"إنتهى الصدق" قلت بإبتسامة و أمسكت الهاتف من إيفان.
"أجل، أوشكت اللعبة على الإنتهاء" قال بهدوء وهو يجلس بجانبي على رصيف الطريق، نظرت له بشرود، لا أريد لتلك اللعبة أن تنتهي.. لا أريد.
"حسنًا إذًا، إنه دورك" قلت وأصابعي إنتهت إلى الرقم الثالث لأقول:
"عليك سرقة شئ من المتجر العام""أي شئ ؟" استفسر إيفان، رفعت نظرة مُتعجبة نحوهه وقلت:
"ذلك التطبيق يُريد أن يضعك خلف القضبان، أنا لا أعرفك حينها""فلتحيا الصداقة" صرخ إيفان و وقف أمامي، رفع يده حتى يساعدني بالوقوف ولحسن الحظ لم يبعد عنا المتجر كثيرًا، وبالتأكيد ليس الذي دخلنا إليه مسبقًا.
"ماذا ستسرق ؟" سألت بصوت خافت ونحن نتجول بالداخل.
"أنتِ تجعلين الأمر يبدو سئ، سنُحضر قطعة حلوى من الأمام" قال بحدة واعتدل عندما وصلنا إلى رجل المحاسبة، كان كبيرًا في العمر ما يقارب الأربعين، مع نظارة طبية وجريدة تُخفي نصف وجهه، وقفت أمامه بإبتسامة وعلمت من تعابيره المحايده أنه سيتناولني حية.
يجب أن أكون مصدر الهاء ذلك السارق !
"مرحبًا.." قلت بخفة ونظرت لبعض الأشياء المعروضة أمامي للبحث عن شئ أقوله، نظرته الحادة تخترقني.. ما هذا الوحش ؟
"هل لديك حلوى البندُق ؟" سألت بهدوء، ولا أعلم لماذا ينظر لي بكل هذا الشك، أنزل يده لثوانٍ ورفعها ليضع قطعة من الحلوى أمامي.
"جيد.. جيد" تمتمت وأنا أنظر لها بارتباك، لماذا طلبت حلوى البنُدق حتى ؟
نظرت نحو المخرج لأجد إيفان يُشير نحوي أن آتي، شعرت حينها أنه أنقذني من الجحيم.
"أحتفظ بها" قلت بإبتسامة تجاه الرجل العجوز و أسرعت في الهروب من أمامه قبل أن يقضي عليّ، ثم توقفت مع إيفان بعيدًا عن المتجر بقليل.
"أنا سأتناول الحلوى" قلت ورفعت يدي أمامه.
"لهذا السبب لم أحضر حلوى" قال بإبتسامة ساخرة، نظرت له بعدم تصديق.. القذر.
"كان هناك عجوز في الداخل يقوم بتعذيبي في مُخيلته وأنت لم تُحتضر شيئًا ؟" قلت بحدة، وما زادها هو تعابيره المسترخية، أنا لن أدخل لهذا المكان مرة أخرى.
"لم أقل أني لم أحضر شيئًا" قال إيفان بتذاكي، رفع يده أمامي لتظهر قلادة بلون الذهب الأبيض، كانت مثل قطرة الماء وبداخلها قطعة من لؤلؤة البحر، بسيطة للغاية ولكن بداخلي لم أستطيع الشعور بذلك.
"أسف، لم أستطيع سرقة ما هو أفضل" قال إيفان بسخرية لكني رفعت عيني تجاهه بإبتسامة.
"إنها رائعة للغاية" قلت بصدق ورفعت شعري المنسدل للأعلى، نظر إيفان نحوي بضع ثوانٍ قبل أن يقترب خطوة ويقف خلفي، أصابعه تلامست مع بشرتي وهو يضع القلادة حولها، لكن هذا تسبب في اتساع ابتسامتي أكثر.
أنت تقرأ
Get Naked (Book ONE)
Short Story"الصدق أم الجراءة ؟" وكُلما طُرح ذلك السؤال كان ينتابني الرعب. "جراءة" وربما في بعض الأحيان يكون اختيارنا خاطئ. "كن عاريًا" ولكننا لم نتراجع عن تأدية أي شئ من هذة اللعبة.