- اذا ماذا ! ستنهى حياتك ؟؟
ترددت قليلا و قد بدأت قدماي تهاب حافة سطح هذا المبنى.
- نعم .. ربما .. لا اعلم و لكننى سئمت هذا العالم.
نظرت الى مطولاً قبل أن تجلس القرفصاء.
-يبدو أن ذلك الأمر سيستنفذ الكثير من الوقت ، إن كنت ستنهى حياتك افعلها الان.
لم يكن ردا أتوقعه .. الن تمنعنى !!
- الن تسأليننى حتى عن سبب رغبتى فى الموت
-بالطبع لديك اسبابك ، انا اتفهمها رغم تفاهتها
- أنتِ بالكاد رأيتينى اليوم للمرة الأولى ، فكيف عرفتِ!!
- فقط اعرف .. سبق لى و أن كنت هنا من قبل .. ذلك الشعور من اليأس من الحياة فقد سئمت منك كما سئمت منها تماما ، لا شئ يسرى كما تتمنى ..اتفقت احلامك جميعاً أن تركلك خارجها ... فصرت معدم حتى و إن امتلكت كل شئ .. و اصبحت لا تجد ضراً من الانسحاب من الحياة اجمع.
لحسن حظي أنها لم تكن تنظر الى و الا لكانت عرفت اننى لم ارفع ناظرى عنها .. كانت توجه عينيها تماما نحو فراغ لا أراه .. و لكنه بدى مشابهاً لفراغى ...
- اذا ماذا منعك ؟
ارتفعت عن الأرض و استقام جذعها .. تمددت يديها من حولها و كأنها استيقظت لتوها .. بصوت مشرق اكثر قالت
- وقتها ، تذكرت اننى يجب أن احارب تلك الحياة و أن أعود لأحلامى مرة أخرى .. و اننى لا يجب أن أموت .. ليس اليوم على الأقل .. فلا تزال هناك قطة بالبيت تنتظرنى ..
عادت ادراجها و اختفت من حيث أتت .. أما أنا فقد عدلت عن فكرة إنهاء حياتى .. على الرغم اننى لم املك قطاً يوماً و لكننى ربما املك املا ما لأتشبث بها ...
ربما غدا يكون افضل ...
وجهت نظرى الى حيث غادرت .. و ابتسمت ...
ان رأيتها مرة أخرى ..
سأخبرها اننى شاكر لها ..
و انها شُجاعة ...
و اننى سأتشجع انا الاخر ..
ركلت السور القصير بقدمى و غادرت ذلك المكان بلا عودة ...
فلنبحث عن قط ما ..
أنت تقرأ
"قصاصات قابلة للحرق"~
Randomمجموعة من المقتطفات و الخواطر الخاصة .. ربما تحكى مشاعرا تجتاحك الان ! ربما تعكس ما يجول بخاطرك ... ربما وجدت فيها ما يعبر عنك .. ربما كلمه او حرف ما ها هنا تجده يلمس ذلك الذي بأعماقك و ترفض أن تلفظه ... أو ربما تجدها لا تمت لواقعنا بصلة...