إقتربت جريما من السرير بتوتر لتجدها مستلقية في ذالك السرير الأبيض...و شعرها متناثر حولها...كانت تبدوا آية في الحسن و الجمال...صحيح أنه يخيل إليك للمرة الأولى أنها مستيقظة و لاكن حالما تدقق النظر تجدها مغيبة...أمسكت بيدها الموضوعة هناك لتقربها من فمها و لتبطع قبلة عليها...بدأت دموعها بالسيلان و هي تتحدث معها:" صغيرتي...سامحي أما كانت أنانية بحقك...وضعتكي أمام باب الميتم و رحلت...سامحي أما لم تضمكي إلى صدرها و تحسسكي بالحنان...وقد ندمت أشد الندم...ان يرتح لي بال و لم يغمض لي جفن...و انا افكر كيف هي حالتكي الان...هل تنامين جيدا...هل تأكلين جيدا...ها أنا اقف امامكي طالبة السماح..."كانت سنايا تستمع لكل حرف تقوله...لا إراديا و جدا نفسها تحاول تحريك يدها و النهوض من سباتها...و بالفعل إستطاعت الضغط على يد جريما التي نظرت إليها بسعادة غامرة لتقول:" حبيبتي...إستيقضي...هيا حاولي ان تنهضي..."
و كأن كلامها كان الحافز لديها بتحاول تحريك جفنيها ثم بدأ جسمها يتحرك بدئا من أصابع قدميها...بدأت بالنظر حولها...و جدت أنها في غرفة بالمشفى...و بجانبها و الدتها...ذكرياتها بدأت بعرض كل شيء كالسيل الجارف...بدئا من معرفتها الحقيقة...و وقوعها مغمى عليها...نهاية إلى أنها قررت مسامحتها و ترك الماضي بآلامه خلف ضهرها...
حاولت الإعتدال و لاكنها شعرت بالألم يجتاحها...ولا تدري سببه...ساعدتها جريما على الجلوس و هي تضع لها الوسادات خلفها...قرأت السؤال الموجود في عيونها لتجيبها بكل عطف:"لقد خرجتي من العملية...و لذا من الطبيعي ان تشعري بالألم في أنحاء جسمك...هاذا غير انكي لا يمكنكي السير لمدة من الزمن... و لا يمكنكي الحركة أو فعل أي مجهود لأن هاذا قد يضر بكي..."
لم تعلق على كلامها بأي شيء...فقد كانت مشغولة بدرس ملامحها المتألمة لأجلها...لقد أردكت أنها لا تستطيع كرهها حتى بعد معرفتها بالحقيقة...جريما فهمت نظراتها على أنه جمود و أنها لا ترغب بتواجدها معها...اذا خرج صوتها متألما و هي تقول:"سأخرج حتى أنادي أمك و والدك و بارون...فهم قلقين عليكي...كما أنهم لا يرغبون بوجودي هنا..."
إستدارت لترحل و لاكن يد سنايا منعتها...لم تفهم جريما سبب هاذا التصرف منها...و عادت لتجلس بجانبها منتظرة منها المبادرة بالكلام...
تحدثت سنايا بصوت يكاد يخرج بسبب الجرح الذي لا يزال طريا:"لا اذهبي و تتركيني مجددا...لقد أرماني أن أسامحكي أليس كذالك..."هزت جريما رأسها بمعنى أجل...و هي تترقب بلهفة تكملة الحديث...اكملت سنايا قائلة:" كل ما عليكي فعله هو أن تهتمي بي و تدلليني لأجل تعوضة كل الذي فات...و لا تقلقي فانا سامحتكي يا امي..."
دخل الجميع الغرفة بعد سماعهم لصوت سنايا...لينصدموا بوجود سنايا داخل أحضان جريما التي تقلبها بحب...علموا أنهم تصالحوا و باروت المضي قدما...اقترب منهم بارون و دايال فرحين لافاقة سنايا و لمسامحتها...و لوالدتها...و لاكن ساكشي لم تكن من ضمنهم...و لم يعجبها تصالحهم...أحسن أنها فقدت إبنتها إلين مجددا...و لاكن اسمها سنايا إلين لا ينتمي إليها...لقد عادت لأحضان والدتها الحقيقية...و سرعان ما ستتغير علاقتهما...عليها تقبل الواقع...هي لم تكن يوما لها...ابنتها توفيت...أجل اليوم فقط تذكرت ذالك...كانت تعيش حالة نكران الواقع...الحقيقة أنها تعاملت مع سنايا انها الين...و لم تتعامل معها على انها شخصية مستقلة عنها...اليوم فقط علمت أن صغيرتها لم يعد لديها وجود...ذهبت...
"إبنتي لا تحزني أظن أنها لم تتقبل فكرة أنكي لستي إلين...اليوم فقط أدركت أنكي سنايا و لستي هي..."تحدث دايال و هو يشعر بالأسف على زوجته التي كانت تعيش في حالة نكران و افاقت على صدمة ليست هينة بالنسبة لها...و الحزن على صغيرته التي تمنت لو كانت والدتها بجوارها...تخفف عنها هاذا الألم الجلي في عيونها...
"لا بأس أبي لست غاضبة عليها...فهي من تولى رعايتي فوق كل شيء...انا اقدر ما تمر به حاليا...و تعلم أنها تعاني من صدمة...و انها حالما تدرك الواقع ستعود مرة اخرى..." قالتها سنايا بهدوء و خفوت...تعلم جيدا انها ليست الحقيقة ابدا...و انه لا يمكنهم العودة اما و ابنتها بعد ضهور الحقيقة...
بعد الإطمئنان عليها خرج كل من دايال و جريما حتى يتركوا لهم بعض الخصوصية...فأثناء حديثهم لم يتفوه بارون بأي كلمة...و كأنه ليس موجودا من الأساس...طوال الوقت بقى يحدق بالفراغ أمامه دون أي حركة...
"و الآن أخبرني ما الذي يؤرقك هاكذا...فلو لم أكن على دراية بك لكنت قلت انك لست سعيدا بإفاقتي...لذا يمكنك أن تفيض لي بكل ما يخلط صدرك و انا سأستمع فقط..." و كأنه كان ينتظرها حتى تتحدث بهذه الكلمات السحرية حتى يرتمي في أحضانها معانا عن إنهياره...كان يبكي بشدة...على الظلم الذي عاشه...على الفور الذي كان يقتله ببطئ...عن يتمه...عن كل شيء...بينما هي تدخل يدها في شعره بدون أدنى كلمة...تريده أن يخرج ما بداخله من ألم و حزن و عذاب...صحيح أنها لا تتحمل رؤيته منخار فقد اعتادت عليه شامخا كالجبل...و لاكن لا مانع لديها بإحتضان احزانه قبل افراحه...فهي تعشقه كما يفعل هو الآخر...كلامها سند للثاني...و هي لن تتخلى عنه حتى مماتها...هدأ قليلا و إستكان كطفل صغير وجد أحضان والدته التي تاهت عنه...و لما لا...هي طفلته...امه...أخته...حبيبته...و ستكون قريبا زوجته و ام اطفاله...بدأ يتحدث لعله يرتاح من الحمل الثقيل الذي فوق كاهله:" هل تعلمين شيئا...أنا لست يتيما...لقد وجدت أبي...و لن تصدقي من هو...إنه نفسه راجنات زوج والدتك..."
"ماذا...ولاكن كيف علمت بالأمر...أيعقل ان تعيش معه كل هذه السنين...و لا أحد منكما يعرف حقيقة الآخر..." نطقتها سنايا و هي غير مصدقة لكل هذه الأحداث التي أتت دفعة واحدة...
كيف تتوقعون أن يكون علم بارون لون راجنات هو والده؟
ما هو تصرف ساكشي مع سنايا بعد حقيقة انها ليست إلين؟
و هل هناك عقبات أخرى ستظهر في طريق عشاقنا؟
أنت تقرأ
سنلقي مجددا (مكتملة)
Romanceقصة رومانسية تتحدث عن طفلة حديثة الولادة تأخذها والدتها لتظعها على باب الميتم لأن هناك ظروفا اجبرتها على ذالك...وهناك يراها طفل صغير...ليدخلها و يكون هو المسؤول عنها وعن أي شيء يخصها...تصبح الطفلة في عمر الثالثة وهي لا ترى غير ذالك الطفل الذي أصبحت...