40- الدبة التي قتلت صاحبها

114 7 0
                                    

بعد مرور يومين ذهبت الملكة الأم في موكب متواضع، من عشرة حراس يحرسون هودجاً مغلفاً بالساتان الأزرق والأخضر هي بداخله.. وعند أبراج المراقبة نصبوا لها خيمة، فيها إستجوبت رئيس المراقبين عن السجين.. ولما ذهبت إلى السجين بنفسها في سجنه، رأته رجلاً بدا في حالة يرثى لها.. حدثته من وراء القضبان: «من تكون؟ وما الذي رمى بك إلى سواحلنا؟»

رماها بالنظرة الجامحة ثم ضحك، فسألته بإحتقار: «علام تضحك أيها المجنون؟»

قال: «عليكِ.»

«إلزم الأدب.»

قال ساخراً: «وماذا ستفعلين؟ ستأمرين بقتلي؟ أم تعيدني غارقاً إلى البحر؟»..كان يتحدث إليها كما السكارى..

رفعت حاجباً ملقية بنظرة تربص: «يبدو أني سأتخذ معك إجراءاً آخر..».. فنادت: «يا حراس.. كتفوه وكبلوه ثم علقوه مصلوباً من ذراعيه.»

بعدما فعلوا فتحت باب القضبان ودخلت.. قالت: «إني أحذرك أيها الجاسوس الغريب.. إن لم تجيبني على أسئلتي سأذيقك من العذاب ما لا تحتمل.»

رماها بنظرة أخرى مزدرية ثم أشاح بوجهه عنها..

سألت: «من أنت؟»

«أنا الإمبراطور بينغ بي، إمبراطور الصين العظيم.»

ضحكت سخرية ثم قالت: «إمبراطور الصين العظيم؟! حسناً، وماذا يفعل إمبراطور الصين العظيم على أراضي مقدونيا؟»

«جرفتني الأمواج الغادرة إليكم، ولو كنت أعلم أنها أراضيكم ما وسخت قدمي بترابها.»

صفعته بلكمة قائلة: «لا تقلل من شأن إمبراطور الصين أمام أسياد الأرض أيها اللقيط.»

ظل "بينغ بي" على حاله البارد أمام عيونها الجريئة وقال بينما الدم بدأ يسيل من جانب شفتيه: «إذا كنتم أنتم أسياد الأرض فنحن من أوجدنا الأرض.»

قالت شاعرة بالملل: «لا بأس ببعض الهلوسة يا بينغ.»

لازال مُصِراً: «جلالة الإمبراطور بينغ بي. »

قالت بتململ: «أنا أعلم جيداً من هو الإمبراطور يا بينغ.. كما أعلم أنه ليس من الحكيم أو المنطقي أن يوجد إمبراطورين يحكمان إمبراطورية واحدة.»

«ماذا تريدين يا إمرأة؟ من تكوني أنتِ كي تستجوبيني هكذا؟»

«أنا الملكة أولمبياس ملكة مقدونيا، التي أنت تقف على ترابها متهماً وستحاكم بتهمة التسلل والتجسس على أرض ذات سيادة.»

«إذاً إما أن تلقي علي العقوبة التي ترين وإما أن تتركوني أرحل.»

« ليس قبل أن أنال منك ما أريده.»

«وهذا ما أريد معرفته.»

«حسناً سأفك وثاقك بشرط أن تحسن الأدب..».. وإلى الحراس نادت: «يا حراس فكوا وثاقه وأتوا به إلى خيمتي مقيد اليدين فقط.»

ملوك قبل الميلاد (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن