النهاية في عالمنا

275 15 4
                                    

إستعدت وعيي وبدأت أنظر لأتعرف على ما حولي فرأيت نفسي وقد عدت لمكان البداية، فانقبض قلبي، لكن لم تسعه فرحة الرجوع على قيد الحياة.. ثم رأيت "بريا" نائمة على وجهها ولم أصدق أنها هنا بجواري تتنفس.. أوقظتها من ثم إحتضنتها بقوة وأخذت أقبل وجهها ورأسها ويديها، وكذلك فعلت هي، فأثار موتي الأول لازالت عالقة في ذهنها وأثار موتها لازالت عالقة في ذهني!

ولما رأت "بريا" جثة "مارثا" تسائلت: «أتذكر أنها تبخرت وإختفت مثلما إختفيت أنت!»

فقلت: «ربما عادت مع عودتي!»

جذبتها من يدها مسرعاً باتجاه المخرج: «لنخرج من هنا، لنرحل يا بريا ولا نأتي إلى هنا مرة أخرى.»

«ومارثا؟!»

«أجل أظنها ميتة، هيا لنرحل..»

وفجأة سمعنا الصوت الأنثوي الخبيث المألوف لدى مسامعنا.. لقد إستيقظت "مارثا" من غفلتها وهي تقول: «أنا واعية كفاية يا براين..».. كانت كمثل هيئتها.. ميتة حية..

بسرعة إلتقطّ و"بريا" سلاحينا تجاه الشيطانة.. قلت مزمجراً: «تباً لكِ يا امرأة، ألا تموتين أبداً؟»

فرغنا من الرصاص في جسدها، ثم أمسكت بيد حبيبتي وشدتها فراراً من بوابة الصرح، فنعود من نفس الطريق الذي دخلنا منه.. هذه المرة عبرنا جسراً قد تشكل من الحجر وبنى نفسه بنفسه في قاعة الأفخاخ، وفي الخارج حيث رأينا السماء السوداء، تنفست الصعداء وإستنشقنا الهواء أخيراً.. جذبت زوجتي حبيبتي لأعتصرها بين ذراعيّ وأغمس وجهي في ثنايا رقبتها الصغير.. كنت أشعر بها تقفز على قدميّ لتصل إلى حد طولي، بينما أقول بصوتٍ خرج مكتوماً: «كم أنا سعيد.. حمداً لله أنك سلمتي يا حبيبتي.. كم أنا سعيد..»

أفزعتنا الحية من جديد كالشبح الأسود على المنصة الخارجية.

«لن أسمح لكِ بقتله مجدداً.».. هكذا قالت "بريا".. وكعادتها صعبة المراس، حشت "بريا" المسدس بخزينة طلقات جديدة وصوبت نحو "مارثا"، فدوت ضحكة "مارثا" ثم قالت: «ألا تدركان أني لا أموت أيها الأغبياء؟.. ها أنتما الآن تصوبان سلاحيكما في وجهي ثم تفرغان ما به من طلقات في جسدي فأعود حية من جديد.»

متذمراً قلت: «أنا لا أدري لماذا لا تموت؟! حتماً هنالك لغزٌ ما.. هناك خطأ..»

قالت "مارثا": «كلا يا براين.. الأمر أنك غبي فحسب ولا تفكر لحظة عن مغزى وجودك خلف بوابة الملوك.»

بعد تفكير أضاء ذهن "بريا"، أدرَكت أين الخطأ قالت: «براين، أنا أفهم ماذا تقصد، إن أولمبياس لم تمت بيدك أو بيدي ولا بسلاحك ولا بسلاحي، وإنما من قتلها هو سيف كيران بيد الإمبراطور أشوكا.»

أكملت وراءها: «وهذا يُعني أن مارثا لن تموت بسلاحي ولا بسلاحك.. لا بد وأن تموت بسلاح...»

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 09, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ملوك قبل الميلاد (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن