42- لستِ أنتِ من أحرقه بيدي

138 7 0
                                    

إحتضن قرص الشمس الأفق في كبد السماء، والرياح الساخنة معتدلة على الجانبين، فتوقعنا نشوب حربٍ عادلة بين الخصمين.. كان قادة الطرفين على صهوة خيولهم يلقون بنظرات التحدي والتوعد إلى بعضهم البعض، فتقدموا لتبادل محادثة هادئة كانت أطرافها على حافة البركان..

الملوك وأنا و"بياركا" في مواجهة "أولمبياس" و"بينغ بي".. كِلا الجيشين كانا يسدان عين الأفق..

قالت "أولمبياس": «ها قد تقابلنا ثانية يا أخيل.» ولم يبدو عليها ثمة أثرٍ لحزن أو شقاء.. في الواقع، ثمة ملامح جنونية منحوتة حول عينيها..

همهمت في سريرتي وأنا أرمق هذا الـ"بينغ" بنظرة ساخطة: «كنت أعرف أنكِ لستِ بأم يا أولمبياس، تتحالفين مع قاتل ولدك أيتها الشيطانية! »ثم رفعت صوتي: «أجل يا أولمبياس، لكن هذه المرة مختلفة.»

قالت "أولمبياس" موجهة حديثها إلى "بينغ": «ما رأيك في الجميلة أيها الإمبراطور الصيني العظيم بينغ بي؟» محاولة استفزاز الإمبراطور "تشي".

فقال "بينغ بي": «كوني واثقة من أني سأتأكد من الحصول على أكبر قدر ممكن من الإستمتاع معها هذه المرة أيتها الملكة.. وهي ترقص أمامي بالسيف.»

ضحكت الملكة ضحكة إمرأة مجنون، فأيقنت حينها أن الملكة قد فقدت عقلها.. أقطبت "بياركا" بملامح إغتمرها التقزز فيما قالت: «صحيح، عندما أغرسه في صدرك ثم أفصل رأسك عن عنقك أيها الشرذمة.»

الإمبراطور "تشي"، وقد بدا جاداً على نحوٍ مقتضب: «لا تحدث المرأة يا تابع المرأة وتحدث إلي أنا.»

قال "بينغ بي": «لن أتحدث معك بفمي يا تشي.. فاصبر على دورك حين يأتي دور كلامي معك بسيفي.»

قال الملك "إخناتون": «لا يتحدث عن السيوف أنصاف الرجال.»

قال "بينغ بي": «أعدك أن أثبت لك من هم أنصاف الرجال.»

قال الإمبراطور "أشوكا" موجهاً كلماته إلينا: «لا يجب أن نهبط إلى مستوى المجرمين يا سادة الأرض.»

قالت "أولمبياس": «كفانا حديثاً، فلنجعل ميدان الحرب هو الفيصل بيننا.. ولندع كل منا يأخذ حقه.»

قلت: «أنتِ محقة يا أولمبياس، لندع كل منا يأخذ حقه، ولهذا أسألك ممن تريدين أخذ حقك وقاتل ولدك العزيز يده بيدك الآن.»

أظلمت نظرات الملكة وهي تنظر إلى "بينغ" بعين مصدومة.. ضحك "بينغ" ساخراً ثم قال: «أنت تريد إرباك صفوفنا ليس إلا، حيلة قديمة وضعيفة.»

أخرجت "بياركا" سيفها من غمده الخفي أمام العيون المنبهرة وقالت: «أوليمبياس، أترين هذا السيف؟.. هذا السيف أوصاني ولدكِ "الإسكندر" بغرس نصله في قلب من قتله..قالها أثناء وصيته الأخيرة لي.».. ثم ألقت بنظرة إلى "بينغ بي" ثم عادت إلى "أولمبياس" متابعة في ثقة من حديد: «وصدقيني سأفعل ذلك، فإنتظريني أيتها الملكة الأم.. حاولي أن لا تُقتَلي قبل أن يطالك سيفي.»

ملوك قبل الميلاد (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن