الحلقه (9).." هو ليّ 2" ، بين مــدّ وجزر .
---------
يُقال بأنه " ومن الحُب ما قتل " ، بل ومن الحُب من إتقدت نيران الغيرة داخلهُ ليبخهـا للخـارج فتأكل الأرض ومن عليها حتي تصير رمادًا دون أن يرف لهُ جفن ، ومن الحُب مـا أرهب صاحبه خيفة من أن تُصبح وردته في بُستـان آخر فيغمرها رعاية وبدورهـا تفوح بعطرها إليــه .. ولا ننسي أيضًا ومن الحُب ، بلي ومن الحُب الكاذب ما يجعل تلك البائسة تنظُر لهم جميعًا وكأنهم أشباه رجــال ، لم تجد أبدًا من يرحم الأُنثي داخلها ...
ـــــــــــ
نحت بصرهـا إليهمـا وقد إنكمشت خلجات وجهها في استعجاب ، أمسكت بقارورة المياه بين أصابعها تُتابع الموقف بنظرات تساؤلية وهي تجد عـــادل الذي يتصبب العرق منه وقد استحال لون وجهه للصُفرة الفاقعة حينمـا التفت إلي مصـدر الصوت قائلًا بنبرة وجلة :- إنت ؟!
أومـأ عاصم برأسة أعلي وأسفل بثبات وقد ابتسم لهُ إبتسامة ذات مغزي ومازال رافعًا ذراعه إلي كتف الآخر في حين تابع عاصم بنبرة جامدة :
- اه أنا ! ، بس هو إنت تعرفني ؟!ابتلع عادل ريقه بصعوبة وأخذ يهزّ رأسه سلبًا عدة هزات متوالية ليهتف بقلقِ جليّ :
- لااااأ .. يمكن شبهتك بحد انا أعرفه .
ربت عاصم علي كتفه ببرود شديد ، ومن ثم أبعـد ذراعه عنه واتجه ببصره إليها ليجدها تردف بهدوء :
- علي فكرة دا أستاذ عادل .. صحفي معـروف ، وبيجمع بينه وبين سليم شغل ! ، ودا يبقي عاصم جوزي يا أستاذ عادل !أنهت كلامها وقد اتشحت ملامحها بهيبة مُخزنة لتنهض علي الفـــور وقد إقتربت بإتجاه عادل لتمد يدها إليه قائلة :
- نستأذنك بقي علشان عندنا شُغل .نحا عادل ببصره إلي يدها الممدودة ناحيته ، رفع وجهه يرمق عاصم بقلق ليجده ينظُر إلي كف زوجته بنظرات يتطاير منها الشرر ، وهنا تابع عادل بإضطراب دون أن يمد يده إليها :
- علي العموم ألــف مبروك يا مدام نسمه ، بعد أذنكم .عقدت نسمه ما بين حاجبيها في تلك اللحظه لتلتفت إليه بنظرات شك فيما ظهرت علي وجهه إبتسامة أثارت الغيظ داخلها لتقول بضجر :
_دي مش أول مُقابلة بينكم ، صح ولا أنا غلطانه؟!
إقترب عاصم منها علي مهل ومن ثم الف ذراعه حول كتفيها وقد رمقها بنظرات ثاقبة ليقول بنبرة ثابتة :
- وإنتِ من أمتي بتقولي حاجه غلط ؟!
رفعت كتفيها أعلي قليلًا ثم أنزلتهما في إمتعاض من لمسته لهـا وأريحية حديثه معها ، فهي تعلم تمام العلم أن وراء توتر هذا الـ.. عادل ، تهديد بيّن أو... ، هي لا تعلم بدقة الأمر لكن أيقنت أن عاصم القديم قد عـاد بأفعاله لينتقم لغيرته ومن الواضح جدًا بأنه يراقبها مُنذ أمد بعيد ...
أنـزل عاصم ذراعه عن كتفيها حتي استقر علي خصرها ومن ثم ضغط عليه ليقربها منه أكثر وبنبرة باردة تابع :
- في أيه يا نوسه دا إنتِ مراتي مش واخدك تخليص حق ؟! ، أمشي كدا زيّ الشاطره وبلاش أقلب علي الوش التاني مــاذا وإلا ...
أنت تقرأ
روايه ( هو ليّ 2).. علياء شعبان
Azioneمقدمـــة الجزء الثاني : كُممت الأفواه وسالت الـدماء هـدرًا ، ليتحول الحلم إلي كابوس هو عنه أغني ،صــارع ليفيق قبل أن ينسي مسعـاهُ وتجرفه الرياح نحـو ما هو مُعاكس لمبادئهِ ، صراع الحُب والحـرب وجبروت إمراءه ضلت طريقها نحو الثبــات وأرغمها قلبها أن تس...