دخلت مكتبها لتجلس بكل هدوء على كرسيها لتشير لهم بالجلوس...جلسوا في الدراسي المقابلة لها و هم يناظرون بعضهم بعضا بقلق...فهم يعلمون جيدا أنها حازمة ولا تقبل بأي تقصير...إنها عكس والدها تماما...صحيح أنه كان صارما في العمل ولاكن ليس يمثل إلين...
"إذا أريد تفسيرا لما يجري في المشفى...لقد كنت أظن أنكم مسؤولون كفاية...ولا داعي لوضع قوانين أو مراقبة...لأكتشف بعدها أنكم لا تقلون عن الأطفال بشيء..."قالتها بهدوء يبشر بقدوم الخطر وهي تشدد على كل كلمة تقولها...
"نحن متأسفون آنسة إلين...ولاكننا كنا نفعل هذاا حينما كان الدكتور ديال هنا...وهو لم يكن لديه مشكلة طالما نحن تشتغل..." قالها السيد راج بنيابة عن الجميع...ولم يكن لديه أدنى فكرة أنه قد زاد الطين بلة...
"أفهم من كلامك الآن أنكم كنتم تتصرفون هكذا مع حضرة الطبيب ديال...ولذا أظن أن القرار الذي إتخذته منصف تماما...لأن الذي يحدث في المشفى من تجاوجات لن أسمح به أبدا...و طالما أنا هنا قوانيني التي ستمشي...."كانت تتحدث بهدوء حازم ولم تفقد أعصابها البتة وهاذا ما جعلهم يرتعبون مما قد تفعله...
فتحت أدرج مكتبها لتخرج منه بعض الملفات لتلقيهم فوق سطح مكتبها قائلة:
"هذه هي ملفاتكم والتي تقول أنكم انهيتم فترة تدريباتكم و أصبحتوا مؤهلين لتصبحوا أطباء...ولاكنني أظن العكس تماما...لذا و منذ هذه اللحظة ستعودون للتدريب و تتعلمون الانضباط في العمل و سأكون المسؤولة لتحقيق ذالك...و أي شخص لديه اعتراض فليأخذ أجره و يخرج من هنا...هل كلامي واضح للجميع..."الجميع بنفس واحد:"أجل مفهوم آنستي..."
صحيح أنهم إنزعجوا من كلامها و لاكنهم لا يمتلكوا الجرأة لتفوه بأي شيء...فهم يعلمون تمام العلم أنهم أخطئو و أن الجدال لن يفيدهم بشيء...بل سيجعل الأمور تزداد سوئا...
خرج كنان مبتسما على غير عادته...حتى تعجب جميع من حوله بهذا التغير المفاجئ الذي طرأ عليه...من مجرد وجوده في المشفى...هو أيضا كان متفاجئا من أنه يبتسم...فالإبتسامة لم تعرف طريقها إليه منذ زمن...وصل البيت بعد عدة مكالمات تلقاها من جريما و التي أصبحت حالتها يرثى لها حينما علمت بوجود في المشفى...لم تستطع اللحاق به لأنها تعاني من الرهاب فيه...
حينما تدخل إليه تشعر تشعر بروحها تنسحب منها...تضل تسمع أول صراخ لطفلة حديثة الولادة...حملتها مرة واحدة لتكون الأخيرة...كل هذه السنين لم تستطع أن تنسيها ذنبها الذي حاولت تخفيفه برعاية ذالك الطفل الذي أحضرته يوما ليكون إبنها الذي تحبه و تخاف عليه من نفسها...سمعت بوق السيارة لتخرج مسرعة إليه غير آبهة لأي شيء...
جريما بلهفة و خوف:"ما الذي حدث لك بني وكيف حدث...لابد و أن هناك عينا قد أصابتك...يجب أن أحضر الحكيم...لقد مر العديد من الوقت بعد آخر مرة أحضرته فيها إلى هنا...ما بك لما لا تتحدث..."
كان بارون واقفا و لا يتحدث فهي لم تترك له الفرصة لذالك...هو يقدر خوفها و لهفتها عليه...ولاكنه أحيانا يجدها مبالغة...و قبل أن يتفوه بأي شيء سمع صوت والده القوي و متقدم في مثل هذه اللحظات...
راجنات:"دعيه يدخل أولا يا جريما و بعدها أمطريه بالأسئلة التي تريدينها...ثم ألم تري أنه بخير و لم يصبه أي ضرر...و لذا لا داعي لكل هاذا القلق..."
جريما بأسف:"آنا آسفة يا بني...من شدة قلقي لم أنتبه أنك لا تزال واقفا أمام الباب..."
دخل بارون للمنزل ليبدأ بسرد كيف وقعت له الحادثة...و أنه هناك من إستقصد أن يلعب بفرامل السيارة...و أنه إستطاع النجاة في الوقت المناسب و إلا لأصبح الآن في خبر كان...
راجنات بتوعد :"أقسم أن أجد الشخص الذي دبر هذه المكيدة القذرة...و حينها فليترحم على روحه لأنني لن أرحمه و سيكون حسابه عسيرا..."
جريما بحنان:"اذهب لترتاح قليلا في غرفتك لأنه في المساء نحن مدعوون لحفل تسمية حفيد السيد ديال...و الذي هو صديق والدك المقرب..."
بارون وهو منهك:
"حسنا سأصعد لأرتاح قليلا...وبعدها سأرتدي ملابسي للذهاب..."صعد بارون لغرفته في الطابق العلوي ليرتاح من تعب هاذا اليوم و الذي أوشك أن يكون الأخير في عمره لولا حظه الوافر...و ما إن أغمض عينيه حتى ذهب في سبات عميق...و لم يكن ليستيقض منه لولا لزوم ذهابه لحفلة صديق والده...
وصلت إلين لمنزلها بعد خروجها من المشفى...و الذي اجتمعت فيه مع جميع الموضفين و أخبرتهم بطريقة عملها و النظام الذي يجب على الكل الإلتزام به و عدم مخالفته...و قد بدا الإستياء واضحا على وجوه الجميع...ولاكن فور أن علموا بما أصاب زملائهم من عقاب حتى رصخوا للأموامر الممثثلة...لكي لا تضطر لطردهم ولن تقبل أي مشفى بتعينهم...
إلين بصوت عال:"أين أنتم أيها القوم...لقد أتيت أليس هناك ترحيب..."
أتت ساكشي و ديال على صوتها العالي و الذي أصبحت عادة لديها كلما دخلت البيت....
ساكشي وهي تشدها من أذنها:"أيتها الشيقة...ألن تكفي عن هذه العادة...ألا يكفي أنه قلبتي المشفى من أول يوم لديك..."
إلين ببرائة و هي تفلت منها لتختبأ وراء ضهر والدها قائلة:" أنا...من قال أنني قلبت المشفى...أنا فقط كنت أعطي بعض التعليمات...أهئ أهئ..الجميع يضلمونني...ساصعد لغرفتي أفضل..."
صعدت لغرفتها لينفجروا على إثرها ضاحكين...فهي دائما تحب إفتعال هذه الدراما...لأن بعدها يأتون إليها محملين بالهدايا ليصالحوها...مع أنهم يعلمون جيدا أنها تمثل لا أكثر...ولاكنهم يفعلون هذا فقط من أجل رؤية إبتسامتها التي تنير عليهم حياتهم التي كانت مضلمة قبل أن تأتي...
من تتوقعون أن يكون السبب في حادث بارون؟
وكيف ستكون ردة فعلهم بعد إلتقائهم؟
تابعوا لتعرفوا كل هذه التفاصيل....
أنت تقرأ
سنلقي مجددا (مكتملة)
Romantikقصة رومانسية تتحدث عن طفلة حديثة الولادة تأخذها والدتها لتظعها على باب الميتم لأن هناك ظروفا اجبرتها على ذالك...وهناك يراها طفل صغير...ليدخلها و يكون هو المسؤول عنها وعن أي شيء يخصها...تصبح الطفلة في عمر الثالثة وهي لا ترى غير ذالك الطفل الذي أصبحت...