مستلقية بين أحضانه وهو يداعب شعرها كما كان يفعل حينما كانوا أطفالا صغارا...رفعت رأسها تنظر إليه لتتأكد أنها ليست في حلم...إنها تخشى الإستيقاض و تجد نفسها تحلم لا أكثر...وجد بارون أنها تنظر إليه غير مصدقة...لذا رفع يدها ليقبلها وسط ذهولها...إبتسم وهو يقول بصوت دافئ و حنون:" أعلم ما تفكرين به...ولاكن صدقيني أنتي لا تحلمين أبدا...و الدليل على ذلك انكي بين احضاني في هذه اللحظة..."
ابتسمت له وهي تعتدل بجلستها لتمسك بيده وهي تقول:" أنا حقا محظوظة لاني وجدتك...لم اكن أتخيل ولو في أحلامي ان أجدك بهذه السهولة...ثم اكملت بحزن:" لقد كنت اتمنى دائما ان اجد تلك المراة التي رمتني...أريد فقط سؤالها لما فعلت بي هاذا...لما أنجبتني منذ البداية إن كنت عبئا عليها..."
تنهد بارون بحزن وهو يرى حالتها لقد كانت سعيدة و هاهي الآن تتذكر ما يسبب لها الإكتئاب...جذبها مجددا لاحضانه وهو يحاول التخفيف عنها قائلا:" لا تضلميها...صدقيني لقد كانت مضطرة لفعل هاذا...ربما كانت هناك ضروف أجبرتها على ذالك...كنت صغيرا وقتها ولم أفهم نظراتها جيدا...ولاكن حينما كبرت إستطعت فهم مغزى نظراتها جيدا..."
"هل رئيتها حقا حينما كانت تضعني أمام باب الميتم..."...قالتها بصدمة و حزن و دموعها تنزل كالشلال
مسح دموعها التي كانت كالنار تنزل على قلبه و أحرقه ليقول لها بصوت حنون:" إهدئي لا داعي البكاء على إمرأة تركتكي ولم تحاول حتى السؤال عنكي...لا تورمي عينيك الجميلتين من أجلها إنها لا تستحق.."
بقيت تجاهد حتى تكبت دموعها وهي تستمع لكلماته...معه حق لماذا تذرف دموعا على من لا تستحق حتى شفقتها...مسحت دموعها التي بللت قميصة...
"المسكين كان يريد منها أن تكون سعيدة ولاكنها إلين الأجواء لمناحة...ولاكن ليس بعد الآن...هو يريدها سعيدة...وهي أيضا لا تريده أن يحزن بسببها..." همست لنفسها بهذا قبل أن تعيد إبتسامتها التي سرقت قلبه و خطفت عقله...
"هيا بارون ألن تخرجني لمكان ما...لقد مللت الجلوس هنا...." قالتها و هي تنهض من أمامه و تجذب يده ليقف معها مبتسما و هو على دراية أنها تفعل ذالك من أجله حتى لا تحسسه ان جل ما فعل ذهب سدى وأنها غير سعيدة...
"إذا إلا أين تريد الذهاب أميرتي...فأنا طوع أمرك في كل شيء..." قالها وهو ينحنى لها بطريقة مسرحية جعلها تقفز من السعادة...
"أممم...أريد الذهاب الملاهي...و بعدها أريد تناول غزل البنات...وبعدها لا أدري ربما أفكر في شيء و نحن على
الطريق..." قالتها وهي تعد على اصابعها كالاطفالأوامرك مطلعة سموك..." قالها وهو ممسك بيدها و متجه إلى السيارة
و بالفعل إتجه بها نحو الملاهي حيث كانت تستعيد طفولتها التي قضتها بعيدا عن بارون...لم تشعر بمثل هذه الراحة و السكون و الفرح من قبل...تبدد حزنها فور امساكها بيده...
وهو كان لا يقل عنها سعادة...فهو قد حقق اكبر انتصار في حياته حين وجدها...ايقن في قرارة نفسه ان ما يشعر به اتجاهها ليس مجرد حب صداقة أو إعجاب كما كان يحاول إقناع نفسه قبل معرفته بالحقيقة...بل هو عشق...اجل إنه يعشقها...يعشق الهواء الذي تتنفسه...دموعها تحرق روحه قبل قلبه...اما ابتسمها...فهي تسكره و تجعل عقله يتوقف عن العمل...و اما طريقة نطقها ﻹسمه...فهي تجعل دقاته تخونه و يحس أنها فقط قليلا و ستخرج من قفصها لتذهب إليها و تعلن عن انها قد تملكت كل خلية منه...فرقفا بي يا معذبتي و معشوقتي...
لم تكن هي أقل منه شوقا و عشقا...فهي و منذ نعومة أظفارها وهي ترى فيه فارسها المغوار وحبيبها البعيد الذي طالت غيبته...صحيح أنها لم تكن تعرف معنى المشاعر و الأحاسيس وقتها...ولاكن مع نضجها أحسن بذالك الشعور الذي إسمه الحب...ذالك الحب الذي كان ينبت بداخلها كزهرة كانت تسقيها و تحبها لكي تكبر ولا تذبل...إنها تعترف لنفسها بعشقه...لا بل بهواه الذي يسكنها ولا يرفض مغادرتها...بل هي من أن تسمح له لو فكر بالإبتعاد عنها ولو لثواني معدودة...
إنتهوا بعد وقت ليس بالطويل من تجربة كل الألعاب التي هي موجودة هنا...و اصطحبها بارون بعدها لتناول الأول الذي تحبه...ثم بعدها جالسوا في إحدى المقاهي هناك ليرتاحوا قليلا...و بينما هم منشغلين بالحديث عن ذكريات الماضي و كيف تأقلم كل منهم على أسرته الجديدة...و ما سبب إختيارهم لهذه المهن الذي يعملون بها...قاطعهم صوت شاب وهو يقول:" إلين أهذه أنتي عزيزتي...أين إختفيتي حتى لم نعد نراكي..."
رفعت رأسها لتدقق النظر بهاذا الشاب إنه يذكرها بأحدهم...كان ذو طول مناسب...بشرى قمحية...عيون واسعة جذابة...جيد متناسق و كأنه عارض أزياء...تذكرت...و كيف لها أن تنسى...و بسرعة وقفت و احتضنته بشدة وهي تقول بسعادة:" سامي هاذا أنت...إشتقت لك كثيرا....آسفة لم أعرفك من البداية ولاكن متى أتيت من لندن..."
جذبهم الحديث و الضحك متناسين ذالك الذي يغلي في مكانه كالبركان مستعد للإنفجار في أي لحظة...كان يراقبهم منذ البداية ظنا منه انها على الأقل ستقدمهم لبعض...و لاكن لا...يبدوا أنها إنشغلت بهاذا الفتى حتى لم تعد ترى أمامها غيره...وصل فضله لعنان السماء و علم أنه لو بقي جالسا هنا فسيرتكب جناية هو في غنى عنها...دفع حساب ما أكلوه وخرج منطلقا بسيارته بسرعة جنونية كاد ان يتسبب بها في حوادث عديدة...
في خضم حديث سنايا مع سامر تذكرت أنها نسيت بارون...إلتفتت بجسدها فوجدته قد غادر المكان كله... "بالطبع سيغادر فلن ينتظرها حتى تنتهي من حديثها..." هكذا فركت وهي تشعر بالحزن فاليوم جاهد فيه بارون ﻹسعادها وهي افسدت كل شئ بغبائها الآمحدود...اصرت على الذهاب إليه بسرعة فما كان منها إلا أن طلبت منه إيصالها لمنزله....
وصلت بعد دقائق لقصره و التوتر يكاد يقتلها...دقت الباب ليفتح لها الخادم متسائلا بغرابة:" نعم يا آنسة...هل تريدين مقابلة أحد هنا..."
"في الحقيقة أريد مقابلة السيد كنان...هل هو موجود هنا..." قالتها وهي تحاول أن تداري خجلها من نظراته المتوحشة...
"أجل إنه موجود في صلاة الملاكمة في آخر هاذا الممر تفضلي معي..."
بعد أن وصلت سنايا لقصر بارون كيف ستعتذر له؟
و كيف سيكون اعترافهم بحبهم لبعض؟
وهل ستتعرف على جربما و تحبها قبل معرفتها الحقيقة؟
أنت تقرأ
سنلقي مجددا (مكتملة)
Romanceقصة رومانسية تتحدث عن طفلة حديثة الولادة تأخذها والدتها لتظعها على باب الميتم لأن هناك ظروفا اجبرتها على ذالك...وهناك يراها طفل صغير...ليدخلها و يكون هو المسؤول عنها وعن أي شيء يخصها...تصبح الطفلة في عمر الثالثة وهي لا ترى غير ذالك الطفل الذي أصبحت...