كانت تراه وقتا مناسباً جداً لتتقلص من بينهم و تغادر في صمت ..
يزعجها الضوء ..
و هم براقين اكتر من اللازم !
فتنتها الشرفة الواسعة الملحقة بالبهو الفاخر الذي يجتمعون فيه ..
تطل على نهر مظلم الا من بعض المراكب الصغيرة اللائي يزيننه بأضواء بسيطة خلابة تبعث مرحأً بقلبها الساكن ..
خلعت حذائها ذو الكعب العالي
لطالما مقتته كما تمقت هؤلاء القوم بأضوائهم المزيفة ..
شعرت ببروده الليل تسري بداخلها و كأن رياحه قد قررت ان تضمها لتهون عليها ..
اغمضت عينيها و ابتسمت ..
زاورتها كل الافكار التي كانت تتجاهلها تارة واحدة ..
اصبح رأسها فى فوضى .. مزدحماً و تلك الافكار لا تتوقف ...
بحركة تلقائية اخذتها الاجواء لترتفع اعلى سور الشرفة ..
لتفضي بجميع تلك الافكار لذلك النهر و تلك السماء و كأن الليل بنهره و رياحه قد صار مملكتها الخاصة ..
تنفست الصعداء ..
و عادت ابتسامتها مرة اخرى ..
رفعت ذراعيها لتحتضن ذلك جميعاً ..
-أتنوين ان تتخلى عن روحك؟!
ذلك الصوت كان له...
لم تلتفت ...
-لا .. انوي ان استعيدني مرة اخرى ..
ابتسم : و هل فُقدتِ؟؟!
- لقد فقدت نفسي بمكان ما و انا انتظر ..
-سينعتونك بالمجنونة ..
- لقد احببتك .. لذا اعتقد اني كذلك ..
-اشتاق لكِ !
ابتلعت تلك الكلمات بداخلها ..
تركت دموعها تزيد النهر حزناً ...
عادت الى الارض ..
و الى حذائها ..
ضمت قلادتها اليها بقوة ..
و عادت اليهم ...
لا يزالون كما تركتهم.
يثيرون اشمئزازها بضحكاتهم السخيفة ..
و هي لا تزال كما تركها ..
مجنونة بالكامل
أنت تقرأ
"قصاصات قابلة للحرق"~
Randomمجموعة من المقتطفات و الخواطر الخاصة .. ربما تحكى مشاعرا تجتاحك الان ! ربما تعكس ما يجول بخاطرك ... ربما وجدت فيها ما يعبر عنك .. ربما كلمه او حرف ما ها هنا تجده يلمس ذلك الذي بأعماقك و ترفض أن تلفظه ... أو ربما تجدها لا تمت لواقعنا بصلة...