6- قاعة الأفخاخ المميتة

227 11 1
                                    

فكرت ملياً، وبعد صداعٍ شديد، لم أجد مفراً سوى أن أستسلم إلى قدميّ... صعدت إلى غرفة النوم وبدلت ملابسي دون إثارة ثمة صوت.. إنتظرت قليلاً وأنا أمسك مقبض باب البيت, الذي ربما تدكه "مارثا" في أية لحظة مثلما فعلت بالمتجر. أغمضت عيني ووقفت أفكر لدقيقة واحدة من عمري.

هل ما سأفعله صواب؟.. تذكرت كلام "بريا" «إذا سلمنا القلادة والسيف إلى "مارثا" ستفتح بوابة العالم القديم وتسحبني معها».. لابد وأن أجد شيئاً في هذا المجلد التاريخي الكبير يوقف هذا الإنقباض المؤلم في قلبي.

تركت الباب وتوجهت مهرولاً حيث المكتبة. وقفت أُقلب صفحات المجلد دون الإكتراث لمدى قدم الأوراق حتى وصلت إلى قسم "أثريات". قرأته من بدايته متتبعاً كل كلمة تلو الأخرى عساي أن أعثر على دليل يرشدني إلى المراد. وقبل صفحة النهاية وجدت بين الصفحات ورقة قديمة مكتوب عليها باللاتينية:

ألبسي باب الزمن القلادة وأخرجي السيف من غمده..

إفتحي به الأقفال فيمر بك الزمان إلى زمنه..

إنتصري بالحب وفضليه على كل من خانك وخانه..

ثم أرجعي معه ولا تتركي يده في عالم الشيطانة..

أوصدي باب الزمن خلفكما فلا يطالكما رصاص الغدر والخيانة

خاطبت نفسي ما الذي يقصده صاحب الرسالة بهذا الكلام؟.. }ألبسي باب الزمن القلادة وأخرجي السيف من غمده{ بالتأكيد يقصد وضع القلادة في بوابة ملوك قبل الميلاد..}أخرجي السيف من غمده.. إفتحي به الأقفال{ هذا يعني أن السيف هو المفتاح لذلك الباب.. }فيمر بك الزمان إلى زمنه{الباب سيسحب "بريا" إلى زمن أحدٍ ما. من يكون؟

نظرت إلى القلادة. ربما القصد هو أحد الملوك الأربعة. أنا أعرف أن "مارثا" هي أم "ماركوس" الذي كان يحب "بريا"، لكن "مارثا" لم تكن يوماً تحب "بريا"، و"ماركوس" أراد الزواج من "بريا" رغماً عن والدته، إلا أن "بريا" رفضته، بعدها قُتِل "ماركوس" في ظروف غامضة، لذلك تريد "مارثا" أن تنتقم. إذن المقصود من عبارة {يمر بك الزمان إلى زمانه} أي إلى زمن العاشق المقتول، وهو أحد أولئك الملوك.

قلبت القلادة وتأملت وجه الأربعة ملوك. "أخيليوس" لم يمت مقتولاً. "إخناتون" لم يمت مقتولاً. "أشوكا" لم يمت مقتولاً. "هونغ دي" لم يمت مقتولاً. إذن مَن مِن ملوك التاريخ القديم مات مقتولاً؟

تركت القلادة، وعاودت بالبحث في المجلد مجدداً، فطرأ على بصري ذلك الكلام الذي يصف الملوك الذين أحبوا "بياركا". ظهر إسماً كان من بينهم، ومض أمامي كومض البرق..."الإسكندر الأكبر".

أمعقول هذا؟ هل "مارثا" هي روح والدة "الإسكندر الأكبر"، "أوليمبياس"؟!.. لكن "الإسكندر" لم يمت مقتولاً، أو ربما... فكرت في الإتيان بكتاب شامل عن تاريخ الإغريق، فصل وفاة الإسكندر الأكبر. قرأت بعيني:

ملوك قبل الميلاد (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن