"أعرفك على إبنتي إلين...صغيرتي و أكبر طبيبة في العالم...و أعرفكي على كنان إبن صديقي راجنات...أكبر رجل أعمال..."
هكذا عرفهم ديال على بعضهم البعض...مدت له يدها لتصافحه...لامست يداه يداها الناعمة الحريرية و انحنى أمامها لتلامس شفتاه بنعومة و شوق يدها...تغنوا الحمرة وجنتيها مما زادها سحرا على سحر...كانت هناك أعين متفحصة تراقب كل تحركاته...و هذا ما جعلها تشطاث غضبا و غيرة...فهو لم يقبل يد امرأة من قبل و لم يحني رأسه لأحد من قبل...فما الذي تغير الآن...حاولت إلين إخفاء إرتباكها وهي تنسحب من أمامه لتسلم على الحاضرين و تلقي عليهم بسحرها الأخاذ...حتى إقتربت من ساكشي لتسلم على جريمة والدة كنان...إقتربت منها و عانقتها لتشعر بضربات قلبها تزداد...أما جريما فشعرت و كأن قطعة من قلبها عادت لمكانها...لم تكن ترغب بإبتعادها...بل كانت تتمنى لو تطيل في عناقها لتشتم عبيرها الذي يشبه الياسمين...
إبتعدت إلين عنها و هي متوترة و تلهث و كأنها كانت في سباق...لماذا تأثرتا بقربهما لهذه الدرجة؟ ما الذي يجمع بينهما؟ هل من المعقول أن يفعل عناق كل هذه الجلبة في داخل كلتاهما؟ كل هذه أسئلة لا يمتلكون إجابة عليها...بالنسبة لجريما فهي رأت فيها طيف رضيعتها التي وضعتها بكل أنانية على باب ذالك الميتم...إنها تشعر بتأنيب الضمير كل يوم اكثر من قبله...الندم يتآكلها و لا سبيل لتكفير خطئها...فعلت المستحيل للوصول لطرف خيط واحد يوصلها لإبنتها المتبناه من أحد العائلات...ولاكن للأسف فالميتم إحترق...و الملفات لا تدري إن أكلتها النيران كما أكلت جدران الميتم ام لا تزال موجودة...
إلين كانت مشاعرها متضاربة...هل لأنها شعرت بشيء غريب يجتاحها فور عناقها لتلك السيدة؟ أم أنه مجرد شعور بالرهبة نحو سيدة لا تعرفها؟ من قال إنها لا تعرفها...لقد أحست و كأنها متعودة على وجودها...ولاكن ما هو السر؟ كادت أن تجن و هي تطرح سؤالا بعد سؤال على نفسها و لاتجد إجابة منطقية...قررت أن تتناسا هذه الأسئلة لبعض الوقت و تركز في الطقوس المقامة لأجل تسمية طفل أخيها...تفاجئت بقول الكاهن أن على العمة انتقاء الإسم...حاولت الرفض لأنه من حق الأب فعل هذا الطقس...ولاكن وفقا للعادات و التقاليد التي لم تتغير أجبرت على إعطائه إسم راهول و الذي نال إعجاب و استحسان الكل...
كانت سعادة العائلة لا توصف فأخيرا و بعد طول إنتظار أصبح لديهم حفيد...و لذا قررت ساكشي بدأ صفحة جديدة مع بايال لأنها أسائت معاملتها و أهانتها وهي بالمقابل لم ترفع عينيها عليها...بل كانت دائما تحاول التقرب منها و نيل إستلطافها...و بالفعل إعتذرت لها عن كل سوء بدر منها إتجاهها...و لم يكن من بايال سوى تقبل إعتذارها بكل صدر رحب و إبتسامة كبيرة...
بعد الاكل و التسامر قليلا إنطلقت موسيقى هادئة رومنسية حالمة...ليأخذ كل شخص شريكته لساحة الرقص...لم يكن هناك الشباب فقط...بل إن الحلبة ترأسها ديال و ساكشي و بعدها راجنات و جريما...حينما وجد كنان أن الجميع يرقصون...إقترب من تلك الساحرة التي لم توفر صغيرا أو كبيرا لتلقي عليهم بتعويذتها...
كنان بصوت أجش:"هل تسمح لي آنستي الجميلة في مشاركتي هذه الرقصة..."
إلين مدعية التفكير:"أممم...حسنا أنا موافقة فأين سأجد شابا وسيما مثلك..."
كنان بإبتسامتة الساحرة:"إذا تفضلي معي أيتها الأميرة..."
أمسكت إلين يد كنان ليأخذها حيث ساحة الرقص...
إشتعلت موسيقى هادئة حالمة ليضع يده على خصرها يلصقها به وهي يديها نحو عنقه تتعلق به...كانوا مندمجين و كأنهم يتعارفون منذ سنوات...من ينظر إليهم يظن أنهم عاشقين...كانت العيون تتحدث حديثا طال الشوق فيه...فجأة وهم يرقصون وقعت أعين كنان على تلك القلادة المعلقة برقبتها...إنه يعرفها جيدا...لا يمكن أن تخفى عليه...و لاكن هل من الممكن أن يكون ما يفكر فيه صحيحا؟ هل من المعقول أن تكون هي؟ لا لن يدع هذه الليلة تمر قبل أن يعرف كل شيء؟ لا يمكنه الصبر أكثر من ذالك...سنوات وهو يتعذب في فراقها...ولاكن لن يسمح لخياله بالذهاب بعيدا...حتى لا ينصدم في النهاية...إنتهت الرقصة ليزرفر بإرتياح لأنه يريد التأكد من شكوكه...كادت أن تذهب لولا أنه أمسكها من ذراعها...إستغربت من تصرفه و لاكنها لم تعلق...لأنها تعلم أنه يريد قول شيء ما...فقد لاحظت تبدل ملامحه...و أنه كان يتمنى لو تنتهي الرقصة بسرعة...خرجوا للحديقة ليستطعوا التحدث بهوء و دون إزعاج من أي أحد...
كنان بهدوء:"في الواقع أريد الإعتذار مجددا مما بدر مني في المشفى...و اتمنى لو تصبح أصدقاء...و أيضا لفت إنتباهي قلادتك التي ترتدينها و تذكرت أنني كنت أمتلك واحدة مثلها و لاكنها ضاعت مني لذا أريد أن أعلم من أين إشتريتها..."
إلين ببساطة:"حسنا أنا أقبل صداقتك و لاداعي للإعتذار...أما بالنسبة للقلادة فأنا لم أشترها من أي مكان...بل حين فتحت عيني على الحياة و جدتها معلقة في رقبتي...هاذا كل ما في الأمر..." أنهت كلامها لتشرد في ذاكرياتها الحزينة والتي لم تفارقها للآن...
لم يقنعه جوابها لذا أراد الغوص أكثر لمعرفة الحقيقة التي يتوق إليها...
كنان:"أريد أن أسألك سؤالا و لاكن أتمنى ألا تفهميني خطأ..."
إلين بإبتسامة:"تفضل إسئل ما تريد و أعدك ألا أتضايق و ألا أفهمك خطأ..."
كنان بتوجس:"لقد علمت من أبي أن إبنة السيد دليال الحقيقية توفيت حينما كانت في عمر الثالثة هل هاذا صحيح..."
إلين بنفس بساطتها:"أجل ما علمته صحيح تماما...
أنا لست إبنتهم الحقيقية...بل أنا متبناه و لأنني أشبه الين المتوفاه و عمري كان من عمرها أخذوني لأعيش معهم...و لكنني لم أشعر يوما بالغربة بينهم..."وقت كلامها عليه كالصاعقة...إنها هي صغيرته التي حملها بين ذراعيه أول شخص...و التي كبرت حتى أتمت الثلاث سنوات...ليختطفوها منه... و هاهي الآن تقف أمامه بشحمها و لحمها...
بعد معرفة كنان حقيقة إلين كيف تتوقعون أن يخبرها؟
و جريما هل ستعرف يوما حقيقة إبنتها؟تابعوا لتعرفوا...
أنت تقرأ
سنلقي مجددا (مكتملة)
Romanceقصة رومانسية تتحدث عن طفلة حديثة الولادة تأخذها والدتها لتظعها على باب الميتم لأن هناك ظروفا اجبرتها على ذالك...وهناك يراها طفل صغير...ليدخلها و يكون هو المسؤول عنها وعن أي شيء يخصها...تصبح الطفلة في عمر الثالثة وهي لا ترى غير ذالك الطفل الذي أصبحت...