صباح جديد تملئه اشعة الشمس الساطعة على جميع البلدان و المدن...مرت سنوات وهاهي تعود الآن إلى بلدها الحبيب الذي تركت فيه روحها الضائعة والتي لم تجدها لحد الآن...نظرت لنفسها في المرآة التي في مشفى والدها الذي عينت كمديرة فيه... كانت ترتدي مإزرها الأبيض...وتحته كنزة بيضاء اللون بدون أكمام مربوطة على عنقها...و سروال جينز فاتح اللون...أما في قدميها كانت ترتدي بوطا اسود اللون...
لكم تغيرت...عينيها اصبحتا واسعتين و بلون الأزرق الصافي كالبحر...أما قوامها فهو كعارضات الازياء...ممشوق و مناسب و يخطف الأنفاس...ذات طول مناسب...و وجهها الذي يشبه الأطفال لحد كبير...بنعومتة...و أنفها الدقيق كحبات البندق....وشفتيها الوردية و الحمراء...المغرية...والتي تصبح فاتنة بها حين تضع أحمر الشفاه...أما شعرها فهو اسود غحري ناعم طويل...والذي يجعلك ترغب في أن تخلله باصابعك...إستيقضت من تأملها لنفسها على صوت طرق الباب لتأذن له بالدخول....
إلين بصوت رقيق:"ما الأمر سيد راج...هل هناك مشكلة ما..."
راج بقلق:"في الواقع هناك شاب في غرفة الممرضين و جرحه عميق و ينزف للغاية...وهو عصبي ولم يسمح لأي أحد بالاقتراب منه..."
إلين بحزم:"لا بأس أنا سأهتم بأمره...اذهب أنت فقط...ولا تسمح لأي كان بالدخول إليه..."
راج بإمتثال:"حاضر آنستي لن أسمح لأحد بدخول الغرفة..."
جمعت إلين شعرها المنسدل على طول ضهرها بعشوائية...مما زادها جمالا فوق جمالها...إتجهت نحو الغرفة لتفتح الباب و تدخل بكل كبرياء و أنوثة...لتجد شابا يافعا يظهر عليه سمات الترف و ليس الغرور...تأملته لدقائق ولا تدري لما...كان ذا طول ملفت...إنها تصل لعنقه بطولها...وجهه هادئ و مريح...لديه عينان رماديتا اللون...وحادة كالصقر...عضلاته تظهر من قميصه الممزق...لابد و أنه قد تعرض لحادث ما...ولاكن ماهو يا ترى...
"لحظة لماذا أنا مهتمة بمعرفة ما جرى له...بل لماذا أسئل أسئلة لا تخصني...ربما بدافع الفضول...أجل ماذا قد يكون غير ذالك..." هذا ما كانت تهمس به لنفسها...
نفظت كل هذه الأفكار من رأسها لتستطيع استئناف عملها مع هاذا الشاب العصبي...تنحنحت قليلا لتستطيع جذب إنتباهه الضائع...
"أحم أحم...أرى أنك غاضب و بشدة...هل أزعجوك الممرضين هنا بشيء..."
كان شارد الذهن و يفكر بعمق و لم يسمع أن الباب فتح...أفاق من هذا الشرود الذي أصبح يلازمه في الفترة الأخيرة...على صوت فتاة أقل ما يقال عنه أنه آت من الجنة...رفع بصره ليجد حورية من زمن الأساطير و الحكايات الخيالية....لأنها لا يمكنها أن تكون بكل هذا الجمال وتكون إنسانة عادية...
لاحظت سكونه وعدم تفوهه بأي شيء...لذا اقتربت منه ببعض خطوات بحذر...و أمسكت بيدها المطهر و الشاش...تحدثت معه بصوت حازم لا يقبل النقاش...
"أريدك إخبارك أنك أتيت للمشفى...لتعالج يدك...و ما كان يجب عليك أن تقيم هذه الوضى هنا..."نظر لها كنان وهو يرى مدى حزمها و شدتها حينما تتكلم مع شخص يرفض الإلتزام بالأوامر و يثير حنقها...لذا قرر الاعتذار هنا بدر منه من سوء تصرف...
"آنا حقا آسف عما بدر مني هذا اليوم و جعلك تغضبين...ولاكنني فقدت أعصابي حينما وجدت الممرضة تتكلم في الهاتف...و كأنني غير موجود..."
بقيت تستمع إليه بصدمة و عدم تصديق...كل هذا الإهمال في المشفى...يجب عليها الآن أن تضع النقاط على الحروف...و تجعلهم يفهمون بطريقة مختلفة...فهما كان من تسيب من قبل في المشفى...لن يكون بعد الآن...
طال الصمت لدقائق معدودة...قبل أن تباشر عملها...
بدأت في تقطيب جرحه بالأول...و استغرقت عدة ساعات لأن الجرح كان عميقا و إستوجب إخراج الزجاج من يده...لم تكن بحاجة لمساعدة أي أحد فهي بارعة في عملها....و وجود مساعدة لها في العمل يوترها...أما هو فلم يكن يشعر بالدنيا من حوله...فقد كان كل همه هو مراقبتها...هل هو إعجاب بها لشخصها؟ أم إعجاب لأنها بمثل هذا الصدق و النزاهة في عملها...و الذي لم يعد موجودا في هذا الزمان؟إنتهت إلين مما تفعله لتتجه نحو دفترها الصغير لتكتب فيه بعض الملاحظات ثم توجهت نحوه لتعطيه الورقة وهي تقدم له بعض النصائح التي يجب عليه القيام بها....
"أنظر هذه بعض الملاحظات التي يتوجب عليك القيام بها...وعليك العودة غدا من أجل إستبدل الضماضة بأخرى جديدة...ومن أجل فحص يدك الروتيني...وهذا هو كان المشفى حيث يوجد به جميع الأرقام...و آسفة لأنني صرخت بوجهك..."
كنان شاكرا بإبتسامة:"لا بأس عليك آنسة إلين الجميع يخطأ...و الممرضات أخطئوا أيضا...ليس هناك داعي لمعاقبتهم...."
إلين وهي تبادله إبتسامته:"صحيح أن الجميع يخطأ...و لاكن ما فعلوه يسمى إهمالا و عدم مسؤولية وهذا ما لا أقبله البتة..."
خرج كنان و إلين من الغرفة ليجدوا الجميع متجمعين في بقعة واحدة...و ما إن خرج كنان حتى رمتهم بنظرة حارقة و هي تشير إليهم ليتبعوها لمكتبها لأن هناك أشياء يجب أن تصلح...و هي لن تتهاون في ذالك أبدا...
بعد لقاء إلين و كنان لبعضهم البعض اليوم في المشفى هل ستتطور الأمور ام سيظلون مجرد طبيبة و مريضها؟
و ماهو العقاب الذي ستنزله إلين بفريق عملها المهمل؟
أنت تقرأ
سنلقي مجددا (مكتملة)
Romansaقصة رومانسية تتحدث عن طفلة حديثة الولادة تأخذها والدتها لتظعها على باب الميتم لأن هناك ظروفا اجبرتها على ذالك...وهناك يراها طفل صغير...ليدخلها و يكون هو المسؤول عنها وعن أي شيء يخصها...تصبح الطفلة في عمر الثالثة وهي لا ترى غير ذالك الطفل الذي أصبحت...