الحلقه (10).."هو لي 2".

15.5K 584 62
                                    

الحلقه (10).."هو ليّ 2" .
-----------
صر بأسنانه بإنعدام صبر فقد نال الجزع منهُ ، فالخوف ينتشر كالسرطان في خلايا قلبه من صرامة قرارها بالانفصال ، رفع الهـاتف يستمع إلي دقات الإنتظـار ليجدها تُجيبهُ بنبرة واهنـة :
_ نعم يا زياد ! .

قالتها بألمِ جــارفٍ ونبرة لا حياه بهـا في حين تابع هو بهـدوء مُحاولًا السيطرة علي نفسهِ :
- نعم يا زيـاد ! ، يا حبيبتي .. إنتِ مش شايفه أنه كفايه عليّا لحد كدا ؟! ، أنا فاض بيّا وما حدش حاسس ولا حتي إنتِ .. هراضيكي ازاي وإنتِ أصلًا فاهمه رضايا علي أنه شفقه ، للدرجة دي مش عـارفة جوزك !!

مسحت هي قطرة إنسابت منها في غُفوة من أمرها ، بأطراف أصابعها لتقول بنبرة يتقطع لها نياط القلوب :
_ لأ .. عارفة جوزى كويس ، بس مش علشان عارفه انه بيحبني ، فـ استغل الحُب دا وأحرمه من كلمة بابا .
زيـاد بعصبية خفيفة : يا ستي مش عايزها .. لو بابا مش هتتقـال من ابن آلاء ، أنا مش عايزها .
قفـز شبح إبتسامة ليُزين مبسمهـا لتردف إينذاك بنبرة هادئه :
- يبقي خلاص ناخد خطوة جادية في موضوع الخلفه دا .
زياد بتساؤل ولهفة : أيه هي الخطوة !

لَم تُباغته بإجابة سؤاله بل صدرت صرخه منهـا ، ارتاع لها قلبهُ أثناء جلوسها إلي هذه الأريكة بغُرفة الصالون ليسقط الهاتف منها من فرط خوفهـا عندما إنقطع التيار الكهربي وغابت الأضواء عن المكـان ، أخذ يهتف بهـا بقلقِ جمّ :
_ آلاء ؟! ، إنتِ يا بنتي ! ، بتصوتي ليه !.
لم يأتيه إجابتهـا أيضًا ليقوم بغلق الهاتف مُقررًا الذهـاب إليها ...

هرولت روفيدا خارج المطبخ وقد أشعلت شمعة لتضيء المكان فيمـا تابعت نوراي التي كانت تحتضن صغيرهـا الذي نام بعد أن تشبع بالغذاء :
_ هو مافيش غير الشمعه دي يا روفيدا ؟! ، الجو عتمه جدًا .
أنهار بتوترِ : انا قلبي إتوغوش كدهون ، بقولكم أيه ! ، إنتوا إتصلوا بـ أجوازتكم ، ييجوا يشوفوا لنا حل في النور دا ، بدل ما هم خدوا بعضهم وراحوا يقعدوا علي القهوة كدا .

نسمه وهي تنظُر لها بإستنكـار : الموضوع مش مستاهل ، شوية والنور هيرجع .. أجمدوا شوية .
قـامت نوراي بوضع الصغير  بجانب شقيقته النائمـة ومن ثم ذأبت بخطواتها ناحيه نسمه ثم جلست إلي جانبها تُردد بثبات مُصطنع :
_ بالظبط ، شوية وهيرجع بلاش نعمل حوار .

إنضمت روفيدا إليهما لتجلس إلي الجانب الأخر من مكان نسمه فيما تابعت أنهـار التي جلست إلي جانب روفيدا وقد إنكمشت علي نفسها خِيفة :
- هو البيت دا مهجور من قد أيه ؟!
روفيدا بتلعثم : بنيجي هنا كُل سنه ، مش فترة كبيرة يعني بس ليه ؟! .

قاطعهن صـوت إرتطام قوي قـادم من إحدي الغُرف وأصوات نوافذ تُفتح وتُغلق تباعًا وهنـا صرخت نوراي بهلع :
- يا مامي ، أيه الصوت دا يا بنـات ؟!

أنهــار وهي تتعلق بعُنق روفيدا : يامــا .. أكيد في حد عاوز ينتقم منا !
زفــرت نسمه زفرة خفيفة ، لتتجول بنظرها بينهن في استنكار قائلة :
- شوية هـوي جامدين ، قفلوا الشبابيك .. أيه الفيـزيا في كـ.... ، عـاااااااااا .

روايه ( هو ليّ 2).. علياء شعبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن