الحلقه (23).."هو ليّ2" ، بين مدّ وجزر .
--------
ضيقت نرجس عينيها شكًا ، وراحت تفتعل الإبتســام وهي تُردد بتوجس بعد أن تركت القلادة تعود إلي صدر نيروز بناءً علي رغبتها :
_ سيــم ؟! .. يعني يقرب لك؟ ، تعرفيه .جدحتها نيروز بنظرة مُطولة فيمـا تأففت نرجس من نظراتها تلك وظنت بأنها لا تفهمهــا وما هي إلا ثوان حتي سمعت نيروز تُتابع وهي تُشير بإصبعها السبابة الصغير إلي الصورة مُجددًا :
_ بابي سيـم وأوشين مامي ، اروح عندهم .حملقت نرجس بها في صدمـــة تستوعب الحروف التي نطقتها ، لا تعلم كيف استطاعت فتاة في مثل حالتها المُستعصية أن تتكلم هكذا بوضوح ، ولكن أطفـال الداون في كُل موقف تجدهم يكتسبوا خبرته ويتعاملون معه بذكاء شــديد ، فكُل موقف أو أزمة تُقربهم درجة من الطفل العادي .. إضطربت نبضات قلبهـا وهي تنظُر لهذه الصغيرة وبنبرة مصدونة تابعت :
_ سليم متجوز البنت اللي معاه هناك؟ ، وكمان عندهم بنت؟! ، أمال ليه قال أُخته؟ وبيعمل أيه في الحي عندنا والأهم جاي منين وسبب العداوة بينه وبين عــزيز ؟ .. يا تري إنت مين يا سليــم !!!!انتبهت علي صوت نيـــروز وهي تمتعض بضيق ماطة شفتيهـا وتقول بنبرة خافتة :
_ اروح بِيبِي .
نرجس بهدوء : تعالي أوديكي يـ .. ، أمال إنتِ اسمك أيه صحيح ؟!
نهضت نرجس من مكانها لتمـد ذراعها إلي نيروز التي تشبثت به ناهضة فيمـا تابعت الأُخري تقول اسمها وهي تنظر أمامها :
_ نيرو .
-------
إحتضنتها بألم تلوم نفسها كونها محور الكارثة ، ربتت علي ظهر نـــوراي يبكيا سويًا ، نحيبًا متواصلًا لتقول أنهـار بشهقات مُتقطعة :
_ يارتني مـا كُنت خرجت ، يارتني .. انا أسفة يا نوراي .. والله العظيم أسفــه .نـوراي وقد صعد صوتها عاليًا تقول بنبرة مكسورة يتقطع لها نياط القلب :
_ قوليلي إنها ما راحتش مني ، وإني بكرا هشوفها بتجري عليّا وهاخدهــا في حُضني ؟!.. طمنيني يا أنهار انا خايفة ؟!
أنهار وهي تبتلع غصة في حلقهـا : ربنا قــادر علي كُل شيء ياحبيبتي .. يـــارب .' علي الجانب الاخر ، خارج الغرفة '
_ اتصل يا رمضان علي ماجد تاني ؟ ، انا مش مطمن لـ تصرفات سليم وهو في الحالة دي ؟أردف زياد بتلك الكلمات وهو يبعد هاتفة قليلًا فيمـا تابع رمضان بضيقِ : ميدش (مردش) عليا .
أعــاد زياد الهاتف إلي أُذنه مرة أُخري وبنبرة مُنفعلة تابع :
_ وهو إزاي يُدخل القصر مش فاهم ، وانتوا تتكلموا معاه ليه؟ .. اوعي يكون عرف أي معلومات عن سليم ؟!
آلاء بنفي ونبرة مُضطربة : انا كُنت بنيم عـــــــــاصم ونزلت علي صوت روفيدا العالي وهي بتطرده برا القصـر .
زياد بإستفهــام : يعني مشي ؟!
آلاء بنفي : لأ .. انا مش عارفة هو عاوز أيه ؟ وهي مش مدياله فُرصة يقول .زياد بتنهيدة حارة : طيب أنا جاي حالًا وهسيب رمضان مع أنهار ونوراي .
--------
أغلقت الهاتف معه ومن ثم إلتفتت إليهم لتجده يردف بنبرة جادية ثابتة :
_ هــروب سليم بــاشا مش هو الحـل ؟
أنت تقرأ
روايه ( هو ليّ 2).. علياء شعبان
Actionمقدمـــة الجزء الثاني : كُممت الأفواه وسالت الـدماء هـدرًا ، ليتحول الحلم إلي كابوس هو عنه أغني ،صــارع ليفيق قبل أن ينسي مسعـاهُ وتجرفه الرياح نحـو ما هو مُعاكس لمبادئهِ ، صراع الحُب والحـرب وجبروت إمراءه ضلت طريقها نحو الثبــات وأرغمها قلبها أن تس...