13- الصدق أم الجراءة ؟

32.9K 1.3K 79
                                    

"أنا أسفة" قلت بإبتسامة وأنا أبتعد عن عناق إيفان، أحاول تنظيف وجهي من تلك الدمعات الغبية.

"لقد تحول الوضع إلى دراما كاملة بسببي" قلت بسخرية وأنا أحاول تمالُك الوضع.

"لا عليكِ" قال بإبتسامة متفهمة واكملنا سيرنا في الطريق، سحبت الهاتف من بين يده ورفعته قائلة:
"الصدق أم الجراءة ؟"

"الجراءة" أجاب، نظرت له بإعجاب واضح قائلة:
"أنظر لك، تختار الجراءة مرتين مُتتاليتين"

بينما كان إيفان يضحك قمتُ بإختيار الجراءة وملاحظة أنه لم يتبقى الكثير، خمس خانات فقط وستنتهي اللُعبة، وتجاهلت ذلك الشعور الغريب بينما أضغط على الرقم الأول.

"غازل رجل يسير في الطريق" قلت، ماذا ؟

"كيف لي أن افعل هذا ؟" سأل إيفان، هو محق، سيعتقدون أنه مثلي جنسيًا.

"كن مُقنع" قلت بإبتسامة ساخرة لأجده ينظر لي بغباء.

"أنتِ أسوء شخص يُعطي نصائح" علق، صحت بغضب مزيف ليبتسم.

"إنها نصيحتك على أي حال" تذمرت ونظرت حولنا في الطريق، كنا نسير في الطريق العام، رغم ذلك لم يكن هناك الكثير من الأشخاص في ذلك الوقت، وقد تخطى مُنتصف الليل.

"هيا أذهب لهذا الرجل" قلت بينما أشير نحو رجل يسير على الجانب الأخر من الطريق، طويل، نحيل، ولهُ ذوق راقي في ملابسه.

"هذة اللُعبة ستقتُلنا" قال إيفان وهو ينظر للإتجاه الذي أشير إليه، أعاد خصلات شعره للخلف بينما خطواته أسرعت وهو يمر في الطريق.

استندت على الحائط من خلفي وتوقفت لمشاهدة ما يحدث، أتمنى ألا يلكمه أو ما شابه، لن أستطيع حمله.

ظل إيفان يسير خلف ذلك الرجل مسافة وهو يضع يديه في جيوب سرواله، لا أستطيع التأكد إذا كان يُغازله أم أكلت القطة لسانه فالمكان مظلم، لكن ذلك الرجل توقف والتفت إليه، ولا أعلم لماذا كتمت ضحكاتي رغم شعوري بالخوف.

أقترب الرجل من إيفان وأخرج هاتفه ليطبع عليه شيئًا، بعد ذلك قام بمصافحته والتفت إيفان حتى يتخطى الطريق مُتجه لي.

"ماذا حدث ؟" سألت بفضول، نظر إيفان نحوي بخجل وسار في طريقه.

"إنه مثلي جنسيًا، لقد أخذ رقم هاتفي" قال إيفان حتى أتوقف في منتصف الطريق وانفجر بالضحك، هذا الغريب لديه حظ جيد.

"توقفي ! الصدق أم الجراءة ؟ أتمنى أن يطلب منكِ تقبيل فتاة، حتى أنا سأستمتع بالمشاهدة" قال بغضب وهو يأخذ الهاتف من يدي.

"بالطبع لن يحدث، فأنا أختار الصدق" قلت بثقة، نظر نحوي باستخفاف قائلًا:
"أنا سكايلر الدجاجة، أقصد الجبانة.. لا يوجد فرق على أي حال"

"أصمت" قلت بحدة ودفعته من جانبي، تجاهلني وقام بإختيار الرقم الثالث عشر في الصدق، والأخير في الخانة.

"ما هو شعورك عندما جاءت لكِ وقت الفتيات الشهرية للمرة الأولى ؟" قال وحاول كتم ضحكته من السؤال، نظرت له بغباء وتذكرت كيف كنت متحمسة لها في صغري لأنه حينها سأكون فتاة ناضجة، كنت غبية، أعترف.

"الألم، الكثير من الألم والبكاء وعدم الراحة، والكثير من الحلوي، وانتقادات الذات، والانتفاخ.. يا إلهى كنت مثل البالون الملئ بالهليوم" وصفت بينما أحرك يدي في الهواء لزيادة الوضع الدرامي، ولم أشعر بالخجل من ضحك إيفان على طريقة وصفي للأمر، بل شعرت بجزء من.. السعادة.

يُتبع...

Get Naked (Book ONE)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن