الحلقه (20).."هو ليّ2"

14.5K 534 25
                                    

الحلقه (20).."هو ليّ 2" ، بين مـدّ وجزر .
---------
" لكُل شيء ذكاه ، وذكاة القلب حُزنه " ، الحُزن يموج بيننـا وكُل منا يتعامل معه حسب مفهومه عنهُ ، تختلف ذواتنا من شخص لآخر وربما تختلف ذات نفس الشخص ، تناهيــد ينتفض لها القلب ألمًا ومشاعر تلفظ أنفاسهـا الأخيرة ، فمن سيترك الحُزن يقتل مشاعره ومن سيعافــر باحثًا عن قشة الأمل ...
------
صعـد علي متن هذا الدرج الحديدي ذا الإرتفاع المُتوسط ، جلس إلي أخر درجة به ، أخذ يجوب ببصره علي كُل زاوية بالحائط في شـرود فيمـا هتفت هي بنبرة متسائله :
_ سليم إنت كويس ؟

انتبه لسؤالهـا المُترقب لينزل بعينية حيث تقف هي في الأسفل ، أومأ برأسه في ثبات فيمـا ناولته العلبة البلاستيكية (البويه) ، إلتقط منها العلبة بإبتسامة حنونة لـ تقرب هي الدرج الخاص بها حتي تلاصق بالاخر ومن ثم صعدته لتجلس كما فعل هو ،،،

أمسك سليــم الفرشاه بين يده وبدأ يجلي الحائط بهمة فاتـرة في تلك اللحظه رمقتــهُ نوراي بشك لتقول بعد تنهيدة مُطولة قد أثقلت صدرها :
_ سليم بجد إنت مش طبيعي النهاردا ؟!

باغتته بسؤال أخر لم يكُن يتوقعه منها أو بالأحري لم يكُن يرغبه أبدًا لتقول بتساؤل فضولي :
_ سليم إنت صورت المخزن بتاع عزيز إزاي !!!

شــرد سليم لوهلة وقد تجهمت معالم وجهه في برود صقيعي ، تنحنح قليلًا بعد ان عاد بعقله لهـا ليلطخ أنفها بالفرشاه قائلًا :

_ وإنتِ مالك إنتِ يا ست أوشين؟ ، وبعدين تعالي هنا إنتِ لسه مـا أخدتيش عقابك من إمبارح ، مُنشكحة أوي ياختي وهم بيطلبوا إيدك من جوزك .

أطلقت نوراي قهقة عالية ، قد أنساهُ الحُزن والمصائب مدي روعتهـا وبهجة قلبه عند سماعها ، طفلة صغيرة تضحك ملء شدقيهــا وأجمل ما يعشقة منها عندمـا يُداعب راحتيهـا وأسفل إبطها فتدخل في نوبة ضحك هستيرية ، هبط للأسفل ..رمقها بنظرة عابثة يُخالطها التهديد ليمسك بذراعها حتي هبطت للأسفل لتتوالي عليها هجماته بإستخدام سلاح الدغدغة ، سقطـا أرضًا لتبدأ نوراي في صُراخها الطفولي قائله :
_ لأ لأ لأ ، بغير .. بغير يا سليــم .
سليم بظفر وهو يبعد خُصلات شعرها عن وجهها :
_ أسمع ، انا أسفة ؟!
نوراي بقهقة أسعدته : أسفــه ، خلاص بقي .

أبعد قبضتيه عنها ، إعتدلت جالسة وقد تشعثت خُصلاتها لتصبح غير مُرتبة ، قطبت ما بين حاجبيها لتقول بنبرة مُغتاظة :
_ بُكرا ألاقي لك ، نقطة ضعف يا سليــم ، ماشي!!
مــدّ سليم ذراعيه إليها ، حاصر وجهها بين كفيه ومن ثم قربه منه ليردف بحُبه المعهود لهــا :
_ إنتِ نقطة ضعفي .
توردت وِجنتها وهي تنظُر صوب عينيه لتري صورتها بهمـا فيمـا تحول هو متابعًا بنبرة جامدة لم تتوقعها :
_ ولو شوفتك بتضحكي لـ راجل غيري أو بتكلمي راجل غيري ، هقتلكم إنتوا الإتنين ولمـّا أجي أدفنكم هبقي أحط حيطة سد ما بينكم علشان أنا بغير .

روايه ( هو ليّ 2).. علياء شعبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن