الحلقه (3).."هو ليّ 2"

13.9K 481 9
                                    

"هو ليّ2"..الحلقه (3) ، بين مدّ وجزر .
---------
إلتفوا معًا حول مائدة الطعـام الكبيرة ، تبادلوا الأحاديث المُمتعة وسط قهقهـات الجميع التي غمـرت ڤيلا النجدي بسعـادة معهودة وكذلك يعلو صوت صخب الأطفال أثناء لعبهم ، توجه سليــم ببصره ناحية زيـاد الجالس قبالته ثم تابع بنبرة لائمة :
- ايه يا عم زيـاد ، إنت محتاج عزومة مني علشـان تيجي تشوف أهلك وناسـك !

إِفتر ثغر زياد عن إبتسامة حانية أعقبها بعبارة تنفي ما قاله سليم لتوة :
- أبدًا والله ، الشغل واخدني ، دا غير إن أمي جاية تعيش معانا فـ بنجهز لهـا أودتها .

السيدة خديجه بتدخل : فرحتني يابني بالخبر دا ، وأهو تبقي جنبك طول الوقت ، وقلقك عليها يخف .. ربنا يبارك لكم في بعض ويفرح قلبك يا زياد علي قد ما بتفرح آلاء .
آلاء وهي ترمقها بعينين لامعتين ينبعث منهمـا الحُب :
- ويبارك لنا فيكِ يا ماما خديجه .

في تلك اللحظه هــرولت نيروز ناحية والدها تجذبه من تلابيبه كي تلفت إنتباهه لهـا ومن ثم هتفت بنبرة طفولية :
- بـابي ، سيــم !
إلتفت بكامل جسده ناحيتها ، وقد أشرقت إبتسامة علي مُحياهُ حين قـام بإلتقاط قبضتها ثم قبل باطن يدها قائلًا :
- عيـونهُ !
ضحكت نيروز بسعادة وبعدها لاحت بقبضتها الأُخري وهي تمسك بقطعة كبيرة من الشيكولاته المُغلفـه فيما تابع رامـــي بفخــر :
- انا اللي جبت لنيـرو الشيكولاته دي ، علشـان انا راجل البيت الصغير وبخلي بالي منهـا .

قهقه عالية صدرت من افواه الجميع لخفة ظله ورجاحة عقله الطفولي كذلك ، فيمـا تابعت نــوراي بمرح :
- أتفضلي يا روفا ، إبنك عينـهُ من البنت ! .

وسط تبادل الأحاديث بينهم هتفت نسمة عاليًا وقد قطبت ما بين حاجبيها بشكِ :
- عاصم صحي ! ، هـروح أشوفه .
سليم بإستغراب : تعالي كملي أكلك ، أنهــار موجودة معـاه .
نسمه وهي تهرول ناحية الدرج بنبرة مُتعجلة وحاسمة :
- لأ انا عاوزه أكون جنبه .
ماجد بضحك متوجهًا بحديثه إلي سليــم:
- ابنك جننهــا .

تركت السيدة خديجه ملعقتهـا علي الفـــور ، عَبرت قسمـات وجهها في هذه اللحظه عن أسفها لرؤية صغيرتها تتآكل وجعًا وتسعي لإحياء ماضيها بكُل جوارحهــا...

نظرت روفيدا إلي والدتها لتجدها علي هذه الحالة ، فهمت حُزن والدتها البادي علي معالمها فما كان منها إلا أن ربتت علي ظهر والدتها بحنو تُعزيها ...
----
- مســاء الجمال ، علي أبو عيون جُمـال ، امم انت نسخة طبق الأصل من سليم ، وهذا الشبل من ذاك الأســد .
قالتها نسمه وهي تُقبل وجنتي الصغير الذي ما أن إحتضنته حتي غفا بين ذراعيها من جديد ، طالعته بكُل حُب وهي تري خُصلات شعره الكثيفه الناعمة وكذلك بشرته القمحيـة وكأنها تري سليــم بنفسه وهو صغير .

رمقتهـا أنهار التي أستفاقت من غفوتها وهي تجلس بجانب الصغير ، فتحت فمها تتثاءب بكُل أريحية لتردف بنبرة هادئه :
- إنتِ هنا من أمتي يا أبلة نسمة ؟

روايه ( هو ليّ 2).. علياء شعبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن