كان "جانا" في البلاط الملكي ماثِلاً أمام الملك "ماهبداما ناندا".. كان الملك عتياً كعادة ملوك الهند العظماء. له شارباً قاتم السواد طويل، وعلى شعره الأكرت الواصل أطراف خصلاته إلى كتفيه تاجاً من الذهب المرصع بالجواهر. كان جالساً على عرش مهيب يعتليه رمز الإله فشنو.
رأى الملك ملامح "جانا" قاتمة كئيبة، فسأله بدافع الفضول: «لماذا تبدو مهموماً يا جانا؟»
قال: «لا تشغل بالك يا مولاي.»
قال: «أنا ملك هذه البلاد وأنت من رعيتي، تعمل في قصري هنا في "بتاليبوترا"، تصنع لي أقوى الأسلحة والدروع. أليس من واجبي أن أرعى من يرعاني؟»
قال: «أنا بالفعل مهموم جلالتك.»
فقال له الملك بلهجة تخلط بين العظمة والرحمة: «أفصح عما في صدرك.»
ولما أخبره بأمر زيجته، ضحك الملك ضحكة رنانة إعتقدها "جانا" ضحكة سخرية، ثم قال: «المعذرة جانا، فقد أضحكني ما قلته.»
«لم َجلالتك؟»
بعد صمت هاديء إستغرق وهلة قال الملك: «أخبرني يا جانا، أوتحبها؟»
بعفة أجاب: «بل متيماً بها يا مولاي.»
«أوه، كم هو رائع ذلك الشعور الخلاب عندما يقتحم قلوب الرجال حقاً.. حسناً، أمرك بسيط جداً يا جانا، لأنك مخلصاً لي سأكرمك، فإذا أشأت سآتِ بها إليك في الحال.»
«لا يا سيدي، أنا أريد أن آتِ بها بنفسي، ولكن بعد موافقة جلالتك»
"جانا" يعرف عن الملك أساليبه في الإتيان بإمرأة يريدها لنفسه، حتى وإن أضطر لإبادة قرية كاملة لأجل الظفر بها. لذلك كان لرفض "جانا" مغزى، ومغزى قوي.
قال الملك: «حسناً كما تشاء، سأعطيك ما تريد، فقط إذا نفذت ما أريد.»
إنتاب "جانا" شكاً أخذ يقبض على قلبه: «أنا لا أفهم سيدي.»
قال: «أريدك أن تصنع لي سيفاً صارماً، لا يمكن لسيفٍ أخر على وجه هذه الأرض أن يضاهيه في صلابته وإحتداد نصله.. أريده خلاباً في صنعه ونادراً في معدنه.. إصنع نصله من الفولاذ، وأمسح عليه بطبقة لامعة من الفضة لا تخفت. أما مقبضه فيكون من الذهب الخالص، ليس مخلوطاً بالبرونز ولا النحاس. في رأس المقبض رصعه بياقوتة حمراء صافية لا يشوبها تعرق ولا صفرة. ولك أن تنحت على الوجه الأول نقشاً من اللغة البرهمية يقول "سيف النور"، وعلى الوجه الأخر باللغة السنسكريتية "كيران".»
«ولكن يا مولاي صنع هذا السيف سيستغرق وقتاً.»
«لك ما تشاء من الوقت، فقط إصنعه لي.»
إنحنى "جانا": «أمر مولاي.»
ثم تطرق الملك للموضوع الأصلي: «أما بالنسبة لزواجك فلا تقلق.. الملكة "دانور" ستتولى الأمر.»
أنت تقرأ
ملوك قبل الميلاد (مكتملة)
Fantasy"بياركا".. كم أنتِ رائعة يا طاووسة الشرق حينما تزينين بستان الدنيا بلون الساري الأرجواني الزاهي وعطرك الأخاذ!.. كم أنت خلابة يا عصفورة الليل والنهار حينما تصدحين بشدوك العالي إلى عنان السماء فتطربين مسامع القاصي والداني في عالمٍ لم تصفه صفحات ال...
