6- الصدق أم الجراءة ؟

36.2K 1.4K 180
                                    

"كان هذا رائع" قال إيفان بنبرة خافتة وقام بالتصفيق بينما أقترب منه، أديت انحناءة سريعة مع شعور الحماس الذي لم يختفي من جسدي.

"أشكرك، استمتعت هذة المرة حقًا" قلت وأخذت مقعدي بجانبه، لم يتحدث أو يُزيد عن حديثي سوا بإبتسامة خفيفة.

"إذًا.. الجراءة" همست و أمسكت الهاتف من فوق الطاولة، مازال هناك إحدى عشر خانة في الجراءة لمواجهتها وقمت بإختيار الرقم الخامس عشر.

"أحضر رقم فتاة و.." قلت بينما أقرأ السؤال ثم توقفت، تعجب إيفان و أقترب أكثر ليتمكن من رؤية الشاشة، اتسعت عيونه للحظة قبل أن يبتسم إبتسامة كبيرة.

"هذا سهل، أحضر رقم فتاة واتحسس نهديها، أريد الكثير من هذة التحديات" قال بسعادة جعلتني ادفعه من جانبي حتى ينفجر ضحكًا، ومن الواضح أنه لم يُضيع الوقت حيث وقف عن طاولتنا مع كأس شرابه وقام بلإتجاه إلى المشرب، لماذا يختار الضحايا من هناك دائمًا ؟

بدى كأنه يعلم ما يفعله حين جلس على مقعد شاغر بجوار فتاة شقراء ذات شعر طويل، كانت ترتدي تنورة جلدية لمنتصف ساقها وقميص أبيض واسع انحنى على خصرها النحيل بطريقة جميلة، لم أستطيع رؤية ملامحها بشكل كامل لكن أستطيع القول أنها تمتلك جسد جميل، و.. نهدين كبيران.

نظرت للأسفل نحو نهداي قبل أن أعيد النظر إليها، كيف يجعلن حجمه هكذا ؟

قام الساقي بتقديم أحد المشروبات إلى إيفان الذي دفعه تجاه الفتاة، لقد اندمجت معه وأستطيع رؤية ذلك من الابتسامات التي ترسلها إليه، رأس البطيخة معجبة بالتحدث معه.

نظرت إلى طلاء أظافري بملل لكن فضولي لم يستطيع تجاهل تفسير ما يحدث، لقد جعلها تضحك بصوت عالي بينما أرسل نظرة لي و أشار تجاهي بإصبعه، عيني اتسعت وهي ترسل نظرتها الزرقاء لمكاني، أشعر أن الأريكة اشتعلت بي، ماذا أخبرها ؟

أعادت رأس البطيخة نظرتها إلى إيفان بينما تُحدثه، لم يتعدى الأمر ثوانٍ حتى تمايل جسدها قليلًا على إيفان الذي تحسس نهديها، لا أصدق ! لا أصدق.

لقد أشار لها على طاولتنا مرة أخرى قبل أن تتراجع هي وتُمسك حقيبتها، أخرجت منها قلمًا و أمسكت يد إيفان بينما تكتب شيئًا فوقها، بالطبع ! إن هاتفه في يدي، وقد أخذ كأسه وهو يودعها مقتربًا لي.

"كيف فعلت هذا ! أنت لم تخبرها أنها لعبة، صحيح ؟ لأن هذا ممنوع ولا يمك--" بدأت الثرثرة سريعًا لكنه تمالك الأمر قائلًا:
"لا لم أفعل"

"إذًا.. كيف فعلت ذلك !" عدت لنبرة صوتي المندهشة، وقد أردت معرفة منه أدق التفاصيل التي دفعت تلك الفتاة لفعل هذا.

"أنا وسيم أنسة سكايلر، أستطيع فعل أي شئ" قال إيفان بثقة وأخذ مكانه بجانبي، لكني أدرت عيني على ثقتة الزائدة، ليس لتلك الدرجة يا رجل.

"ما هذة النبرة التي تتحدث بها ؟ أخبرني كم دفعت لها حتى تفعل ذلك ؟" قلت بسخرية، أبتسم لي واعتدل بجسده نحوي.

"ثلاث أشياء يمكنكِ بها معرفة فتاة تنتظر أن يتحسن يومها وتُقيم علاقة" قال إيفان وهو يرفع ثلاث أصابع أمامي قبل أن ينظر نحو المشرب.

"ستكون متواجدة عند المشرب وحدها أو مع أصدقائها لكنها لا تشاركهم الرقص" قال إيفان واتبعت نظرة عينه لأرى فتاة تبتسم تجاه أصدقائها في ساحة الرقص بينما تجلس لمشاهدتهم.

"هذا غير صحيح، كنت أقف عند المشرب ولم أنتظر إقامة علاقة" اعترضت وأنا أنظر له بحاجب معقود، لكن نظرة الثقة في عينه لم تختلف.

"الثاني، سترتدي ملابس قصيرة أو في الأغلب لن ترتدي ملابس داخلية" قال بهدوء وتحولت عينه إلى رأس البطيخة التي كانت تجلس معه، الآن فقط علمت كيف تبرز مؤخرتها بهذا الشكل.

الفكرة الأولى التي أتت لرأسي هي ملابسي التي كانت بسيطة من قميص وسروال ازرق، حتى أني لم أرهق نفسي لارتداء حذاء عالي واكتفيت بحذائي الرياضي، هل لهذا السبب دعاني إيفان ؟

"وما هو الثالث ؟" سألت.

"لن تطلب أي مشروب في إنتظار أن يتقدم أحدهم ويتولى الأمر" قال بهدوء واحتسى مشروبه دفعة واحدة، وقد لاحظتُ حقًا أن كلا الفتاتان لم يحصلا على مشروب، وتفاجئت لمعرفة إيفان الواسعة بهذا الأمر.

"يبدو أنك شخص يحصل على علاقات كافية لمعرفة هذة الأمور" قلت بإبتسامة بينما أنظر في إتجاه أخر.

"أخبرتُها بأني تراهنتُ معكِ أن نهديها طبيعيان، بينما أنتِ لا تصدقي هذا" بدل إيفان الموضوع لكنه كان يستحق المعرفة، ذلك القذر.

"أنت استخدمتني في تحديك !" قلت بإنزعاج ليضحك على تعابيري.

"الصدق أم الجراءة ؟" سأل إيفان بدون التعليق على حديثي، ورأيت أن أتجاهل الأمر مثله بينما أقول:
"الصدق"

"متى كانت قُبلتك الأولى ؟ وكيف كانت ؟" قرأ إيفان السؤال الثامن ورفع عيناه في إنتظار إجابتي، لم يكن سئ لكن الذكرة هي السيئة.

"لم تكن مُميزة أبدًا، في المرحلة الأخيرة في المدرسة العُليا حصلت على أول رفيق لي.." بدأت السرد لأرى تعابير غير راضية على وجهه.

"حصلتِ على أول رفيق لكِ في المرحلة الأخيرة ؟" سأل ببطئ وكأن عقله لم يستوعب.

"المرحلة العليا لم تكن ذكرة جيدة لي، كنت من هؤلاء الأشخاص الذين يتحركون في الظلام حتى إنتهاء الأعوام" أوضحت له وقررت إكمال الحديث السابق:
"كنت أقف أمام خزانتي وهو تأخر على فصله التالي، تحرك بجانبي سريعًا ولم ينسى أن يُقبلني على شفتاي قبلة لم تدُم خمس ثوانٍ، هكذا إنتهت ذكرة قُبلتي الأولى السيئة"

"ليست ذكرة جيدة للقُبلة الأولى، لكن لماذا كنتِ مُختفية في تلك المرحلة.. أعني إنها.. إنها المرحلة العُليا !" قال إيفان بإبتسامة وهو يُحرك يديه في الهواء بحماس، أعتقد أنه على خلافي نال ذكريات جيدة لتلك المرحلة، وكنت سأتعجب لو نال عكس ذلك.

"أنت تعلم أن تلك المرحلة ما يجعلها مميزة هو شيئان، أن تكون ثري رائع أو تكون جميلًا، وأنا لا أملك الإثنين" قلت بهدوء وأنا ابتسم بسخرية على حالي.

رغم ضجة الموسيقى حولنا وصخب المكان والحشد الكثير، شعرت أني وحدي معه بتلك اللحظة.. أننا وحدنا على هذا الكوكب بأكمله، عندما قال بصوت خافت:
"أنتِ جميلة بالنسبة لي"

يُتبع...



Get Naked (Book ONE)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن