذلك بدأت بالصراخ وطلب النجدة ، وماهي إلا دقائق حتى أتى حراس من كل الجهات ، ضربو زين وطرحوه أرضا ، وأنقذو الحقيرة من بين أيديه ، فلولا تدخلهم لكان زين قتلها .

عندما رأيت أنهم ألقو زين أرضا علمت أنهم من جهة الشقراء لقد كانو حُرّاسها هم الذين يُبلغون أباها عن أي شيء طارئ يقع مع ابنته نظرا لأنها الوحيدة عنده ، فقد وفر لها كل شيء حتى الحراس لكي يتدخلو في أي وقت.

لم أستطع فعل شيء فقد كانو أكثر من عشرة رجال وكل واحد فيهم مزود بسلاح ناري ، لم أستطع الدفاع عن زين ، فقط ما تذكرته هو جسد زين المرمي على الأرض قبل أن أتلقّى ضربة من الخلف ويُغمى علي مباشرة.

بعد وقت من الحادث ، بدأت باستجماع وعي، وبدأت الرُّؤيا  تكتمل عندي، وجدت نفسي في مكان شبه مُظلم ، كنت مُكبّلة اليدين إلى الخلف وجالسة على أرض جرداء (خالية من أي غطاء) ، لم أعرف أين أنا ولا حتى متى جئت إلى هنا ، ما تذكرته هو صورة زين المُشوشة في ذاكرتي

أمعنت النظر  جيدا فوجدت في الناحية الاخرى من الزنزانة زين وهو مُعلق على الجدار من كِلتا يديه ، وعيناه معصوبتان ، وعلى جسمه كدمات الضرب وبعض الدماء.

لم أتحمل حالته هكذا حتى بدأت في الصراخ المُتعالي والبكاء بصوت مُتقطع ، حتى سمعت أنين زين وهو لا زال شيه غائب عن الوعي .

إلى أن سمعت قُفل الزنزانة يُفتح ،  ودخل منه رجلان ضخمان بعدهما دخل كذلك رجل متقدم قليلا في السن وعلى وجهه علامات الصرامة والغضب الشديدين.
حينها علمت أن ذلك الرجل هو أب الشقراء وهو نفسه أحد أكبر رُؤساء العصابات .

أخد أحد الحارسين دلو ماء بارد وسكبه على زين لسرعة حتى شهق بشدة حينها علمت أنه استفاق من غيبوبته وكل ما نطق به هو اسمي ، عندها أشار إلي أحد الحراس بالصمت وعدم نُطق أي كلمة وذلك تحت تهديد السلاح

زين : أي أنا؟ وأي سيلين حبيبتي ؟ ومن أنتم ؟
الرئيس : أما زلت تعرف من نحن يا متشرد ها ها ها ه اه
زين : هذا الصوت نعم إنه أنت إذا
الرئيس : نعم أنا ، أنا الذي عفوت عنك بسبب ابنتي وحبها لك قبل سنين وها أنت ذا تتطاول وتتجرأ وتخونها وبعد ذلك تضربها ، أنا في حياتي لم ألمس شعرة واحدة منها ، وتأتي أنت تتجرء على أسيادك ، سترى سأعذدك حتى تتمنى الموت ، سأريك ما نتيجة ما فعلته سترى ذلك فقط انتظر

عندما سمعت هذا لم استطع أن أصمت أكثر ، فبدأت بالبكاء والصراخ وطلب الرحمة

انا : ارجوك سيدي لا تؤديه أرجوك لا ذنب له في أي شيء أنا السبب ، نعم أنا السبب ، أنا التي أرغمته على نفسي وقبلته رغم عنه لا ذنب له أنا من يجب أن تتعذب ألى الموت.

زين: سيلين أنتي هنا ، هل أنت بخير
أنا: نعم انا بخير لا تقلق على سوف تخرج من هنا قريبا
زين: ما الذي تقولينه أنا أحببتك ولم ترغميني على أي شيء وأنا أتحمل العقاب لا ذنب لك أنت اسكتي ارجوووك
أنا : سيدي إنه فقط يريد أن يحميني أنا من راودته عن نفسه وقُمت باعطائه مُهلوسا في شرابه حتى يفقد صوابه امام ابنتك ويضربها بذلك الشكل أقسم لك هذا ما ح
زين: لا مالذي تقولينه سيدي
انها تكذب لا لا تصدقها

سامحني يا زين لكن يجب أن أفعل هذا من أجل أن أحميك فأنا مستعدة للموت وتحمل العذاب على شئنك فقط لتنجو لأنك   عانيتَ بما فيه الكفاية . ...

جسد في العرَاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن