الحلقه (22).."هو ليّ2"

13.2K 520 21
                                    

الحلقه (22).."هو ليّ 2" ، بين مـدّ وجزر .
-----------
إنقلع قلبها من بين أضلعها او بالأحري أوشك علي ذلك ، استحال لون وجهها للصُفرة الفاقعة وهي تجوب ببصرها داخل كُل زاوية في المرحاض ولا تجدها .. اصطحبتها إليه عندما طلبت نيروز منها ذلك وعندما رغبت أنهار ان تبقي إلي جانبها مطت نيروز شفتيها اعتراضًا لتترجل أنهار للخـارج ،،،

مشت قليلًا وهي عاقدة ذراعيها أمام صدرها ، تنظُر لهمـا بحُب أثناء لعب الكرة وبعد مرور دقائق ليست بالكثير عادت تتفقد نيروز من جديد مـا إن كانت بحاجه إلي مساعده منها ، ولكنها لم تجدها بالداخل ...

أخذت أنهار تصرخ هلعــًا تلتفت حول نفسها كالمجنونة لتهتف بحارسة المرحاض قائله بنبرة هادرة :
_ كان في بنت صغيرة في التواليت من دقايق بس ، ما شوفتيهاش بالله ؟!

أومأت السيدة برأسها سلبًا وأخذت تضرب كفًا بالآخر وكأنها تُشاركها حالتها بينمـا ترجلت للخارج من جديد لتجدهُ يقترب منها بلهفة :
_ لقيتيها ؟
أنهـار بشهقات مُتقطعة : نيــروز راحت مني يا أوس ، انا لسه مدخلاها بإيدي التواليت من اربع دقايق بس .

أوس محاولًا تهدئتها : يبقي أكيد ما بعدتش عن المكان ، تلاقيها خرجت ومشيت في أي حته .. أمشي ندور عليها ؟
هزّت أنهار عدة إيماءات جنونية وأخذت تهرول معه مُنتشرين في أرجاء النادي ، وكان أوس مُمسكًا بكف الصغير الذي ظل يبكي مُناديًا باسمهــا ...

مــرّت ساعة كاملة لم يجد بها أي جديد ، هوت أنهار علي رُكبتيها أرضًا واضعه وجهها بين كفيها وتقول بمرارة فجّة :
_ يارب ألاقيها .. ياااارب .. نيروز مش عايشة مع العالم دا غير بسجيتها ، ملهاش ذنب في كُل اللي بيحصل .
أوس وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة : مافيش أثر ليها .. إزاي طفله في أربع دقايق هتمشي في النادي وتختفي فجأه كدا .. نيروز ما ضاعتش ، نيروز إتخطفت .
رفعت بصرها إليه ترمقـهُ بذهول ، خُطفت؟ ، من سيُعادي ملاكًا لا يُدرك عن الحياة سوي الحُب؟!! ، أخذت أوصالها ترتعش بشـدة لتقول بنبرة مهزوزة :
_ لا بالله عليك يا أوس ، بلاش تقول اتخطفت .. هون عليّا انا مش قادرة اتنفس .

دار رامي بعينيه في المكان ومن ثم أخذ يهدر بصراخِ عاليًا يشوبه البُكـاء :
_ نيــــروووووووو .
--------
( في الولايات المتحدة بـ أمريكا ) ،،،

إختبئا خلف أحد التماثيل المنحوته لإحياء ذكري أحدهم ، إنتهي المؤتمر بعد ساعتين متواليتين ، دقق عاصم النظــر في ذاك الرجل الذي يقف معه أمجد العزالي يتبادلا بعض الأحاديث علي جنب .. إلتفت عاصم ناحية زوجته التي تختبيء خلفه وبنبرة آمرة تابع :

_ بتعملي أيه يا حجة ؟! ، إحنا جايين نسرق ، إنجزي صوري الراجل اللي واقف معاه دا .

أومأت نسمه برأسها في تفهم ، أمسكت الكاميرا وبدأت تلتقط لهما عدة صور لا تعلم ما أهمية هذه الصور حتي الآن ، ومـا هي الا لحظات حتي دلف أمجد العزالي داخل سيارة هذا الرجل بعـد ان طلب من حراسته آلا يتبعوه ، قطب عاصم مــا بين حاجبيه في استغـراب ، ألهذة الدرجة خصوصية المسألة؟!!.ولكن من هذا فهو ليس من ضمن طاقم الوزراء المُفترض انه آت لزيارتهم .

روايه ( هو ليّ 2).. علياء شعبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن