صدمة أعجزتهم عن التحرك ليفيقوا بعدها على صوت إرتطام سنايا بالأرض...وقعت قلوبهم عند ركبتيهم...بالطبع لن تتحمل خبرا كهذا بكل بساطة و ترحاب...إنها طفلة تخلت عنها والدتها بكل أنانية...ما الذي تتوقعون منها...حملها بارون بسرعة و قلبه يكاد يخرج من مكانه...لقد وجدها بعد سنوات و هاهو الآن عاجز حتى عن النظر في عيونها التي لطالما كانت له المرشد...تسائل بعينيه عن غرفتها لتدله ساكشي و هي تشير أن يصعد الدرج...إتصلوا بالطبيب الذي يتابع حالتها منذ كانت صغيرة...لم يفهم كلا من بارون و جريما هذا الخوف البادي على وجوه ساكشي و ديال...فبالنسبة لهم هي مجرد حالة إغماء أثر الصدمة...و لاكنهم لا يعلمون أن الوضع أكثر تعقيدا مما يتصورون...
وصل الطبيب بعدها بدقائق ليقوم بفحص شامل عليها...ما كان يخشاه قد حدث...لقد تدهورت صحتها كثيرا و هذا ما كان يحذرهم منه...
الطبيب بجدية:"لقد حذرتكي من قبل مدام ساكشي...اخبرتني ضرورة عدم تعرضها لأي صدمة أو توتر بشكل او بآخر...لقد ضاعت كل الجهود التي بذلناها طوال هذه السنوات..."
إنهارت ساكشي على الكرسي باكية...لقد حرصت عليها طوال هذه السنوات...و هاهي الآن قد تخسرها بسبب هذه المرأة التي أفسدت عليهم سعادتهم...نظرت لها بكره كانت تجلس على طرف الفراش و يبدوا عليها الخوف الشديد...إقتربت منها وهي تقول:" لما أتيت الآن...لقد كان يجدر بك أن تأتي في وقت أبكر من هذا...أو على الأقل بعد فعلتكي تلك ما كان عليك المجيئ ابدا...بسببكي ابنتي صحتها تضررت..."
عانقها دايال و هو يحاول التخفيف عنها...مع أنه هو أيضا يحتاج لمن يخفف عنه هاذا الحمل الثقيل...إنه حقا خائف من أن يصيب طفلته أي مكروه لأنه وقتها لن يكون قادرا على العيش هو الآخر
لم يفهم بارون أي شيء مما يجري...ما الذي تتحدث عنه ساكشي...لا يمكن ان يكون كل هاذا القلق على إغمائة بسيطة...هناك شيء لم تخبره به سنايا...
"ما الذي يحدث خالة ساكشي...ما بها سنايا إنه مجرد إغماء أليس كذالك..."قالها بارون بتوجس لأنه يخشى الإجابة الحقيقية...
تنهدت ساكشي بحزن وهي تقول:"الموضوع أكبر من هذا...سنايا لديها مرض القلب...هي تعاني منه منذ الصغر...عندما أردت أن أجري لها العملية...نصحني الأطباء بعدم فعلها لأنها ستؤثر عليها...و الأفضل أن نعتني بها و نجنبها اي ضغط أو صدمة قد تدهور حالتها...و هذا ما فعلناه طوال هذه السنوات الماضية...و لاكن فجأة اتت هذه السيدة و دمرت كل مجهوداتنا الذي تعبنا من أجلها..."
شعر بارون بالسكاكين تغرس في قلبه...فهاهي حبيبته تصارع مرضا قد تنجوا منه وقد لا تنجوا...جريما لم تكن اقل صدمة منه...لقد شعرت أنها ستخسر ابنتها قبل أن تستطيع ضمها إليها و طلب السماح منها...هي خائفة لقد كان شاشي يعاني من نفس المرض و هو ما فتك به...و تخشى أن يحدث لها شيء هي الأخرى...
قاطع الطبيب شرودهم و هو يقول:" علينا الذهاب للمشفى حالا من أجل العملية...فحالتها غير مستقرة و كلما تأخرنا أكثر زاد الخطر عليها أكثر..."
أومأ الجميع برأسهم بدون زيادة أي حرف...فأي كلام سيقال بعد هذا...إتصل الطبيب بالإسعاف حتى يأتوا لنقلها...و هاهي اللحظة الحاسمة حانت...دخلت سنايا الغرفة و هي مغيبة و غير واعية لأي شيء...بينما الجميع جالس في الخارج بإنتظار ما قد يحدث...الأطباء يدخلون و يخرجون...الجو متوتر...اعصاب الجميع على حافة الانهيار...لا احد يمكنه تحمل فكرة خسارتها...
خرج الطبيب بعد مدة طويلة قائلا بتعجل : " المريضة تحتاج للدم..هل هناك من لديه نفس زمرة دمها O+...مع انها فصيلة نادرة..."
ساد الصمت لدقيقة فالجميع يفكر هل لديه نفس زمرة الدم...فجأة هتفت جريما قائلة: " أنا لدي فضيلة O- هل أستطيع التبرع لها..."
الطبيب بإرتياح:" بالطبع يمكنكي التبرع...أيتها الممرضة إهتمي يها..."
ساعات أخرى مرت بالعملية...جريما تجلس بعد تبرعها و هي منهكة و تدعى ألا يصيبها مكروه...و ساكشي تضع رأسها على كتف دايال و دموعها تنزل كالشلال خوفا على صغيرتها...أما عن حالة بارون فهو كان كالمغيب عن هذا العالم...أنفاسه تخرج بصعوبة...عيونه حمراء من كثرة حبس الدموع...يطل من نافذة الغرفة كل حين...ليراها محاطة بالأجهزة من كل جانب...و الأطباء من حولها يفتحون قلبها...في كل مرة يراها هكذا يحس أن قلبه هو الآخر سيقف...ففي كل الأحوال هو لا يشعر بدقاته إلا عندما تكون زهرته بجانبه...
خرج الطبيب من الغرفة ليلتف الجميع من حوله قلقين و منهكين...رسم إبتسامة مطمئنة على شفيه ليردف:" لقد نجحت العمليه...حالتها مستقرة نوعا ما...سننقلها لغرفة عادية بعد قليل...و لاكنها لحد الآن لم تفق...و هذا يعني أن عقلها الباطن لا يريد أن يعمل...هي ستفتح عينيها و ستكون مدركة لما يحدث من حولها و لاكنها لن تبدي أي ردة فعل...لذا أريد منكم أن تتحدثو معها...اجعلوا الغرفة مزينة مثلما كانت تحب...أعيدوها لطفولتها...و بهذا ستعود إليهم بكامل صحتها و حيويتها..."
كانوا يستمعون لكلامه بإنتباه شديد...فرحين بنجاتها و لاكنهم أيضا حزينين على ما آلت اليه الأمور...و لاكن على كل حال...سيفعلون المستحيل لإعادتها بينهم...و بالفعل مر أسبوع و الجميع يتناوبون عليها و يتحدثون معها...و كانت في الكثير من الأحيان تبدي ردات فعل إيجابية مثل الدموع و الإبتسامة...
دخلت جريما إليها بعد أن كانت تتجنب الدخول بشدة خجلها منهم جميعا...فهي كانت تطمأن عليها من بعيد و تذرف الدموع على الحال التي أوصلتها إليها...ولاكن بعد إصرار من بارون لم يكن لديها خيار سوى الانصياع اليه...و ما حدث كان أشبه بمعجزة تحققت...
ما هي المعجزة التي تحققت؟
و هل سنايا ستستطيع مسامحة جريما؟
و علاقتها ببارون هل ستتأثر أم أن الحب فوق كل شيء؟تابعوا لتعرفوا فمازال هناك العديد من الحقائق التي لم تتكشف بعد و أولها معرفة بارون بوالده الحقيقي
أنت تقرأ
سنلقي مجددا (مكتملة)
Romanceقصة رومانسية تتحدث عن طفلة حديثة الولادة تأخذها والدتها لتظعها على باب الميتم لأن هناك ظروفا اجبرتها على ذالك...وهناك يراها طفل صغير...ليدخلها و يكون هو المسؤول عنها وعن أي شيء يخصها...تصبح الطفلة في عمر الثالثة وهي لا ترى غير ذالك الطفل الذي أصبحت...