الحلقة السادسة

2K 79 8
                                    

كان منزل السيد دايال يعج بالعمال من كل جانب فاليوم هو حفل تسمية حفيده الذي سيخرج من المشفى بعد لحظات قليلة...

أحد العمال:"لقد أنهينا عملنا سيدي ولم يتبقى لنا أي شيء لنقوم به...هل يمكننا الإنصراف بعد إذنك..."

السيد دايال:"بالطبع يمكنكم الإنصراف و شكرا لتعبكم...تفضلوا حساباتكم..."

إنصرف العمال ليقف دايال وهو يرى أن العمر يمضي بسرعة فائقة...لا يزال يتذكر أشيش حينما كان لا يزال صغيرا...وكان يحمله فوق أكتافه و يلاعبه...أما الآن فهو أصبح أبا أما هو فجدا...تذكر حينما أخبرهم بقرار زواجه من بايال الفتاة التي كانت تعمل ممرضة في المشفى الذي أعطوه لأشيش ليديره...وقتها غضب غضبا شديدا هو و ساكشي...فهي ليست من مستواهم المادي أبدا...و تفاقم الأمر كما أدى لطردهم من المنزل...و لولا أن إلين جعلته بقسم بحياتها أن يعيده للمنزل لم يكن ليوافق على إعادته...صحيح أن علاقتهم أصبحت رسمية زيادة عن اللزوم...ولاكن مع هذا فهو لن يتردد أن يظهر فرحته بوجود حفيد له...ولهذا أصر على إقامة حفلة كبيرة ليعوض إبنه عما فات...

عند منزل السيد راجنات...إستيقض بارون من قيلولته القصيرة ليشعر بأنه استرد طاقته المنهكة...توجه للحمام ليستحم قائلا ثم خرج ليرتدي ملابسه المكونة من كورتا بيضاء اللون وفيها بعض الخيوط الذهبية المشعة...نزل بعدها ليجد الجميع مستعد...

راجنات بجدية:"لقد وصلت لبعض الخيوط التي ستدلنا عن مفاعل هاذا الحادث..."

جريما بتدخل:"ليس وقت هاذا الحديث الآن...سنتأخر على الحفل و انت تعلم جيدا أن صديقك لا يحبذ التأخير أبدا..."

بارون مأيدا:"أجل كلام أمي صحيح إن بدأنا بالحديث في هذا الموضوع فلن تنتهي أبدا...لذا الأفضل أن نأجله لحين عودتنا..."

راجنات بإستسلام:"حسنا حسنا...هيا بنا نذهب...فديال ان يرحمني إن تأخرت..."

إستقل كل منهما سيارته ليصلوا لذالك القصر المبهرج المليئ بالزينة و الأضواء...يكس شخصية صاحبه...

كان دايال منشغلا بالحديث مع أحد أصدقائه إلا أن لفت نظره صديقة الذي لم يره منذ سنوات وهو يقف مبتسما له...فتح ذراعيه على وسعها ليعانقه رجنات بدوره كما كانوا يفعلون حينما كانوا لا يزالون شبابا...

ديال بسعادة:" لقد اشتقت اليك يا صديقي...أين كنت كل هذه الفترة...لولا أنني إكتشفت بالصدفة أنك موجود و بعت لك بطاقة  الدعوة لم تكن لتأتي أبدا..."

راجنات بسعادة مماثلة:"و أنا إشتقت لك و لأيامنا معا...ولاكن صدقني ليس بيدي أنت تعلم جيدا العمل الذي كان لدي في الفترة الأخيرة....ولم أرتح إلا عندما كبر إبني ليحمل القليل من هذا الثقل...سأعرف عليه..."

نده راجنات لكنان ليسلم على ديال الذي أعجب به و بشخصيه الفخذ و ذكائه أيضا...أما بالنسبة لجريما و ساكشي فاقد أصبحتا صديقتان و تعارفا على بعضهما بعضنا أكثر...

وصل أشيش بصحبة زوجته بيال وطفله الصغير الذي حصل على محبة و إهتمام الكل...بدا الجميع مستغربا لماذا لم تبدأ مراسم تسمية الصغير بعد...حتى راجنات حينما سئله عن سبب التأخير...إبتسم له و أخبره أنه ينتظر شخصا مهما ليحضر...
أشيش لم يكن قلقا أو مستغربا فهو يعلم تمام العلم أن بحضورها فقط يبدأ أي عمل...صحيح أنه كان يتضايق من الإهتمام الذي كانت تحضى به الكل...ولاكنه عندما كبر قليلا شعر أنها تستحق فهي طوال عمرها كانت يتيمة الأب و الأم ولم تحضى بأي حب و حنان...بينما هو على عكسها تماما فقد كان لديه الحظ الوافر ليحضى بعائلة ملئها الأمان و الدفئ...

إنطفئت الأضواء كلها في القصر لتتجه الأنظار نحو البقعة المسلطة أعلى الدرج...لفت إنتباه كنان خلخالا يرن وهو ينزل من على الدرج...كان يحسب خطواتها حتى وصلت لآخر درجة فوقفت بقعة الضوء عن تتبعها...ليظهر وجه إلين ذو الجمال الساحر...صدم كنان حين وجدها نفس الطبيبة التي شغلته و شغلت تفكيره...نظر لها وهو مقهور من شدة بهائها...أول مرة يرى إمرأة فاتنة وهي ترتدي الساري...

لقد كان لونه ذهبيا بخطوط من حرير يتناسب مع لون بشرتها البيضاء المخملية...حليها الذي كان يزينها و اساورها الرنانة و خلخالها الساحر وحليها المتدلي من على أذنها و كحلها الذي تكحلت به لتجعله يفقد ما تبقى من تركيزه و سيطرته على نفسه...كانت ملوحة فنية متكاملة كلوحة فنية أبدع الرسام في نحتها...

عندما نزلت إلين آخر درجة فوجئت بذالك الشاب الذي آتاها في المشفى...دارا التساؤولات حول هويته و الشيء الذي يفعله هنا...

تقدمت نحو والدها الذي بدأ يقدمها للجميع بفخر و سعادة...وصل بعدها أمام راجنات و كنان الذي يتحرق شوقا لمعرفة هويتها...وهي أيضا لن تنكر شعورها بالفضول ناحية هذا الوسيم...

"أجل إنه وسيم لن أنكر الأمر..."همست لنفسها وهي ترى وجهه الوسيم الأسمر و عيونه الرمادية الساحرة التي تحدق بها...و أنفه المستقيم...إنها لأول مرة تدقق النظر في شاب كل هذا القدر...لا أدري لها في هذه اللحظة شعرت و كأن بارون هو الواقف أمامها...لطالما تصورته في مخيلتها و حين رؤيتها لهذا الشاب...شعرت بوجه التشابه الذي يمكن بينهما...و الذي ربما ليس له أساس من الصحة...

بعد إلتقاء كنان و إلين مرة أخرى هل ستتطور علاقتهم؟
وحينما سنلتقي جريما إلين كيف سيكون شعورها وقتها؟
تابعوا لتعرفوا...

سنلقي مجددا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن