كان بارون جالسا و هو على حافة أعصابه...لم يفهم سبب توترتها هكذا...ثم ما الذي تعنيه أن الموضوع له علاقة بسنايا...لقد لاحظ اضطرابها فور عودتهم من تلك الحفلة...بدأت جريما بسرد ماضيها المؤلم...لقد كانت شابة جميلة من عائلة تقليدية...لم يكن لديها اصدقاء فقد كانت تذهب لتدرس في الصباح و تعود للمنزل في المساء...و بعد اتمامها التاسعة عشر من عمرها تزوجت مرغمة زواجا تقليديا...ولاكن سرعان ما احبت زوجها شاشي و تعودت عليه فقد كان مختلفا غير مؤمن بكل تلك العادات القديمة...كان يعاملها معاملة الملكات لم يكن يجعلها تحس بأي نقص...حتى انه لم يحرمها من حقها بالدراسة و في الكثير من الأحيان كان يجلس معها و يساعدها بالدراسة...مرت سنتان حتى علمت بحملها...كانت سعيدة وفرحة و تنتظر زوجها لتبشره بهذا الخبر...و لاكن يا للأسف لم تستطع تبشيره لانه توفي...و لأن عائلتة تريد حرقها و هي حية لانه وفقا لمعتقداتهم الارملة تجلب العار...هربت بعد حلول الليل متجهة لمدينة دلهي حيث تقطن عمتها هناك...و التي إستقبلتها بكل حبور و صدر رحب...لم يستطع أحد الوصول إليها...و إستغلت هي الوضع ببناء حياة جيدة...وجدت عملا يناسب شهاداتها و هو مديرة لمكتب في شركة راقية...عملت بجهد حتى تستطيع إعالة نفسها و عمتها التي أصبحت عجوزا...جاء يوم الولادة و الذي كان صعبا خصوصا و أنها أنجبت في البيت...و بعد مخاض دام لساعات أطلت عليهم فتاة كالبدر في ضيائها...لم تحبذ جريما فكرة أنها أصبحت أنا وهي لاتزال في عز شبابها...و أيضا نظرة المجتمع الذي يضلم كل إمرأة أنجبت و ليس معها زوجها...أجل يا سادة قررت في لحظة أن تكون أنانية و تفكر في نفسها ليست أول أو آخر أم تدع رضيعها أو رضيعتها في الميتم...و بالفعل و ضعتها هناك بكل قسوة لتعاني الصغيرة فقدان الأم و الصدر الحنون...عادت لعملها لتتحسن أوضاعها شيئا فشئا...أصبحت في الثلاثين لتتزوج براجنات الذي أعجب بها...مرة سنوات على زواجهم و أرادت الإنجاب مرة أخرى...ولاكن القدر كان يقف ضدها...لأنها علمت أنها تعاني من تضرر الرحم لأنها أنجبت بدون أن يكون هناك مراقبة طبية...و لهاذا لا يمكنها أن تحمل أبدا...صحيح أنها في ذالك الوقت رئت أنها إتخذت القرار الصائب...و لاكن بعدها أصبح الحزن و عذاب الضمير أصدقائها الدائمون...تتسائلون كيف عرفت حقيقة إبنتها...لقد بحثت عن مديرة ذالك الميتم و حين سألتها عن طفلة أنت ذالك اليوم...أخبرتها بكل شيء...
إنتهت من كلامها و الدموع تتساقط من مقلتيها بلا توقف دموع الندم و الحسرة على طفلتها التي خسرتها بسبب حماقتها...أما بارون فحالته كانت مليئة بالذهول و الصدمة...كيف يعقل أن تكون هذه المرأة التي لطالما إعتبرها مثله الأعلى ان ترتكب مثل هذه الجريمة البشعة بحق إبنتها..فلدة كبدها...هذه المرأة التي كانت تضمه بين أحضانها لينعم بالسكينة و الأمان...هي نفسها أبعدت قطعة منها بكل أنانية و عدم رحمة...فقط لتتمتع بشبابها...لقد إستطاع أن ينعم بهاذا الحب الذي كان من المفترض أن تتمتع به سنايا...إن علمت بالحقيقة فربما تكرهه هو الآخر...لا لا يمكنه حتى التفكير بالأمر...لأنها إن ابتعدت عنه فسيموت بكل تأكيد...

أنت تقرأ
سنلقي مجددا (مكتملة)
Romanceقصة رومانسية تتحدث عن طفلة حديثة الولادة تأخذها والدتها لتظعها على باب الميتم لأن هناك ظروفا اجبرتها على ذالك...وهناك يراها طفل صغير...ليدخلها و يكون هو المسؤول عنها وعن أي شيء يخصها...تصبح الطفلة في عمر الثالثة وهي لا ترى غير ذالك الطفل الذي أصبحت...