Part 4 : أين أنا

589 12 0
                                    

بعدما استرجعت وعيي ، أحسست بشيء ما حول يداي واللتان كانتا خلف ظهري ، آه ه اللعنة لقد قيّدوني بالحبال ، وأرجُلي كذلك لم أعد أستطيع الحراك ،بِجانبي رجلان فِعلا أحس بوجودِهما ، كما أن عيناي مَعصوبتان لا أكاد أرى شيئا .

من أنتم ؟ لماذا فعلتم هكذا بي ؟ أتودون قتلي كما فعلتم مع ذلك الرجل ، لقد شاهدت كل شيء ، سترون ماذا سأفعل بكم ، هيا أخرجوني من هنا إلى أين تأخدونني . صرخت وأنا أردد هذه الكلمات وأحرك يداي لأحاول فكّهُما ، أما الرجلان اللذان بِجانبي فلم ينطِقوا بأي كلمة فقط يلتزمون الصمت

أنا : اللعنة عليكم إلى أين نحن ذاهبون الآن أخرجوني من هاته السيارة اللعينة ، ولماذا تمنعونني من الرُؤية هههه لكي لا أراكم فِعلا يالكم من حمقى مازلت أتذكر ملامحكم بِكل تفاصيلها ستندمون عندما أخرج من هنا ستُلاقون حذفكم في السجن أعذكم بذلك .

لم أصمت عن الصراخ والتحرك بشراسة حتى أحسست بشئ يوضع على أنفي من تٓم لم أعد أحس بأي شيء.
أحد الرجال : أوه لقد ارتحنا قليلا من صوتها المُزعج ، أصلا لم يتبقى سِوى القليل لكي نصِل ، عِندها سترى ما لا يمكنها تخيُله وسنتخلص منها ومن ازعاجها آن ذاك .

الرجل الثاني : أجل فسيدي عندما يعلم بأنها كادت أن تكشف أمرنا لن يتردد ولو لتانية بِقتلها ، لأنها كادت أن تُخرّب كل ما بنيناه منذ سنين طويلة .

بعد ساعة تقريبا أحسست بشيء يجرني نحوه ، عِندها علمت أنن السيارة توقفت، كشف أحد الرجال عن العٓصابة التي كانت تٓحجُب الرؤية عني ، ودفعني بكل قوته لكي أسقط أمام قصر كبير جدا كل ما أستطيع القول عنه أنه جنة فوق الأرض .

بعدها ادخلوني إلى ذلك القصر الضخم وقبل أن يُكملوا بي الطريق أعادو إغلاق عيناي وأتمموا السير بي إلى أن أجلسوني على رُكبتاي في مكان ما وقلبي يكاد يتوقف من شدة خوفي ، وأقول مع نفسي : ما اللذي سيفعلونه بي ؟ هل سيقتلونني فِعلا؟ لا لا أريد الموت الآن فأنا ما زلت شابة في مُقتبل العمر ولم أذق حلاوة الدنيا بعد ، لا يُمكن لا .

بعد صمت دام عدة دقائق ، سمعت صوت الباب يُفتح ،ثم يُغلَق مُجددا ، ورائحة عِطر رائعة تفوح في الأرجاء ، "يالي من غبية ، أنا الآن بين الحياة والموت لا أعرف ماذا سيحدُت لي وأتكلم عن العطر و روعته فِعلا أنا غبية جِدا ".
وإذا بصوت ارتِطام الحذاء بالأرض يقترب مني شيئا فشيئا ، لا أوصِف لكم شُعوري عِندها ، كنت مُتصمِرة في مكاني دون حراك كسجين ينتظر صدار حُكمِه، وأنا أخفظ رأسي إلى من شدة خوفي .

توقف ذلك الصوت أمامي مباشرة ، وبعدها أحسست بشخص ينزع عني العٓصابة من فوق عيناي، رفعت رأسي كي أرى مٓن الواقف أمامي ، فإذا بي أجد شاب في ريعان شبابه رُبما هو بالرابعة والعشرون من عُمره ، طويل القامة نوعا ما ، يمتلك عينان بُنيتان تسحر كل من رآها ، لديه شعر أسود كثيف ولحية خفيفة ، وبِنية جِسمانية رياضية بامتياز. كان يرتدي بِزة رسمية سوداء ، وعيناه تُحذقان بي بكل غضب ، أحسست أنه سيقتلني بعينيه التي تنفُثُ نيران الغضب والغيظ .

تقدّم نحوي أكثر وقال: ألا تعلمين أين ألقيتي نفسك يا فتاة .
أجبته بكل بلاهة : أين
رد علي قائلا: الجحيم ، الجحيم يا صغيرة ،وبدأ باصدار ضحكة سُخرية وأنا فقط أكتفي بإحناء رأسي ومُحاولة فكّ يدي من تِلك الحبال التي كانت تكاد أن تعصر يدي .

أصدرت صوت تأوُّه ، فابتسم وقال لي : أوه هل تتألمين يا صغيرة ، ها لم تري شيئا بعد ، سؤذيقُك العذاب الأليم .

عندها ارتفع مُستوى الخوف عِندي، وفجأة أحسست به يشُد شعري إلى الأعلى حيت تلاقت أوجُهنا ببعض وهو يقول : اذن كنت تريدين أن تُبلِغ عني الشرطة ها كنت تتجسسين على رِجالي ، بسببك كُنتُ سأخسر كل شيء لكن ها أنت الآن بين يدي سأريك أقصى درجات الألم ، سأجعلك تندمين على تفكيرك بالابلاغ عني والتجسس علي ، ألا تعلمين من أكون أيتهى الحقيرة

أجبته بكل حِدة مُصطنعة : لا و من تكون أصلا ، مُجرد حشرة مُجرمة لا تُساوي شيئا
في تلك اللحظة لم أشعر حتى تلقيت صفة قوية أفقدتني توازني فسقطت على الأرض وأنا أبكي فرد قائلا: أنا زين يا قذرة سيدك زين مالك سأريك جيدا من الحشرة مِنا ، سأريك ما معنى أن ترفعي صوتك على سيِدك ، سأُذيقك العذاب حتى تعتذري مني سترين
أشار لأحد الرجال باصبعه فتقدم نحوي وفٓكّٓ فقط رِباط ارجلي أما يداي فقط تركهما مُقيدتان خلف ظهري ، وسحبني بقوة من شعري واتجه نحو الباب ، وأخرجني مُتّجها بي إلى مكان ما وأنا لا أكاد أُحس برأسي من شدة الألم ...

جسد في العرَاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن