12- الصدق أم الجراءة ؟

32.9K 1.2K 57
                                    

"دعنا فقط ننسى ما حدث" قلت بهدوء وأنا أنظر نحو إيفان بترجي.

"أجل" أجاب بهدوء.

"أجل" أكدت على موافقة.

"بالطبع" قال.

"حسنًا، جيد" قلت بإبتسامة كبيرة.

"الجراءة هي.. ؟" سأل بهدوء ليخرجني من دوامة الإحراج التي أوقعت نفسي بها.

"أجل، الجراءة" قلت ورفعت الهاتف حتى أقرأ السؤال:
"عليك شراء واقٍ ذكري باللون الأحمر"

"لماذا أحمر ؟" سأل بإستخفاف، هذا غريب حقًا، ولم أستطع إجابته سوا برفع أكتافي بتعجب.

"إذًا، علينا الرحيل" قال وهو يُخرج حافظة نقوده من سرواله، قمت بإمساك حقيبتي ووضعت بها قميصي الأبيض، أعتقد أنه لا حاجة له الآن.

خرجت مع إيفان من الملهى، كانت الخطة سهلة، إيجاد متجر عام، البحث عن واقٍ أحمر اللون، النجاح.

"هناك" قلت وقمت بالإشارة على متجر بنهاية الشارع، ولحسن الحظ أنه لم يُغلق بعد بهذا الوقت.

"أين سنجده ؟" سألت وأنا أنظر لجميع الممرات، لكن يبدو أن إيفان كان يعلم طريقه، تبعته عبر العديد من ممرات الحلوى والطعام المُعلب وحتى طعام القطط، حتى إنتهى الأمر بنا أمام المستلزمات الطبية، مهلًا، هل هذة فوط صحية ؟

"نجحنا" قال إيفان وهو يرفع الواقي بفخر، هذا الأمر يزداد إحراجًا.

قمنا بالإتجاه بعد ذلك إلى المحاسبة على ذلك.. الشئ.. الصغير.. أحمر اللون.

"مرحبًا بكم في متجر هاليري" قالت فتاة سمراء البشرة وهي تجلس بملل على طاولة المحاسبة بينما تُفرقع العلكة بشكل مبالغ، رفع إيفان الواقي تجاهها وانشغلت عيونه داخل حافظة نقوده.

في ذلك الوقت تحديدًا رفعت تلك الفتاة إبتسامة شيطانية تجاهي وانحنت فوق الطاولة لتنظر نحو خصر إيفان قبل أن تُعيد نظرتها لي ويهتز جسدها في سعادة، مع ثبات ذات الإبتسامة الشيطانية.

دفع إيفان ثمن ذلك الشئ ووضعه في حافظة نقوده لنتجه للخارج بعد ذلك، مع ذكر أن الفتاة قد غمزت تجاهي مع تحريك شفتاها بكلمة 'استمتعي'، واللعنة !

"ماذا الآن ؟" سأل إيفان ونحن نقف خارج المتجر، نذهب ونقيم علاقة، ما رأيك ؟

"الصدق" قلت ورفعت الهاتف ليمسكه بين يديه، قام بالضغط على الرقم الرابع عشر وقرأ:
"ما هو أخر شئ قمتِ بالبكاء من أجله ؟"

"رفيقي السابق" أجبت بإبتسامة خفيفة، لكن عينا إيفان كانت تُطالب بتوضيح أكتر.

"هل تتذكر تلك العلاقة التي كنت بها لمدة عام ونصف ؟" سألته، وقد أومئ بالإيجاب وهو يحاول توقع ما سأقول.

"في الحقيقة، كان انفصالنا منذ شهر، لقد قضينا معًا عام كامل بشكل طبيعي، نتشاجر ونتصالح كما يفعل الجميع، لكنه تغير بعد ذلك" بدأت السرد بينما نسير في الطريق وأنا أستعيد ذكرة ما مررت به في تلك العلاقة، والتضحيات التي قمت بها للحفاظ عليها.

"تغير كثيرًا، عاد لشرب السجائر بعدما اتفقنا أنه سيتوقف، أصبح مزاجه سئ في جميع الأوقات، أصبحت رغباته غريبة، ومُتطلب بشكل كبير، حاولت الحفاظ على علاقتنا للنهاية، ولكني استنفذت طاقتي" اكملت حديثي ورفعت نظري نحو إيفان، إنه مُستمع جيد.

"عندما لم أعد أتحمل قمت بوضعه في اختيار بين السجائر وبيني، لقد اختارني، ومع ذلك لم يتركها من يده، لكني أعلم أنه يُحبني" أردفت الحديث لكن تعابير إيفان تغيرت بحيث لم تكن راضية.

"ويحب السيجارة التي بين أصابعه، ويُقدس سلاسل الدُخان المنبعثة منها، ويرتوي جسده بالنيكوتين خاصتها، وتُشعره بالنشوة مع كل ثانية، ثم ينتهي منها تحت قدميه لتنطفئ.. وتنطفئ" قال إيفان بنبرة جادة قبل أن يرفع يده ويضعها فوق رأسي.

"لقد أحبك مثلما أحب سيجارته، ولكنه إنتهى" أردف ولم أشعر إلا بدموعي تخذلني لحقيقة ما قاله، وحقيقة أني واقفة في مكاني، ولم أستمر في حياتي بعد يوم انفصالنا.

اذرعه التفت حولي ويده استقرت على مؤخرة رأسي، ورائحته التي ملأت الهواء الذي يُحيط بي جعلت من الصعب ان أكف عن البكاء، رغم علمي أني ألوث ملابسه، لكنه سمح لي، سمح لي بإطلاق مشاعري، وكأنه يُخرج كامل الألم من داخلي بحركة يده الخفيفة فوق ظهري.

"هو لم يستحقك، وأنتِ تستحقين ما هو أفضل" همس بين خصلات شعري، ولكن لم استمع لكلماته جيدًا، فقد انشغل رأسي مع ذلك الغريب.

أيها الغريب..

يُتبع...

خرجنا من البار خلاص، أوشكت القصة على الإنتهاء كمان، رأيكم ؟ 🌟

Get Naked (Book ONE)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن