1- الصدق أم الجراءة ؟

94.9K 1.8K 633
                                    

"لقد بعثت لي على الهاتف أنها تشعر بالحزن الشديد لوفاة جروها الصغير، لم أهتم في الحقيقة لكن هناك جزء دفعني حتى أبدي إهتمام بحُزنِها، لذا صعدتُ إلى سيارتي و أبتعتُ لها باقة أزهار، وعندما وجدتني أمام منزلها نظرت لي بإشمئزاز" قال إيفان وهو يجلس على الجانب الأخر من الطاولة الدائرية في تلك الحانة الصغيرة.

"لماذا ؟" سألت بتعابير مندهشة.

"لقد قالت و أقتبس 'لماذا أحضرت لي الأزهار ؟ بين مئات الهدايا ومطاعم الواجبات السريعة والحلوى، أحضرت لي الأزهار، هل أستطيع تناول الأزهار ؟' وهكذا تم الأمر" أكمل حديثه الأمر الذي دفعني للضحك بقوة بينما رأسي تمايلت للخلف، إذًا هكذا انفصل عن رفيقته السابقة.

"أنا لا أصدق أنها قالت هذا" قلت بعد انتهائي من الضحك، و لاحظت إبتسامة كبيرة على وجهه، إنه وسيم حقًا، كان يمتلك أكثر ما أفضله في الرجال وهي اللحية الخفيفة المحددة، والتي تميزت على وجهه بسبب عظام فكه المثالية، عيناه السوداء أعطته نظرة مُشتعلة، ولم أرى وجهًا من قبل تميز مع خصلات شعر طويلة كما فعل هو، مع ملابسه السوداء التي أعطته مظهر مغرور لا يقاوم و ربما هذا ما دفعني لقبول عرضه بأن يحضر لي كأس ويسكي غلين ماكينا على حسابه، والذي يُعتبر أغلى المشروبات في الحانة، واللعنة إن ثمن الزجاجة يبلُغ الست مئة دولار.

أنا شاكرة أن ذلك الثري الوسيم فعل بأي حال وأخرجني من دوامة أفكاري السوداوية.

"ماذا تعمل ؟"سألته وأنا أقترب من الطاولة أكثر ليسمعني خلال الموسيقى الصاخبة.

"كاتب" قال وأرسل أصابعه في جولة داخل خصلات شعره، ماذا يستخدم لذلك المظهر المثالي ؟

"هذا رائع ! هل نشرت أي من أعمالك ؟" سألت بفضول، أحب رؤية كيف يفكر الكاتب في العالم الواقعي، هل يستوحي الأحداث من حياته الشخصية ؟

"بالطبع، لكن أنا أُفضل الحفاظ على سرية هويتي" قال وغمز بعينه لأشعر بحرارة الغرفة تزداد، وبتلقائية ظهر شبح إبتسامة على وجهي بينما أردف:
"ماذا عنكِ ؟"

أنا ؟ فتاة مُملة في الرابعة والعشرون تعيش مع والديها حتى الآن، غير مثيرة للإهتمام مع شعر قصير وعينان باللون البني، ولا أصف نفسي جميلة حتى، تعمل في جريدة ليست بالرائعة، بينما أقوم بكتابة عمود واحد فقط أسبوعيًا، ولكن الشئ الأسوأ.. أن مهنتي على المحك، وهذا تمامًا ما دفعني للمجئ إلى هنا اليوم، الانهيار.

"أكتب مقالات في جريدة، ليس بالأمر المهم" قلت بإبتسامة وأرسلت عيني في إتجاه أخر.

"بلى إنه كذلك، نحن نوعًا ما زُملاء" قال بنبرة حماسية ثم أردف:
"عن أي شئ تتحدث ؟"

"شتى الموضوعات، في الحقيقة يجب علي كتابة المقال القادم في الغد عن عشرة أشياء يجب أن تفعلها قبل سن العشرون" قلت و أسندت رأسي فوق يدي.

Get Naked (Book ONE)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن