"لست انا من علم بالأمر أولا...لأنه هو من اتصل بي و طلب مني لقائه لأنه سيخبرني بموضوع مصيري..."كان هذا رد بارون على سؤال سنايا...دفن رأسه أكثر في أحضانها ليردف مكملا:" حينما وصلت إليه أعطاني ضرفا و أخبرني أن أقوم بفتحه و قرائته بهدوء...حينما فتحته وجدت فيه تحليل الدم الذي يثبث أنني ابنه...ولاكن الخطأ لم يكن خطأه بل هو خطأ امي فهي تطلقت من ابي لأنها كانت جشعة و تحب النقود كثيرا...حتى أنها خططت لقتله لتأخذ كل ما يملك...و بعد طلاقها منه علمت انها حامل بي و لم تخبر ابي انتقاما منه... و بعد ولادتي و ضعتني في ميتم و ذهبت لإكمال حياتها...و لاكنها في الآونة الاخيرة علمت انها مريضة بالسرطان...و لذا بعثت له رسالة تخبره بها كل الحقيقة...و بعدها عين أبي مصادر خاصة لمعرفة اين انا""لا يهم حبيبي ما فات...ثم أنك كنت محضوضا لانك نشأت بين أحضان والدك الحقيقي...حتى لو لم تكن تعلم...و لاكن على الأقل لم تعش محروما...و القدر انصفك..." كانت تحدثه سنايا بكل هدوء و حكمة حتى تخفف عنه...
"أنا آسف حبيبتي...لم أراعي انك لا تزالين بالمشفى و جئت حتى ألقى عليك همومي..."قالها بارون و قد إعادة في جلسته و قبل يدها دليلا على أسفه
إبتسمت له ابتسامتها الساحرة وهي تقول:"لا داعي للإعتذار حبيبي...ثم إنني لست متضايقة بل على العكس أنا سعيدة لانك تشاركني في أحزانك..."
لم يسمع بارون كلامها الأخير فهو كان يفكر أن ينتهز الفرصة و يطلبها للزواج...فهو بالفعل لم يعد بإمكانه الصبر أو الانتظار أكثر من ذالك..."أجل هذا ما سأفعله...فهو حل مناسب لي و لها...سنتزوج حتى تكون بين أحضاني ولا تبتعد عني مطلقا..." هذا ما حدث نفسه به...و بما أن الجميع موجود هنا سيسهل عليه مهمته...
لاحضت سنايا شروده لتسأله بفضول:"في ما أنت شارد هكذا حبيبي...هل من مشكلة..."
إستدار إليها و على وجهه إبتسامة عريضة ليردف قائلا:"إنتظري قليلا...سأستدعي والدتي و والدك و بعدها ستعرفين كل شيء....و بالفعل قام بارون بإستدعائهم ليبدأ بالحديث قائلا:" أريد إعلان قراري بأنني أريد الزواج من سنايا في غضون يومين لأنه لم يعد بإستطاعتي الصبر أكثر من ذالك..."
نظر الجميع إليه بصدمة..فلم يتوقعوا أن يطلب مثل هاذا الطلب...و هي لا تزال بالمشفى...و حالتها لا تسمح لها بأي مجهود..."إنه بالفعل مجنون..." قالتها سنايا بهمس و لاكنه إستطاع سماعها ليقترب منها قائلا بمثل همسها:"و لاكنني مجنون بحبك حبيبتي...و إن لم تصمتي فسأتهور عليك أمام الجميع..."إحتقن و جهها بحمرة الخجل لتدير رأسها بعيدا عن مرمى عينيه التي ترصد كل تحركاتها...لاحضوا الهمس الجاني بينهم...ورئوا أن من الأفضل أن يقبلوا عرضه فهو لا يطيق الإنتظار...و هي الأخرى جوابها واضح للعين المجردة...
"حسنا...أظن أن معك كل الحق...لا داعي التأجيل أكثر من ذالك...فأنتما تعرفان بعضهما منذ الصغر...و الآن أنتم واقعون بحب بعضكم...لذا من الأفضل أن تتزوجوا...فأنا أتوق لحمل أحفادي..."قالها دايل بمشاكسة و سعادة واضحة
زاد إحمرار وجنتي سنايا من شدة الإحراج ولم تعد تستطيع رفع بصرها من الأرض...بينما بارون مستمتع بخجلها و يكاد يطير من السعادة...جريما أيضا كانت فرحتها لا تقدر بثمن...فابنتها ستتزوج من إبنها الذي ربته...و فوق كل ذالك ستعيش معها بنفس البيت...و أيضا هي من ستجهزها و تلبسها...
بعد الإتفاق على كل شيء...خرجت سنايا من المشفى رفقة والدها و الممرضة التي ستهتم بها...وبداخلها خوف لا تعرف سببه كل ما إقتربت من القصر...تعلم أن والدتها ساكشي لن تقبل رؤيتها أو حتى مشاركتها فرحتها...فهي لاتزال تظن أنها أخذت مكان إبنتها...و بسببها نسيت إلين و هي لن تسامحها...و لاكن كل ما تتمناه أن يمر كل شيء بخير..فلا تريد المزيد من العقبات في طريقها...
و صلوا للقصر بعدعدة دقائق لتساعدها الممرضة بالجلوس في الكرسي المتحرك...لانها ممنوعة من السير لمدة أسبوعين...كانت ساكشي جالسة بالبهو تشرب الشاي و كأن وصولها لا يعنيها و لا يفرق معها بشيء...لا تنكر أنها شعرت بالحزن...كيف لها ان تتناسى و جودها و هي من أغدقت عليها بالحنان و الحب الذي لم تستطيع نسيانه طوال حياتها؟
كيف لها أن تخبرها بأنها لم تستبدلها أبدا و ستضل دوما أمها الأولى مهما حدث؟ كانت هذه التساؤلات تدور في مخيلتها حتى إستسلمت لسلطان النوم...فهي من شدة شرودها لم تشعر إلا أنها مستلقية في سريرها...يومان مرى عليها كلمح البصر...حيث كان القصر يعج بالناس لأنها و بسبب وضعها لا يمكنها الخروج و التسوق لذا أحضر والدها الناس لتختار ما تريد...أصبحت غرفتها تعج بالساري الهندي لأنهم يقومون بنشره حتى تختار القطعة التي تريدها...و بعدها يدخل صانع المجوهرات ليعرض عليها قطع الذهب و الألماس التي لا تليق سوى بالأميرات و الملكات...وبعد انتهائها من شراء ما تحتاجه...أتوا إليها فتيات من الصالون التجميلي لأجل تجهيزها...في حين هناك أخريات يهتمون بوضع الحنة على يدها و كتابة أول حرف من إسم الحبيب...و لاكن في أوج سعادتها كانت نتمنى لو أن ساكشي أتت إليها ورئتها عروسا و أخذت بركاتها...و لاكن يا للأسف منذ علمت بزواجها و هي تعتصم في غرفتها...ربما تجتاح وقتا أطول حتى تتقبل فكرة أنها سنايا و ليست إلين...
أتى الليل ليعلن عن بداية طقوس الزفاف...الموسيقى تصدح في كل الأرجاء...الألوان و البهجة المنشورة في القصر...فجأة توقف كل شيء...ليتسلط الضوء على تلك الملكة التي تتهادى في مشيتها بمساعدة والدها لتخطف جميع القلوب...إنها حبيبته التي ستصبح بين أحضانه في لحظات...لقد أصبحت فاتنة بهذا الساري الأحمر الملكي و الشال فوق شعرها المموج و المنسدل على كتفيها بحرية...مع زينتها الهندية المتكاملة و القليل من مساحيق التجميل...
هو يبدوا وسيما أيضا فقد إختار كورتا بالون الأبيض ويبرز لون عيونه الرمادية الساحرة...و صفف شعره بطريقة تجعل عقول الفتيات تطير من شدة رجولته و وسامته التي بلا حدود...و هاهو يقف آخر الدرج ينتظرها عاجز عن إزاحة بصره عنها...كيف له أن يبعد نظره و هي التي تجعل دقاته تتراقص شوقا لملمس يدها...كيف يزيح عنها عينيه و هي التي بكل جمالها تجعله يبدو كالمراهق....ما إن وصلت عنده حتى سمعوا صوت إطلاق رصاص في الجو...
من الذي أطلق الرصاص في هذه اللحظة بالذات؟
وهل سيمر حفل الزفاف على خير ما يرام؟
و ساكشي هل ستضل على موقفها كثيرا دون أن تبالي بالحزن الذي يصيب سنايا؟
كل هاذا ستعرفونه بالحلقة القادمة و الأخيرة
أنت تقرأ
سنلقي مجددا (مكتملة)
Romanceقصة رومانسية تتحدث عن طفلة حديثة الولادة تأخذها والدتها لتظعها على باب الميتم لأن هناك ظروفا اجبرتها على ذالك...وهناك يراها طفل صغير...ليدخلها و يكون هو المسؤول عنها وعن أي شيء يخصها...تصبح الطفلة في عمر الثالثة وهي لا ترى غير ذالك الطفل الذي أصبحت...