الحلقة الثالثة

2.3K 86 15
                                    

وصلت سيارة السيدة ساكشي للقصر...الأمر الذي جعل الكل يسارع  من أجل إستقبالها...خرجت سنايا وهي ممسكة بيدها...و بقيت مندهشة و يكاد لعابها ينزل من شدة جمال هاذا القصر...بقيت تنظار كل هذه الأشياء بإستغراب...حتى وقعت عينيها على الحديقة الواسعة الخضراء...والتي لا تضاهي تلك الحديقة التي كانت في الملجأ...قطع شرودها صوت والدتها و هي تقول لها بحنان و حب:"ما رئيكي في هذا القصر...لقد أصبح منزلك منذ الآن...هل أحببته..."

سنايا بسعادة طفولية:"أحقا أصبح هذا منزلي...لقد أحببته كثيرا...ثم وضعت يدها في فمها لتردف قائلة:"ولاكن بخلاف أنني اتمنى لو كانت هناك أرجوحة..."

ساكشي وهي تحملها وتقبلها قائلة:"طلباتك أوامر حبيبتي...سآمرهم فورا بتركيب أرجوحة لأجل خاطرك...أما الآن فسأعرفك على والدك و شقيقك..."

سنايا وهي تصفق بيديها:"هل حقا لدي أب و أخ مثل جميع الأطفال في هذا العالم..."

ساكشي بضحك:"بالطبع يا إلين...فأنتي تملكين عائلة و لا تقلين عن أي أحد..."

لم تحبذ سنايا إسمها الجديد و لاكن لم تكن تملك خيارا سوى القبول به من الآن وصاعدا...ولاكن بينها و بين نفسها سيضل إسمها كما هو...صحيح أنها الآن حزينة بعض الشيء لأن بارون ليس بجانبها...ولاكنها لن تستطيع نسيانه فهو محفور بداخلها...كما الحال معه...

أما جريما فهي كانت قد وصلت لقصرها مع بارون...والذي كان شارد الذهن و لم ينتبه للطريق...فهو كان يفكر بصغيرته الذي حملها بين ذراعيه أول شخص...والذي إهتم بها كما يهتم بنفسه...ولاكنها إبتعدت عنه...ولن يستطيع التمتع بالنظر لعينيها الأسرة بعد الآن....

أفاق من شروده على صوت محرك السيارة الذي ينطقأ حينها علم أنه قد وصل...نظر من النافذة ليجد أنه وصل لقصر أشبه بالذي كان يرويه لسنايا في القصص الخيالية...لقد كان القدر منصفا له بصورة كثيرة جدا...و كأنه يعوضه عن السنين الذي كان يعيشها يتيما...لقيطا...مجهول الهوية والنسب...

خرج من السيارة ليجد رجلا قوي البنية...يظهر عليه سمات الوقار و الشدة...لن ينكر أن الخوف اصابه برؤيته ولاكن سرعان ما إختفى هاذا الرعب حين إبتسم له وجذبه لأحضانه وهو يهمس له:"لا داعي للخوف مني فأنا الآن والدك و هذه السيدة والدتك...وهاذا القصر بيتك يا كنان..."

بارون بإستغراب:"ولاكن إسمي ليس كنان بل هو بارون..."

راجنات مفهما:"أنا أعلم هذا جيدا...ولاكن حينما أردت تسجيلك في السجل المدني بإسمك حاليا...لم يقبلوا...اذا اضطررت لتغييره..."

بارون متفمها:"حسنا أنا أتفهم الأمر يا أبي..."

رجنات وهو فخور بسرعة بديهته:"هذا رائع يا بطل...أظن أننا سنكون متفاهمين جدا...لأنني لطالما تمنيت أن يكون لدي إبن يحمل اسمي...ويكون وريثي...وها قد تحققت أمنيتي..."

مرت أيام تليها أيام تليها شهور تليها سنوات و أصبح لكل من بارون و سنايا أو بالأحرى الين و كنان...عائلة تعودوا عليها و أحبوها...و اصبحت تمثل لهم الحياة بأكملها...فمثلا عائلة السيد ديال ثاكور...لم يعودوا قادرين على تخيل حياتهم دون صغيرتهم إلين و التي أصبحت تمثل لهم الحياة بأكملها...و شعاع شمسهم الأبدي...حتى أشيش الذى كان يغار منها في بداية محيئها لإعتقاده أنها سرقت مكان شقيقته الراحلة...أصبح يحبها وبخاف عليها من نسمات الهواء...

كانت قرة عين أمها...ومدللة والدها...وحبيبة اخيها...كبرت تحت أنظارهم و دعمهم...كانت نعم الفتاة التي يفتخرون بها...لانها قررت ومنذ البداية ألا تجعلهم يخجلون منها...ولهذا كانت للأولى دائمآ في صفها...ومنذ الأزل كان حلمها ان تصبح طبيبة...درست هذا المجال الذي كان شغفها...وتدربت في احد مستشفيات والدها بلندن...
وهاهي تعود اليوم لتحتفل بعيد ميلادها الثالت و العشرون...بشهادة كبيرة تدل على أنها أصبحت طبيبة...وغدا سيكون أول يوم لها كمديرة في المشفى الذي يمتلكه والدها هنا في الهند...

أما بارون فذكائه و سرعة بديهته مكنته من التأقلم بسرعة فائقة...وسط عائلته الجديدة...كان الأول على الدوام في الدراسة...وهذا ما كان يفرح راجنات...والذي يتنبأ له بمستقبل زاهر...أما جريما فسعادتها كانت حينها ينام في حجرها و يناديها أمي...ولاكن الشيء الذي كان يثير ففضوله واستغرابه...وهو أنها كانت شاردة الذهن في الأفق البعيد...و دائما دموعها هي رفيتها الدائمة...كان حينما يستفسر عن سبب حزنها تخبره أنها إرتكبت ذنبا لا يغتفر...و هذا ما يجعلها غير مطمئنة...وغير سعيدة...

أما عن حياته الشخصية فهو قد درس إدارة الأعمال و أصبح من أنجح الأشخاص...وهاهو اليوم يحتفل بعيد ميلاده السادس و العشرون...وعيد ميلاد صغيرتة...والتي أصبحت إمرأة ناضجة الآن...

إذا ماذا سيحدث ليجعل إلين و كنان يتقابلون؟
وبما أن أسمائهم إختلفت كيف سيتعرفون على بعضهم البعض؟
وما سر جريما الذي جعل أحوالها تنقلب و تشعر بعذاب الضمير؟

سنلقي مجددا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن