دلها الخادم على الطريق المؤدي لغرفة الملاكمة...
لتقف أمام الغرفة بتوتر...فتحت الباب قليلا لتستمع لأفاسه اللاهثة التي تدل على المجهود الكبير الذي يبدله...إستجمعت شجاعتها وثقتها لتهم بالدخول...كانت غرفة واسعة يملأها الطلاء الأبيض على جدرانها و الأدوات المستعملة للرياضة منها...أداة الجري و رفع الأثقال...لم ينتبه إليها في بداية الأمر فهو كان مشغولا بالتنفيس عن غضبه الأعمى...إقتربت منه ببطئ و بخطوات حذرة لتقول له بصوت أشبه بالهمس:"بارون أعتذر جدا عما بدر مني من سوء هذا اليوم...خصوصا بعد أن أتى صديقي الذي لم أره منذ مدة...و قد اهملتك بعدها..."
ظن أنه يتخيل في الأول حينما إستسعر صوت أنفاسها الدافئة و لاكن تأكد من صحة تخيله وقتما تحدثت معه بصوت هادئ عكس ما بداخلها...
لم يأبه لها أو حتى ألقى بالا لإعتذارها...شعرت هي أن صوتها قد وصل اليه ولاكنه لم يلتفت إليها ولم يعقب ولو بكلمة..."لقد إرتكبت خطأ لا أنكر ذالك و يجب علي إصلاحه...و إن كان هو عنيد فأنا أعند منه بكثير..." هكذا كانت نفسها وهي تقترب منه حتى أصبحت خلفه تماما...مدت يدها المرتجفة ناحيته لتعاود محاولتها و صوتها مخنوق أثر البكاء..."أعطني فرصة لأحدثك بارون...دعني أشرح لك...وبعدها إفعل ما شئت..."
و للمرة الثانية تجاهل كلامها و أمسك بيدها و ازاحها من على كتفه بقسوة و لاكن أثر فعلته تلك سقطت سنايا أرضا و لسوء حظها كان هناك زجاج تكسر المزهرية كنت جعلها تنجرح...لتصبح متألمة:
"أي...يدي...هناك زجاجة دخلت بها...إنها تألمني بشدة..."ما إن سمع صوت سقوطها و تألمها حتى لعن نفسه آلاف و مئات المرات على سوء تصرفه معها...ما كان يجب أن يكون بمثل تلك القساوة معها...فهي تضل بالأخير صغيرته التي يعشقها ولا يتحمل أن يصيبها مكروه...أدخل يده يشعره يحاول التخفيف من عصبيته ثم إنحنى أمامها وهو يحمل علبة الإسعاف الأولية ليقول بعدها بصوت يحمل الندم:"أنا آسف لأني دفعتك و تسببت لكي بهذا الجرح و لاكنه بغير قصدي...لقد كنت غاضبا كالجحيم بسبب ذالك الفتى الذي أخذ إنتباهكي حتى ما عدتي ترين غيره..." قال جملته الأخيرة بحنق وهو يزفر بضيق...
وهنا تبينت لها الصورة إنه يغار...أجل يغار عليها...وهذا واضح و إلا لما كان قد ضخم الموضوع من أصله...ولأنها تعرفه جيدا و تعرف أنه لن يخبرنا بمشاعره بسهولة قررت إستدراجه حتى يقر أمامها و لن تكون إلى بين أحضانه في غضون دقائق...و تعترف له بحبها الواضح له...
إبتسمت بخبث وهي تناظره قائلة:"و ما الذي يضايقك بالموضوع...فسامر كان ولايزال له مكانة خاصة بقلبي ...و لقائنا اليوم كان مجرد شيء بسيط لما سيحدث بعد ذالك..."
كالثور الهائج إنتفض حينما استمع لكلامها الأخرق هذا...ما الذي تحاول فعله...هل تريده أن يدخل المصحة العقلية...منذ قليل فقط كانت تتحايل عليه لسماعها...أهذا ما اتت لقوله...حسنا اليوم سينهي هذه المهزلة و الى الأبد...فهو لا يستحمل أن تتحدث عن رجل هكذا وهي معه...
راقبت صراعه الداخلي من وقع كلامها عليه باستمتاع...وهي ترى كيف تغيرت ملامح وجهه من الطيبة و الاسف...للغضب والثورة...هي تعلم جيدا انه لن يمرر كلامها ببساطة هكذا...و سيفعل شيئا ما...و لاكن شتان بين ما توقعته و بين ما فعله الان...
بسرعة البرق وقبل التفوه بأي كلمة تحرق دمه زيادة...كان قد احتضن شفتيها بقبلة بث فيها غضبه...شوقه...حنينته...عشقه...كل شيء موجود بها...كانت عاجزة عن إستيعاب أي شيء...و كأن عقلها قد توقف ولم يعد يعمل...إبتعد عنها بعد مدة ليست طويلة...ولاكن بالنسبة إليها و كأن دهرا قد مر...بقيت تحدق به بصدمة لتسمعه يقول بصوت خشن بعد أن إسترجع أنفاسه الضائعة:" لا أريد سماع اسم ذالك الفتى على لسانك مجددا...لأنني ببساطة أحبك و أعشقك و اغار عليكي من نسائم الهواء...و الآن اتظريني ريثما أغير ملابسي لأصطحبكي لقصرك..."
كانت واقفة كالصنم في مكانها بعد إستماعها لإعترافه و قبلته تلك التي لم تشهد لها مثيل في حياتها..."يا إلاهي كم كانت لحظة ساحرة لا تنسى..." هذا ما كانت تفكر به فور إدراكها للأمر...إنها الآن تود لو تعانق السماء من شدة سعادتها وبهجتها....
خرج بارون بعد لحظات استطاع فيها أن يظبط أعصابه التالفة بسبب مجنونته الصغيرة...هو لا يزال لا يصدق ما قام به منذ لحظات...حتى أنه لم يعرف كيف و للحظة لم يستطع السيطرة على أعصابه...وكل هذا بسبب غيرتة التي تسببت بها...إقترب منها ليقول بصوت بارد:" هيا...لقد إنتهيت يمكننا الذهاب الآن..."
رفعت رأسها إليه وقبل أن يردف بأي كلمة زيادة إرتمت بين أحضانه قائلة بسعادة و أسى:" بارون آسفة مجددا...صدقني سامر لا يعني لي أي شيء...الوحيد الذي يهمني هو أنت...لأني أحبك و أعشقك... و اياك و التفكير ولو لمرة واحدة أن يكون هناك غيرك في حياتي..."
لم يستوعب كلامها في البداية إنها تحبه مثلما هو...تبدله نفس مشاعره...ألبوم هو اجمل يوم في حياتهما باكملها بدون منازع...اوصلها للقصر لتدخل عليم وهي في أوج سعادتها...
ساكشي بإندهاش:"ما الأمر حبيبتي...يبدوا عليكي الفرح اليوم على غير عادتك...أخبرينا بالسر حتى نسعد معكي..."
ألقت حقيبتها بإهمال لتوجه ناحية ساكشي و تحضنها لتقول بلهفة:" لقد وجدت اليوم صديق طفولتي بارون الذي كان معي بالميتم...و إحزروا ماذا هو نفسه كنان ابن صديقك أبي..."
إبتسم لها ديال و ساكشي رغم صدمتهم ليحتضنوها معا متمنين لها الراحة و الطمأنينة و ألا تفارقها البسمة أبدا...
عاد بارون لقصره هو الآخر و الفرحة تشع من عيونه ولاكنه مع ذالك يشعر بالقلق من شيء مجهول...
دخل لغرفته ليجد جريمة جالسة تنتظره ويبدوا من شكلها أنها متوترة أو خائفة من شيء ما...
إقترب منها بارون ليقول لها:"ما الذي حدث أمس...يبدوا عليكي التوتر و القلق..."
أجلسته بجانبها لترفع عينيها إليه قائلة بحزن:
"ما سأقوله لك اليوم هو سر حياتي...السر الذي يأرقني كل هذه السنوات...و الذي بسببه لم أشعر بطعم الحياة أو السعادة...و لأنني متأكدة أن هاذا السر يخصك و يخص تلك الفتاة التي قابلتها ذالك اليوم...إبنة السيد دايال المتبناة..."ما هو السر الذي ستخبر به بارون؟
و ما علاقة سنايا بالموضوع؟
و بارون كيف يستقبل هاذا السر؟
أنت تقرأ
سنلقي مجددا (مكتملة)
Romanceقصة رومانسية تتحدث عن طفلة حديثة الولادة تأخذها والدتها لتظعها على باب الميتم لأن هناك ظروفا اجبرتها على ذالك...وهناك يراها طفل صغير...ليدخلها و يكون هو المسؤول عنها وعن أي شيء يخصها...تصبح الطفلة في عمر الثالثة وهي لا ترى غير ذالك الطفل الذي أصبحت...